يناير 01, 2019
مقابلة مع وائل العمري، مسؤول برنامج دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في قسم تنمية المرأة وتعزيز التنوع
في عام 2018، أعلنت المملكة العربية السعودية أنها تعد استراتيجية وطنية مكونة من 23 مبادرة لضمان توفير فرص تعليم وعمل مناسبة للأشخاص ذوي الإعاقة. من هنا بدأت فكرة تطوير برنامج لدمج ذوي الإعاقة في شركة أرامكو السعودية. ويقود وائل العمري برنامج مستعد وقادر: دمج الأشخاص ذوي الإعاقة، ويؤمن العمري أن دمج الأشخاص ذوي الإعاقة سيقود لمجتمع أكثر سلامة.
قيمة الدمج
"من المهم على الجميع أن يعرفوا كيفية التعامل والاستجابة لاحتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة، هذا البرنامج يعمل على توعية موظفي شركة أرامكو السعودية بكل ما يخص الأشخاص ذوي الإعاقة في مكان العمل ويوفر مهارات يسُتفاد منها في الشركة وكذلك في المجتمع".
"السلوك الصحيح هو الخطوة الأولى لخلق بيئة مناسبة لذوي الإعاقة، لذلك لا ينبغي النظر إلى الناس من خلال إعاقتهم فقط. هناك الكثير من المواهب التي تغفل عنها الشركات، والسبب هو أنهم لا يستطيعون استيعاب ما يمكن أن يقدمه ويحققه لهم الأشخاص ذوو الإعاقة".
يتحدث برنامج مستعد وقادر، المتاح لجميع الموظفين في شركة أرامكو السعودية، عن عدة أنواع من الإعاقة، ويشجع الحضور على طرح الأسئلة. يقول العمري: "البرنامج مكان مناسب لطرح الأسئلة المتعلقة بذوي الإعاقة مهما كانت صعبة" كما قال العمري، "فالناس ترى السؤال أو التحدث عن الإعاقة أمرًا حساسًا".
برنامج مستعد وقادر يتطرق لعدة مواضيع أساسية متعلقة بالإعاقة، وهي فهم أهمية دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مكان العمل وزيادة الوعي بكل ماهو ذو صلة ومساعدة الحضور في التفاعل مع ذوي الإعاقة بشكل أفضل. "اللغة مهمة. ولهذا نقول عنهم أنهم أشخاص ذوو الإعاقة، لأنهم أشخاص، وحدث أن تكون لديهم إعاقة".
ما لا تراه
هل يعتقد المجتمع أن الأشخاص ذوي الإعاقة لديهم فقط إعاقة جسدية؟ يقول العمري: "إنها أحد التصورات الخاطئة عن الإعاقة"، فيعتقد الناس دائمًا أن المعاق هو شخص يجلس على كرسي متحرك. بينما مصطلح الأشخاص ذوي الإعاقة يشمل على طيف واسع من الحالات التي يطلق عليها إعاقات، كالإعاقات الجسدية والعقلية والسلوكية.
اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادرة عن الأمم المتحدة عرّفت الإعاقة بأنها "عاهات طويلة الأجل بدنية أو عقلية أو ذهنية أو حسية، قد تمنع المصابين بها لدى التعامل مع مختلف الحواجز من المشاركة بصورة كاملة وفعالة في المجتمع على قدم المساواة مع الآخرين." وقال العمري: "في المملكة العربية السعودية يعتبر الأشخاص المصابون بالتوحد أوالاكتئاب أوالعمى أو بمرض مزمن كمرض القلب من الأشخاص ذوي الإعاقة".
التكيف مع الدمج
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة تحديات عملية في مكان العمل. ذهب أحد الزملاء ليحضر اجتماعًا في مبنى لم يذهب إليه من قبل، ليعثر على مجموعة من السلالم التي لا يستطيع كرسيه المتحرك اجتيازها.
"يقلل البعض من أهمية أمور قد تسبب تحديًا للأشخاص ذوي الإعاقة. نريد أن نتأكد من توفر جميع مواقع العمل على التسهيلات اللازمة ليتيسر وصول الأشخاص ذوي الإعاقة إليها".
هناك دائمًا مجال للتحسين والتطور، ويعتقد العمري أننا نسير على الطريق الصحيح. "أرى الناس مستعدين للتغيير، وأرى أن جيل الشباب في المملكة العربية السعودية يتوقع من الشركات أن تصبح أكثر تعزيزًا للتنوع. كما يعتبر الأشخاص ذوو الإعاقة الآن من المساهمين في المجتمع، بينما لم يكونوا كذلك في الماضي".
تلقى برنامج مستعد وقادر على ردود فعل إيجابية هائلة، فالنقاشات المفتوحة التي كانت تجري في البرنامج هي أحد أسباب هذا النجاح. كانت القدرة على طرح الأسئلة دون الخوف من التسبب في الإساءة وسماع تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة أمرًا إيجابيًا. "أعتقد أن وجود قصص واقعية شخصية في البرنامج أشعَرت الناس أنهم بخير. أنا لا أتحدث عادة عن إعاقتي فأنا متعايش معها، ولكن الناس تحتاج أن تسمع وترى مثالاً حقيقيًا أمامها" كما قال العمري.
"إعاقتي هي اعوجاج المفاصل المتعدد، وتتسبب هذه الإعاقة في تقييد حركة المفاصل. أستطيع أن أمشي، لكنها تؤثر على الطريقة التي أمشي وأجلس وأنحني بها. أنا شخص لم يستطع ارتداء جواربه بنفسه لفترة من الزمن. كان علي أن أفكر في طريقة تجعل هذه العملية أسهل. لقد كان صراعًا. إلى أن أرسل لي أحدهم رابط موقع إلكتروني لجهاز بسيط جدًا، ومنذ اشتريته، أصبحت شخصًا مستق تمامًا".
هذه الأمثلة تسلط الضوء على ما يبدو بسيطًا جدًا ولا يفكر فيه غالب الناس، لكن ذوي الإعاقة يفكرون مليا في كيفية التعامل معه.
بعض أماكن العمل لا تدرك أن الأشخاص ذوي الإعاقة لا يختلفون في أداء عملهم عن الآخرين. "فلا يتعلق الأمر فقط بالحصول على وظيفة، بل بالحصول على وظيفة مرضية تستطيع فيها أن تنجز وأن تستخدم مهاراتك وتتعلم وتتدرب وتجد فرصًا للتقدم. تمامًا كأي موظف آخر في الشركة" كما قال العمري مبتسمًا.
السلامة للجميع
أضاف العمري قارئ، إن إنشاء مبانٍ ومرافق تستوعب الأشخاص ذوي الإعاقة لن يوفر بيئة آمنة لهم هم فقط، بل سيوفر بيئة آمنة للجميع. التركيز على السلامة أمر يتوجب على الجميع الاهتمام به. "أنا أراعي كل ما اقوم به وأتأكد من أني لا أفعل أمرًا قد يسبب الأذى للآخرين".