شبكة الغاز الرئيسة في أرامكو السعودية.. عقود من الخبرات الهائلة والإنجازات الكبيرة

كان التطور المهني لاختصاصي الغاز في أرامكو السعودية مصاحبًا لاِتِّساع ونمو شبكة الغاز الرئيسة في الشركة. فعندما بدأت أرامكو السعودية في ضخ الزيت من بئر الخير في الظهران عام 1937م، بدأ الغاز الطبيعي أيضًا بالظهور معه. 

ومع تسارع وتيرة تطور المملكة الاقتصادي في السبعينيات، اتخذت الحكومة السعودية قرارًا استراتيجيًا باستخلاص الغاز لتوفير اللقيم لأغراض توليد الكهرباء ومعالجة المياه والصناعات الثقيلة. كانت الممارسات السائدة في العالم آنذاك تتمثل في الحرق النظامي للغاز في الشعلات.

وفي عام 1975م، شرعت أرامكو السعودية في برنامج تجميع الغاز بهدف بناء شبكة من معامل وأنابيب الغاز التي تربط الحقول المنتجة بعملاء الشركة من القطاع الصناعي.   وكانت تلك بداية ما أصبح يعرف بعد ذلك بشبكة الغاز الرئيسة.  

تُعد شبكة الغاز الرئيسة اليوم واحدة من أكبر الشبكات المتكاملة لتجميع ومعالجة وتوزيع الغاز من نوعها، ولا تزال في نمو مستمر.   ويعد التوسع الحالي للمرحلة الثالثة من الشبكة أحد أهم المشاريع العملاقة في تاريخ أرامكو السعودية، إذ يعمل على تحديث البنية التحتية الحالية وإضافة ما يقرب من 4000 كيلومتر من خطوط الأنابيب الجديدة ومحطات جديدة لتقوية ضغط الغاز و17 وحدة جديدة لضغط الغاز لتوصيل 3.16 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم.

أبرز المحطات المهنية لموظفي الشركة 

يلعب موظفو أرامكو السعودية دورًا محوريًا في كل هذا التطوّر. إذ كانت لهم طموحات في السبعينيات من القرن الماضي ألهمتهم ليروا ما وراء الحاضر، وصنعت منهم روادًا في القطاع بابتكارهم لشبكة الغاز الرئيسة، الأمر الذي بلور مستقبل الطاقة في المملكة. 

واليوم، ما زالوا فخورين بدورهم في قصة النجاح التي لم تسهم في تغيير المملكة العربية السعودية فحسب، بل أيضًا حياة مجتمعاتهم وأسرهم وأنفسهم.  

وفي هذا الإطار، عبر عن ذلك عبد الله القحطاني، الذي يعمل حاليًا مهندس كمبيوتر في معمل الغاز في العثمانية، بأنه كبر مع شبكة الغاز الرئيسة. وقال: «تربطني ومعامل الغاز علاقة توأمية، فقد ولدت عام 1978م، مع بداية مشاريع معامل الغاز، وكنت أجد أحيانًا أني أكبر بشهرين من الأنابيب التي صُنّعت في شهر يوليو من عام 1978م، كما صادفتني مرارًا صمامات كروية كانت أكبر مني بأربعة أشهر».

يفتخر القحطاني بدوره في جهود فريق استئناف إنتاج الغاز في معمل الغاز في العثمانية بعد هجمات الطائرات المسيرة على معامل بقيق في سبتمبر 2019م.  وحول ذلك قال: «مع وقف إنتاج الغاز، قمت وزملائي بإجراء ابتكارات طارئة على مدار الساعة لمدة 72 ساعة للوقوف على المواصفات الفنية الصحيحة اللازمة لمعالجة الغاز من حقول مختلفة».

من جانبه، لا يزال حمد الخالدي، المستشار في هندسة البترول في قسم مساندة الأعمال في دائرة أعمال الغاز في منطقة الأعمال الجنوبية، متعجبًا من التغييرات التي شهدها خلال مسيرته المهنية منذ بداية انضمامه لأعمال الغاز في عام 1995م. وقال: «على مر السنين، تحولنا من عالم العمليات والحسابات اليدوية الذي كان لقطاع الغاز الجديد فيه الأولوية الثانية دائمًا، إلى عالم اليوم الذي تصدّرته تقنيات الأتمتة والرقمنة والأولوية المتساوية مع قطاع النفط الخام». وكانت أبرز محطات حياته المهنية هي مشاركته في تصميم معمل الغاز في حرض ومعمل سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة.  وأضاف قائلًا: «لقد تمكنت من تغيير مصدر وسائط التسخين من النظام البخاري إلى نظام الزيت الساخن.»

أما مدير قسم الأعمال في إدارة معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية، فيصل العودة، فقد انضم إلى أرامكو السعودية متدربًا من المدرسة الثانوية في عام 1992م، ولكن دعم أرامكو السعودية المستمر لتعليمه كان له الأثر الأكبر على حياته.  وعن ذلك قال العودة: «مُنحت الفرصة للحصول على درجة البكالوريوس في أمريكا في تخصص هندسة المعادن. وتطوّرت لاحقًا في مسيرتي المهنية حتى أصبحت رئيس قسم».

وتعكس مسيرته المهنية التي امتدت لـ 32 عامًا، التطور الذي شهدته شبكة الغاز الرئيسة، بدءًا من إدارة التفتيش ثم معامل بقيق، قبل أن ينتقل إلى دائرة أعمال الغاز في منطقة الأعمال الجنوبية في عام 2003م، حيث عمل في العثمانية وحرض والحوية.

ويفتخر العودة بإسهامه في أعمال إنشاء معمل الغاز في الحوية، قائلًا: «قمت بدعم  مشروع المعمل ضمن فريق مراقبة الجودة لدى إدارة التفتيش».

فخر والتزام وخبرة عريقة

تسعى أرامكو السعودية لمواصلة تطوير أعمال الغاز لديها، مستهدفة في ذلك زيادة إنتاجها من غاز البيع بنسبة %60 بين عامي 2021 و2030.وإلى جانب الاستثمار والتقنية في شبكة الغاز، فإن الفخر والالتزام والخبرة التي اكتسبها موظفو أرامكو السعودية على مدى عقود في هذا المجال هي التي ستحوّل هذا الطموح إلى حقيقة.

التطور التاريخي لشبكة الغاز الرئيسة 

1975م: تدشين شبكة الغاز الرئيسة

1977م: معمل الغاز في البري

1980م: معمل الغاز في شدقم
1981م: معمل الغاز في العثمانية 
1984م: بداية إنتاج الغاز غير المصاحب
1995م: مشاريع رئيسة لتحسين الإجراءات والمعدات لزيادة الإنتاج
2000م: مد شبكة الغاز الرئيسة إلى منطقة الرياض
2001م: معمل الغاز في الحوية
2003م: معمل الغاز في حرض. مد الشبكة إلى الساحل الغربي
2008م: معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الحوية
2010م: معمل الغاز في الخرسانية
2012م: معمل الغاز في الخرسانية (مشروع الغاز غير المصاحب في حقل كران)  
2014م: معمل تجزئة سوائل الغاز الطبيعي في واسط  
2015م: معمل استخلاص سوائل الغاز الطبيعي في الشيبة 
2015م: معمل الغاز في واسط 
2016م: معمل الغاز في مدين 
2020م: معمل الغاز في الفاضلي 
2023م: توسعة معمل الغاز في الحوية