خلال مشاركة أرامكو السعودية في المنتدى الاقتصادي العالمي بالرياض
الناصر يناقش اختلاف المشهد الاقتصادي والطلب على الطاقة بين دول الشمال والجنوب العالمي
أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، على الحاجة إلى حوار عملي بين قادة الحكومات وقطاع الأعمال والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني من دول الشمال العالمي ودول الجنوب العالمي، وذلك خلال استضافة المملكة العربية السعودية للمنتدى الاقتصادي العالمي في دورته الافتتاحية الأسبوع الماضي.
وقد حظي المنتدى الاقتصادي العالمي الذي عُقد في الرياض بحضور 12 رئيس دولة و1000 قائد من قادة العالم من 92 دولة، ودار الاجتماع، الذي استمر يومين، حول التعاون العالمي والنمو والطاقة من أجل التنمية. وقد دعت شخصيات بارزة في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والتقنية إلى تعزيز مسارات الاستقرار والازدهار وفرص النمو الشامل في مواجهة التحديات المتزايدة العابرة للحدود.
وأشاد رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي، بورج بريندي، بالدورة الحالية لهذا المنتدى باعتبارها تجمعًا مهمًا استقطب أكثر من 1000 مشارك، حيث يعد هذا الرقم أكبر عدد تسجيل يحققه المنتدى خارج مقر الاجتماع السنوي في دافوس بسويسرا.
مكانة جيدة للمملكة في الأسواق المتقدمة
وخلال حلقة نقاش بعنوان «الجدوى الاقتصادية للتحول في مجال الطاقة»، ناقش الناصر المشهد الاقتصادي والطلب على الطاقة في البلدان المتقدمة في الشمال العالمي واختلافهما عن نظيراتها النامية في الجنوب العالمي. وأكد على الدور الحاسم للشراكات بين القطاعين العام والخاص في تحقيق النمو الاقتصادي بالتوازي مع طموحات تحقيق صافي انبعاثات صفري. وذكر الناصر أيضًا أن النجاح في المواءمة بين السياسة المناخية العالمية وأهداف التحول في مجال الطاقة قد يتطلب تخطيطًا واقعيًا وشمولية وقبولًا للأهمية المستمرة للوقود التقليدي في مزيج الطاقة.
وذكر الناصر أن المملكة العربية السعودية وأرامكو السعودية في خضم هذه التحديات العالمية المعقدة، تتمتعان بمكانة جيدة للتعاون مع الأسواق المتقدمة والنامية، لا سيما فيما يتعلق بالطاقة.
النجاح في المواءمة بين السياسة المناخية العالمية وأهداف التحول في مجال الطاقة قد يتطلب تخطيطًا واقعيًا وشمولية وقبولًا للأهمية المستمرة للوقود التقليدي في مزيج الطاقة. أمين الناصر
ضرورة أن يعكس نهج التحول أوجه الاختلاف
ودعا الناصر صناع السياسات إلى أخذ الاختلافات في الاعتبار عند التخطيط للمسار الأمثل للمضي قدمًا في تحول الطاقة. وشدد على أن هذا النهج ينبغي أن يعكس أوجه الاختلاف وأن يراعي التفاوت في بعض القضايا مثل القدرة على تحمل التكاليف والاستدامة وأمن الطاقة.
ودعا الناصر إلى النظر في الحقائق التي وصلنا إليها اليوم، في الوقت الحالي، حيث يبلغ نصيب الفرد من الدخل نحو 1,000 دولار في دول الجنوب العالمي مقارنة بأكثر من 50 ألف دولار في دول الشمال العالمي.
وقال: «تتمركز اليوم في دول الجنوب العالمي نسبة ما بين ٪50 إلى ٪60 من الطلب على المواد الهيدروكربونية، وبحلول عام 2050م، سترتفع هذه النسبة لتصل إلى ٪80. وقد نضطر إلى المضي في نهج التحول بسرعات مختلفة، اعتمادًا على النضج الاقتصادي لكل بلد ومقدار متطلباتها من المواد الهيدروكربونية.»
وأكد الناصر أن تركيز الجميع يجب أن ينصب على الحد من الانبعاثات، نظرًا لاستمرار أهمية الموارد الهيدروكربونية في مزيج الطاقة العالمي وزيادة الموارد بسبب زيادة الطلب. مشيرًا إلى أن كلاً من أرامكو والمملكة العربية السعودية تهدفان إلى تحقيق هذه الأهداف.
وقال: «نحن بحاجة إلى التركيز على الانبعاثات بدلًا من الإعلان عن الفائزين والخاسرين. وينبغي ألا نتبع نهجًا يقتصر على الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة فقط دون الاستثمار في المواد الهيدروكربونية. بل علينا الاستثمار في جميع مصادر الطاقة.»
حقبة جديدة من النمو
تجدر الإشارة إلى أن أرامكو السعودية كانت أحد الرعاة لاجتماع المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض، وتضمنت مشاركتها معرضًا تفاعليًا شيّقًا استعرض كيفية استثمار الشركة في خلق حقبة جديدة تتزايد فيها التقنيات المتقدمة، ويتسارع النمو من خلال بناء اقتصاد المشاريع.
وكان من بين معروضات الشركة، سيارة أستون مارتن للفورمولا 1، التي تعكس الشراكة الاستراتيجية طويلة الأمد بين أرامكو السعودية وآستون مارتن ريسينق، بالإضافة إلى محرك هيدروجيني، ونموذج مجسم لتقنية استخلاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرة. كما سلطت الشركة الضوء على «أرامكو ميتابرين»، الذي يمثل نموذجًا رائدًا وحصريًا للذكاء الاصطناعي التوليدي من تصميم الشركة للاستخدام في الأغراض الصناعية، إلى جانب العديد من الابتكارات الأخرى.
كما قدمت أرامكو السعودية الدعم لحفل استقبال القادة العالميين الشباب الذي استضافته وزارة الاقتصاد والتخطيط في المملكة العربية السعودية، وركز على خطط التحول لرؤية 2030 التي تهدف إلى تعزيز التنمية القائمة على الابتكار وضمان الاستدامة على المدى الطويل، والذي سلط الضوء على أهمية القيادة ذات النظرة المستقبلية.
المنتدى إلى آفاق أرحب..
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية كانت قد أعلنت خلال المنتدى عن تمديد تعاونها مع منصة الابتكار التابعة للمنتدى الاقتصادي العالمي «آب لينك»، من خلال مبادرتين جديدتين تركزان على تطوير حلول لتقليل الانبعاثات من خلال الاقتصاد القائم على تدوير الكربون وإعادة تأهيل محيطات العالم من خلال ابتكارات الاقتصاد الأزرق. كما أعلنت وكالة الفضاء السعودية عن عزمها على إطلاق مركز «فضاء المستقبل» في المملكة العربية السعودية في وقت لاحق من هذا العام بالتعاون مع المنتدى الاقتصادي العالمي، ويهدف المركز إلى أن يكون بمثابة منصة للحوار بين القطاعين العام والخاص وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي في مجالات الفضاء. كما جرى تدشين شبكة رواد الاستدامة بقيادة من المملكة العربية السعودية بالتزامن مع الاجتماع الخاص للمؤتمر لتسريع جهود القطاع الخاص في المملكة العربية السعودية في مجال الحد من الانبعاثات الكربونية.