برنامج ضغط الغاز في حرض والحوية.. حجر الأساس لبرنامج إنتاج الغاز في المملكة
ضغط الغاز .. حجر الزاوية
يعتمد ضغط الغاز على «الضواغط» التي يتم تركيبها في بداية معالجة الغاز في معمل الغاز. ولعملية الضغط فوائد عديدة، حيث يتيح للآبار أن تنتج بمعدلات تدفق أكبر، مما يزيد من إنتاج الغاز. ويساعد على إطالة العمر الحقلي طويل المدى للمكامن من خلال ضمان استدامة الإنتاج بمستويات أعلى لفترات زمنية أطول.واعتمادًا على مشروع ضغط الغاز في جنوب الغوار، يهدف معملا الحوية وحرض إلى زيادة الطاقة الإنتاجية للغاز إلى 5.2 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا، أي ما يكفي لتوفير احتياجات ثمانية ملايين أسرة من الطاقة.وبالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لإمكانية استخراج الغاز بسهولة أكبر، فمن المتوقع أن تعمل معامل ضغط الغاز في جنوب الغوار على زيادة إنتاج الحقل المستهدف خلال العشرين عامًا القادمة.
أول معامل ضغط الغاز
تم تشغيل أول معملي ضغط للغاز في المملكة، وهما معمل ضغط الغاز 1 في الحوية، ومعمل ضغط الغاز 3 في حرض في مارس 2023، إيذانًا بدخول أرامكو السعودية مرحلة جديدة لإنتاج الغاز الطبيعي. وبحلول نهاية العام نفسه، تم تشغيل سبعة معامل أخرى لضغط الغاز، هي: معمل ضغط الغاز 4 في حرض، ومعمل ضغط الغاز 1 في الغزال، ومعمل ضغط الغاز 1 في التينات 1، ومعمل ضغط الغاز 1 في حرض، ومعمل ضغط الغاز 1 في مدركة، ومعمل ضغط الغاز 2 في حرض، ومعمل ضغط الغاز 1 في الوقر.يمثل التشغيل التجريبي وبدء التشغيل الفعلي لأول معامل ضغط الغاز لحظة تاريخية في سجل أعمال الغاز في أرامكو السعودية.
ويأتي هذا المشروع تتويجًا لما يزيد عن عقد من الزمان من الدراسات الفنية وأعمال التخطيط والتنفيذ. وقد أكدت نمذجة محاكاة المكامن والتنبؤات القوية المزايا طويلة المدى لضغط الغاز. وتسببت جائحة كوفيد-١٩ في تأخيرات أولية، إلا أن الإدارة الواعية للمشروع أدت إلى إعادة المشروع إلى المسار الصحيح، وكان التشغيل الناجح لأول معملين لضغط الغاز في الحوية وحرض بمثابة علامة فارقة.
مشروع عملاق
يتضمن المشروع، إلى جانب معامل ضغط الغاز التسعة التي تغطي مساحة 30 ألف كيلومتر مربع، تطوير وتوسعة مرافق الغاز الحالية التابعة لقطاع التنقيب والإنتاج والبنية التحتية لعشرات من الحقول. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع إضافة سبع محطات لفصل السوائل، وآبار لتصريف المياه في الموقع، مما قد يزيد من قدرة مناولة المياه بمقدار 31 ألف برميل يوميًا. كما أنه من المتوقع أن يسهم المشروع في رفع قدرة نقل المياه والمكثفات إلى 16,000 و350,000 برميل يوميًا إلى معملي الحوية وحرض على التوالي.وقد تم إنشاء ما مجموعه 3,700 كيلومتر من خطوط الأنابيب وأكثر من 200 كيلومتر من الطرق لدعم المشروع.وقال النائب الأعلى للرئيس لإنتاج الغاز في منطقة الأعمال الجنوبية ومعامل بقيق، الأستاذ عبد المحسن المخيلد: «يعد برنامج ضغط الغاز في حرض والحوية مثالًا على مرونة أرامكو السعودية والتزامها بتحقيق التميز والحفاظ عليه في تخطيط المشاريع وتنفيذها وتشغيلها برغم التحديات التي تواجهها بما في ذلك جائحة كوفيد-19».
ومن خلال الاستعاضة عن النفط الخام بالغاز الطبيعي في قطاع توليد الطاقة، يمكن للمشروع أن يقلل من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بما يصل إلى حوالي 40 مليون طنٍ من ثاني أكسيد الكربون سنويًا. ويهدف معملا الحوية وحرض معًا إلى توفير طاقة ذات كفاءة وموثوقية للمملكة والعالم أجمع من أجل الأجيال القادمة. وقال نائب الرئيس لأعمال تطوير الغاز، الأستاذ عدنان الكنعان: «بما أن مشروع ضغط الغاز في منطقة الأعمال الجنوبية يدعم إطالة العمر الحقلي للمكامن، فمن المتوقع أيضًا أن يوفر مصادر طاقة موثوقة بطريقة اقتصادية وآمنة، بما يتماشى ورؤية المملكة.» وعلاوة على ذلك، من المتوقع أن يوفر المشروع الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة لمواطني المملكة في مختلف المجالات مثل الهندسة والإنشاء والتشغيل والصيانة، وأن يدعم الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص للموردين والمقاولين المحليين.
إعداد القوى العاملة
ولضمان الحد الأدنى من فترات التعطل في مرافق الحوية وحرض، والإبقاء على مشروع ضغط الغاز في مساره الصحيح، كانت هناك حاجة إلى بذل جهود استباقية من جانب إدارة الإنتاج في جنوب الغوار. وتضمنت هذه الجهود تبني تقنيات ومبادرات بيئية جديدة، فضلاً عن توفير تدريب مكثف. وتماشيًا مع استراتيجية إدارة إنتاج الغاز في جنوب الغوار، قامت قيادات الإدارة بإعداد برامج تدريبية مكثفة لمختلف مستويات القوى العاملة في الإدارة، علمًا بأن معظمهم تحت سن الثلاثين عامًا، وذلك لسد أي فجوة في المهارات خلال مراحل تنفيذ المشروع، ولضمان استدامة الأعمال بعد بدء التشغيل.
ويعد التشغيل السلس لتسعة معامل لضغط الغاز خلال تسعة أشهر فقط يعد شاهدًا على فعالية مبادرات تدريب الموظفين وتطويرهم، والتي كانت حجر الأساس لنجاح أرامكو السعودية. كما أن البرامج التدريبية ضرورية لإعداد جيل المستقبل لتولي الوظائف الفنية والقيادية.
كما أن عملية تنمية القدرات لم تضمن التميز التشغيلي فحسب، بل كانت سببًا أيضًا في إذكاء جذوة ثقافة الابتكار، مما فتح المجال أمام الشركة لبلوغ آفاق جديدة في قطاع الغاز الديناميكي.»
نظرة عامة على برامج التدريب ومبادرات نقل المعرفة في إدارة إنتاج الغاز في جنوب الغوار:
• تدريب مكثف: تم اختيار المشغلين ذوي الأداء العالي للحصول على تدريب عملي ونظري مكثف. وتم إعداد مهندسي وفنيي المعدات الدوارة من الشباب من خلال برنامج تدريبي مكثف، وذلك لأعمال ما قبل التشغيل التجريبي والتشغيل التجريبي.• اختبار القبول من المصنع: عملت إدارة إنتاج الغاز في جنوب الغوار على الجمع بين المهنيين والفنيين الشباب وكبار المهندسين وفنيي الأجهزة لتسريع اختبار القبول من المصنع لنظام مراقبة العمليات.
• دليل تعليمات التشغيل والتشغيل الفعلي: تم إشراك مهندسي العمليات الشباب في إعداد دليل تعليمات التشغيل لمعامل ضغط الغاز التسعة، والتي تتضمن الإرشادات وأفضل الممارسات لأعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية.
• حشد الموارد مبكرًا: حشدت الإدارة ملاحظي الأشغال، والمهندسين، ورؤساء الوحدات في وقت مبكر للتعامل مع المقاولين، والمشاركة في اختبار قبول الموقع، ودعم عملية نقل المعرفة إلى القوى العاملة الشابة.
• مهام التطوير: عينت الإدارة عددًا من موظفي برنامج التطوير المهني وفقًا لخطط التطوير الفردي المعتمدة الخاصة بهم.