أرامكو السعودية تشارك في قمة مبادرة مستقبل الاستثمار في هونغ كونغ
الرميَّان سلَّط الضوء على تحديات تحوُّل الطاقة وفوائد الذكاء الاصطناعي..
بينما يفتقر ملايين البشر في شتى أنحاء العالم إلى مصادر الطاقة التقليدية، لا يمكن للعالم ببساطة أن يطالب الاقتصادات الناشئة بأن «تحذو حذو الاقتصادات المتقدمة»؛ هذا ما قاله رئيس مجلس إدارة أرامكو السعودية، معالي الأستاذ ياسر بن عثمان الرميَّان، في كلمته أمام «قمة الأولوية» لمبادرة مستقبل الاستثمار في هونغ كونغ.وجاءت تصريحات الرميّان خلال حوار جانبي حمل عنوان «ما أولويات الإنسانية؟». وهذه هي المرة الأولى التي تُعقد فيها قمة الأولوية التي تنظمها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار في آسيا.
الجنوب العالمي
وتزامنًا مع انعقاد مؤتمر «كوب 28» في دبي، تمحور الاهتمام في قمة هونغ كونغ حول التأثير المحتمل للتحوُّل في مجال الطاقة على «الجنوب العالمي»، إشارةً إلى الدول متأخرة النمو والدول النامية في مناطق متفرقة من العالم، كما في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
وشدَّد الرميّان على الحاجة الماسة إلى استثمارات ضخمة في مصادر الطاقة المتجددة. وأضاف أن العالم لا يستطيع «الانتقال مباشرةً من النقطة أ إلى النقطة ب دون التفكير في العواقب وتأثير ذلك على الاقتصادات المختلفة». وأشار إلى إمكانية اتِّساع فجوة التنمية بين دول الجنوب والشمال العالمي، حيث أردف قائلًا: «علينا مراعاة ذلك بشكل أكبر».
التحول العالمي في قطاع الطاقة سيستغرق بعض الوقت، ويجب أن نراعي تأثير ذلك على الاقتصادات المختلفة. ياسر بن عثمان الرميان
جدوى الذكاء الاصطناعي
وأوضح الرميَّان أن الاهتمام الواسع الذي حظيت به هذه التقنية، مؤخرًا، جاء بعد أن بدأت الحكومات والجهات المستهلكة تُدرك مدى قوة تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل ما هو الحال مع «تشات جي بي تي» و«أوبن إيه آي»، مؤكدًا ضرورة أن تخضع هذه التقنية لأنظمة صارمة.
وتابع الرميان حديثه قائلًا: «نحتاج إلى إنشاء جهة تنظيمية تكون مهمتها الأساس العمل على ثلاثة محاور: أولًا، وضع إطار العمل المناسب، وثانيًا، مراقبة وتطبيق هذه الأنظمة، وثالثًا، توفير البيئة المناسبة لتمكين الذكاء الاصطناعي».
وفي هذا السياق، أكد معاليه أن الحكومات في مختلف أنحاء العالم «عليها القيام بالكثير للحاق بركب التقدم»، فيما يتعلق بتنظيم الذكاء الاصطناعي، وسلط الضوء على العمل الذي يقوم به الاتحاد الأوروبي حاليًا في استحداث القوانين. وعن جهود المملكة في هذا الصدد، قال إن العمل مستمر لوضع إستراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي.
قيادة التوجهات الرئيسة
وتحدث الرميان عن المدينة الخطية الذكية في نيوم، المعروفة باسم «ذا لاين»، إذ ذكر أنها ستكون بمنزلة «ثورة في التنمية الحضرية».
تجدر الإشارة إلى أن قمة الأولوية، التي تنظمها مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، تجمع بين قطاعات الأعمال والحكومات والمجتمع المدني والتقنية والإعلام لإحداث تغيير مؤثر من خلال تحويل الأفكار إلى حلول ملموسة.
وكان موضوع المؤتمر هذا العام «التوجهات الرئيسة تشكّل الإنسانية»، وتمحور حول التوسع العمراني السريع في المنطقة، وتسارع وتيرة التحول الرقمي، وكيف تقود آسيا التوجهات العالمية الرئيسة مستقبلًا.