أثناء حديثه في مؤتمر أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا 2023، والذي عُقد الأسبوع الماضي، سلط رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين الناصر، الضوء على الحقائق الصعبة والتعقيدات المرتبطة بالتحول في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى الحاجة إلى نهج بعيد المدى لمواجهة تحديات التغيّر المناخي عن طريق الاستعانة بالكفاءات وفرق العمل المناسبة.
وأكد الناصر أنه من المهم وجود الأشخاص الأكفاء مع «التركيز الدائم على المدى البعيد»، مضيفًا أنه لن يكون هناك أي حل مناخي منطقي يحقق المزيد من الفوائد لمستهلكي الطاقة إلا من خلال إستراتيجية بعيد المدى، وليس حلًا قصير المدى. كما صرح أنه من الضروري أن يكون لدينا «الكفاءات والأنظمة والبرامج المناسبة والاستعدادات اللازمة» لجميع السيناريوهات.
وخلال حوار جانبي أجراه الناصر مع جون ديفتيريوس، وهو محرر سابق للأسواق الناشئة في قناة «سي إن إن»، تحت عنوان «مسار متعدد الأبعاد نحو الحياد الصفري في الانبعاثات»، أكد الناصر الحاجة إلى تحوّل «متوازن» في قطاع الطاقة، مشيرًا إلى أهمية تقنيات استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، ومصادر الطاقة الجديدة مثل الهيدروجين نظرًا لدورها الحيوي في خفض إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
وقد جمع أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الذي استضافته وزارة الطاقة السعودية في الرياض، بالتعاون مع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ، في نسخته الثانية، الأطراف الرئيسة المعنية، على المستويين الإقليمي والعالمي، لبحث التحديات والفرص. بالإضافة إلى استعراض الابتكارات والحلول، من خلال جلسة نقاش على مستوى الوزراء ومناقشات المائدة المستديرة، بالإضافة إلى سلسلة من الفعاليات التي تشمل ورش عمل فنية ومعرض تُقيمه المملكة لإبراز الجهود والمبادرات المحلية قبل انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ 28 (COP28) في دبي، في وقت لاحق من هذا العام.
التحوّل في قطاع الطاقة
وتناول الناصر مستقبل الطلب العالمي على النفط، قائلًا: «نعمل على ضمان أن يكون لدينا إمدادات كافية، مع إدراكنا للحاجة إلى خفض الانبعاثات في الوقت نفسه.» وأضاف: «إن نمو الطلب سيستمر لعقود مقبلة، وسنواصل جهودنا لخفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري الناجمة عن مصادر الطاقة الحالية.» وأكد الناصر أن تحقيق التوازن أمر بالغ الأهمية من أجل إدارة الأبعاد الثلاثة لمعضلة أمن الإمدادات والقدرة على تحمل تكلفتها، والوفاء بالالتزامات المناخية، مشيرًا في هذا الصدد إلى مبدأ الرئيس الصيني، شي جين بينغ: «عندما يتعلق الأمر بالتحوّل في قطاع الطاقة، يجب أن نكون متوازنين، ونحتاج إلى بناء الجديد قبل التخلص من القديم.»
الهيدروجين واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه
وصرّح الناصر أن أرامكو تستثمر في مصادر الطاقة المتجددة، مع الاستفادة من التقنية والابتكار. وواصل حديثه مؤكدًا على أهمية الهيدروجين لمزيج الطاقة، واستعرض الكيفية الواجبة التي يعمل بها صناع السياسات على إيجاد البيئة المناسبة للأعمال. كما أوضح الناصر أهمية الاستثمار في استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، وهو أمر مهم وله ارتباط وثيق بالعديد من القطاعات، وفي مقدمتها القطاعات التي يصعب التخفيف من الانبعاثات فيها، كالألومنيوم والصلب والإسمنت.
وأضاف أنه: «لا يمكنك حل مشكلة الانبعاثات التي يصعب تخفيفها، دون استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه»، مبيّنًا أنه سيكون للتقنية دور مهم في العديد من القطاعات، مثل الزراعة والبناء والإنشاءات. وفيما يتعلق بمساعدة أرامكو لتحقيق طموحها في الوصول إلى الحياد الصفري للغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي تقع ضمن النطاقين (1 و2) في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول العام 2050م، وفي أداء دورها الرئيس المتمثل في مساعدة المملكة لتحقيق الحياد الصفري بحلول عام 2060م، قال الناصر إن الهيدروجين واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه لهما دور بالغ الأهمية، مضيفًا أن الكفاءة التي تتمتع بها أنظمة الشركة ستساعد في مواءمة الأهداف المتعلقة بالحياد الصفري في الانبعاثات.
القيادة
دشّن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان آل سعود، وزير الطاقة، أسبوع المناخ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحضور مسؤولين وصنّاع سياسات عالميين وممثلين عن شركات من القطاع الخاص وناشطين من الشباب، وجهات معنية أخرى في مجال التغيّر المناخي والاستدامة. وصرح سموه بأن استضافة هذا الحدث في الرياض «تدل على التزام المملكة الراسخ باستكشاف جميع الحلول للتحديات المناخية التي نواجهها حاليًا.»
وألقى الأستاذ سلطان بن أحمد الجابر، رئيس مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 28، كلمة خلال حفل افتتاح أسبوع المناخ، ناشد فيها دول المنطقة أن تعمل على زيادة رصيدها من الريادة المناخية لدفع عجلة الإنجاز الكلي قبل انعقاد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ 28. ويُعد «التقييم العالمي» الأول الذي يُختتم في هذا المؤتمر بمثابة فرصة للتقييم النقدي لمدى الإنجاز العالمي على صعيد التغيّر المناخي، ورسم المسار المستقبلي من خلال الطموح المتزايد واتخاذ الإجراءات الكفيلة بالحد من الاحترار العالمي.
ومن جانب أرامكو، تحدث النائب التنفيذي للرئيس للتقنية والابتكار، الأستاذ أحمد عثمان الخويطر، تحت عنوان «كيف يخلق التحوّل في قطاع الطاقة تحوّلًا في قطاع المواد»، كما تحدث النائب الأعلى للرئيس للإستراتيجية وتحليل الأسواق، الأستاذ فهد خليفة الضبيب، تحت عنوان «إطلاق إمكانية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه».
تعليق الصورة: تحدّث المهندس أمين الناصر خلال جلسة الحوار عن معنى أن تكون في منصب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين لأرامكو خلال فترة صعبة ومعقّدة بالنظر إلى التحديات الراهنة، مؤكدًا أهمية الاستعانة بالأشخاص المناسبين، والتركيز على المدى البعيد.
