خلال كلمته في مؤتمر البترول العالمي الـ 24 في «كالغاري» الكندية
رئيس أرامكو يدعو لخطة عالمية للتحوّل في قطاع الطاقة تقوم على التنمية والاستقرار
وفي كلمته الرئيسة حول موضوع «التحوّل في قطاع الطاقة: الطريق نحو صافي الانبعاثات الصفري»، التي ألقاها بمؤتمر البترول العالمي الرابع والعشرين في «كالغاري» الكندية، دعا الناصر إلى اتّباع نهج متعدّد المصادر والسرعات والأبعاد، كما تحدّث بصورة موسعة عن النداء الذي أُطلقه قبل عامين؛ القادة في قطاع الطاقة وصُنّاع السياسات، لتصميم خطة أفضل لخفض الانبعاثات بصورةٍ حادة بحلول عام 2050.
وقال الناصر: «حان الوقت لنتحدّ حول عملية تحوّل أقوى»، مُضيفًا: «الخطوة القادمة المُمكنة والوحيدة هي مواجهة التقصير في التحول وعواقبه بصورة مباشرة».
وقال رئيس أرامكو أنه «يجب الإقرار بأن النفط والغاز سيكونان جزءً مُهمًّا في مزيج الطاقة للسنوات القادمة كمصادر مُتجدّدة للطاقة، وعلى الرغم من النمو السريع في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إلّا أنهما لا يُشكِّلان سوى 5% من استهلاك الطاقة العالمي حاليًا».
الدول الجنوبية
وأضاف: «يُمكن أن يتسبّب التخلّص من مصادر الطاقة التقليدية قبل الأوان المناسب في تعريض أمن الطاقة والقدرة على تحمل تكلفتها للخطر»، موضحًا إن من شأن ذلك أن يُنتج «أزمة طاقة أكثر جدّية تتسبّب في تشتّت الدول والبشر، وليس الأصول فحسب».
كما دعا لإيلاء المزيد من الاهتمام نحو الاحتياجات الفريدة للدول النامية وقيودها. وقال: «بينما ينصب تركيز غالبية الدول الشمالية على الاستدامة البيئية، تقع أولوية العديد من الدول الجنوبية في البقاء الاقتصادي».
الاقتصاد العالمي
وأكد المهندس أمين الناصر، إن ضمان توفر الإمدادات الكافية والأسعار المعقولة للمستهلكين هو أحد الاعتبارات الأساس لصُنّاع السياسات والاقتصادات حول العالم. وقال: «يتذبذب العالم في حال تم تجاهل هذه الحقائق، وقد يتسبّب الغضب الذي رأيناه يجتاح العامّة بالفعل في عرقلة الطموحات والإجراءات المناخية».
وأضاف أنه «من المُهم التأكد من مرونة النموذج وفاعليته في مشهد متنوع، في ظل عمل العالم نحو تحقيق صافي الانبعاثات الصفري، وقد يتضاعف الاقتصاد العالمي الذي يقدر بـ100 ترليون دولار حاليًا، بحلول عام 2050».
وأوضح أنه، من شأن نموذج أكثر شمولية ويعترف بالحاجة إلى جميع أنواع الطاقة، أن يُحفّز الاستثمارات للطاقة الجديدة والابتكار المطلوب لتطوير تقنيات جديدة تُسهم في خفض آثار الانبعاثات الكربونية الناجمة عن الوقود الأحفوري.
استخلاص الكربون وتخزينه
كما دعا رئيس أرامكو السعودية، للتركيز على بناء مشاريع لاستخلاص الكربون وتخزينه في مختلف القطاعات، وقال: يجب أن يضع النموذج تركيزًا أكبر على بناء مشاريع لاستخلاص الكربون وتخزينه في مختلف القطاعات، باستخدام (الوقود الخفي) لفاعلية الطاقة، حيث يُشكّل 40% من خفض الانبعاثات المطلوب بحلول عام 2040، وتطوير تقنيات الاستخلاص من الهواء مباشرة.
وأضاف: «لقد حان الوقت كذلك أن يولي العالم اهتمامًا أكبر لأحواض الكربون التي هي من صنع البشر، وعلى وجه الخصوص استخلاص الكربون وتخزينه».
وكان أحد السيناريوهات المقدمة من وكالة الطاقة الدولية اقترح أن دمج استخلاص الكربون وتخزينه مع مصانع الإسمنت يُمكن أن يخفض من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في القطاع بنسبة 95% بحلول عام 2050.
وتُشير بعض التوقّعات إلى الحاجة لرفع الطاقة الاستيعابية لاستخلاص الكربون وتخزينه بمقدار 120 ضعفًا بحلول عام 2050، حتى تتمكّن الدول من تحقيق صافي الانبعاثات الصفري.
واعتبر الناصر أنه لا يُمكن اعتبار استخلاص الكربون وتخزينه أمرًا ثانويًا بعد الآن. وقال: «إنه أمر في غاية الأهمية لمستقبل قطاعنا، وأكثر أهمية لأهداف المناخ العالمية».
التحوّل في قطاع المواد
وأكد الناصر أنه في الوقت نفسه، يجب أن يحتوي النموذج على احتمالية تطوير مواد جديدة ذات جودة واستدامة أعلى ويصدر عن إنتاجها كثافة انبعاثات كربونية أقل.وتُشكّل معامل الصلب والألومنيوم والإسمنت مجتمعة ما يقرب من 20% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية، وشدّد الناصر على «إن التحوّل في قطاع المواد إلى جانب التحوّل في قطاع الطاقة أمر ضروري».
وأضاف أنه يجب إيلاء اهتمام للنظام الغذائي العالمي كذلك، الذي يُشكّل ما يصل إلى ثلث انبعاثات الغازات المُسبّبة للاحتباس الحراري، وهو ما يُعزى في المقام الأول إلى سلاسل توريد المواشي.
كما شدّد في ختام كلمته، على أهمية النظر في إعادة زراعة الغابات والمحافظة عليها كسُبل ضرورية لتحسين القدرة العالمية على فصل الكربون بصورةٍ كبيرة.
وقال إن المشكلة كلّها تتلّخص في «إعادة تصورنا لأسلوب حياتنا بأكمله، القائم على الطاقة في أقل من 30 عامًا». وأضاف: «دعونا نستمد الإلهام من ذلك، ونعي أن ذلك يعني صناعة التاريخ».