يتجاوز مضمون هذا الكتاب الوصف الذي يحمله باعتباره مقدمة قصيرة جدًّا عن علم الروبوتات، وهو عنوان السلسلة التي تصدر ضمن منشورات جامعة أكسفورد للتعريف بمجموعة مختلفة من العلوم؛ لأنه يُعَدّ بشكل ما تأريخًا متكامل العناصر وتحليلًا متعمقًا لظاهرة صارت تمثل ملمحًا تقنيًّا أساسيًّا يميز حضارتنا البشرية في العصر الراهن.
الكتاب تأليف آلان وينفيلد، أستاذ الهندسة الإلكترونية بجامعة غرب إنجلترا في بريستول، المتخصص في مجال الروبوتات كنماذج عملية للحياة والتطور والذكاء والثقافة، وينقسم إلى 6 فصول تستعرض تعريفات الروبوت ومجال عمله وتطبيقاته وأنواع الروبوتات الحيوية، وتشرح مفهوم أسراب الروبوتات الذي يُستخدم للإشارة إلى أنظمة الروبوتات المتعددة التي تعمل معًا لإنجاز مهمة ما بدلًا من الاعتماد على روبوت واحد، وتناقش سمات الروبوتات التي تشبه البشر وترصد آليات ومظاهر تطور هذه الآلات وأفقها في المستقبل.
يبدأ وينفيلد كتابه مخاطبًا قارئه بجملة حاسمة يؤكد بها اعتقاده بأهمية وتأثير الروبوتات في حياة البشر، يكتب: «ربما لا تدرك ذلك. لكنك تعتمد على الروبوتات في كل يوم»، وتتعدد- حسبه- مجالات استخدام الروبوت.
ويشير المؤلف إلى أن القاسم المشترك بين كل هذه الروبوتات أنها «تعمل خلف الكواليس، بعيدًا عن الأنظار في معظم الأحيان»، ولهذا السبب لا يدرك معظم الناس دورها الرئيس في العالم الحديث، فهم ربما لم يروا أبدًا روبوتًا حقيقيًّا «معدنيًّا» وهو يعمل، لكن ثمة في الوقت نفسه تغيرًا جذريًّا في هذا الوضع، لأن هناك جيلًا جديدًا من الروبوتات يجري تصميمه للتفاعل مع البشر وجهًا لوجه، و«ستكون هذه الروبوتات صديقة للإنسان وتتمتع بقدر أكبر من الذكاء، وهو أمر ضروري لسلامتها»، كما ستوفر دعمًا ماديًّا مباشرًا للبشر بوصفهم «زملاءهم في العمل أو رفقاءهم»، على حد تعبير الكاتب.
ويلاحظ القارئ غلبة نبرة التفاؤل على مضمون هذا الكتاب فيما يخص الدور الإيجابي الذي يمكن أن تلعبه الروبوتات في حياتنا اليومية، وإمكانية تصميم الروبوتات البشرية أو تطويرها للتصرف كما لو كانت واعية بشكل مقنع؛ لدرجة أنه يجب اعتبارها واعية بالفعل، في جميع المقاصد والأغراض.
العنوان: علم الروبوتات، مقدمة قصيرة جدًا
المؤلف: آلان وينفيلد
ترجمة: أسماء عزب
الناشر: هنداوي
عام النشر: 2023م
عدد الصفحات: 142 صفحة
ردمك: 9781527331020
إعداد: د. أيمن عبد الهادي
