مغامرة على تخوم النفود الكبير
الفن الصخري والتضاريس الوعرة والمعالم المميزة
ننظم سنويًا رحلة نتجوّل فيها حول أرجاء المملكة، بحثًا عن مغامرة جديدة نتواصل فيها مع التاريخ في مناطق متفردة. ونختار بكل عناية في تلك الرحلات أفراد فريقنا ومعدّاتنا وأدواتنا والطرق التي سنسلكها وجدول تزودنا الوقود.
في أوائل هذا العام، خططنا لرحلة طويلة، تبلغ مسافتها حوالي 2800 كيلومترًا على مدار 7 أيام.
في أوائل هذا العام، خططنا لرحلة طويلة، تبلغ مسافتها حوالي 2800 كيلومترًا على مدار 7 أيام.
كان فريقنا يتكون من عدد من الأصدقاء وأفراد الأسرة، وكان هدفنا زيارة العديد من المناطق المميزة، واكتشاف أماكن جديدة لم نزرها من قبل. فنحن نهوى "مطاردة التاريخ"، سعيًا لمعرفة المزيد عمّن كان يقطن المملكة، وعن نمط حياتهم. أي أدوات استخدموا؟ وأي حيوانات عاصروا؟
بكامل العدة والعتاد
بدأنا باجتماع ناقشنا فيه التضاريس والمخاطر التي توقعنا مجابهتها (كانت بحوزتنا مجموعة كاملة من الإسعافات الأولية، بالإضافة إلى سنوات من الخبرة)، ووضعنا في اعتبارنا احتمالية مواجهة أحوال طقس سيئة. وبمجرد أن أصبحنا بكامل عدتنا وعتادنا، انطلقنا في قافلة مكونة من أربع سيارات دفع رباعي.وكان من ضمن وجهاتنا، موقعًا أدرجته اليونسكو في قائمتها، وهو المعروف باسم راط والمنجور، الذي يقع في منطقة حائل. ويتطلب الموقع تصريحًا للدخول، وله حارس يعيش في مخيم يبعد بضع مئات من الأمتار عن المكان، واستطعنا الدخول بسلاسة.
وجدنا فنونًا صخرية خلابة: تماثيل للإنسان والحيوانات والنخيل وآثار أقدام غائرة، جميعها منحوتة في الصخر بمهارة، وبعضها كان بحجمه الطبيعي، ويعود تاريخها إلى ما يقارب 10000 سنة.
وجدنا فنونًا صخرية خلابة: تماثيل للإنسان والحيوانات والنخيل وآثار أقدام غائرة، جميعها منحوتة في الصخر بمهارة، وبعضها كان بحجمه الطبيعي، ويعود تاريخها إلى ما يقارب 10000 سنة.
النوم تحت النجوم
كان مكان إقامتنا بسيطًا. وكنا عندما يهطل المطر، ننام داخل خيامنا. وإذا أصبح الجو جافًا، نمنا تحت النجوم، داخل أكياس نومنا. كنا نطهو وجبتي طعام كل يوم، بقائمة طعام مختلفة في كل مرة، ما جعل الوضع ممتعًا.وكانت إحدى وجهاتنا جدارًا بطول 100 متر في حفرة "لِقْط" الواقعة على بعد 230 كيلومترًا إضافيًا إلى الشمال الغربي، وكانت تزين هذا الجدار نقوش مذهلة من العصر الثمودي، بلغة القبائل العربية القديمة.
ثم توجهنا إلى الجبل التاريخي المعروف باسم "القطن"، الواقع بين حائل والقصيم، حيث قيل لنا أن الجبل يحميه ذئب بري. لم نر الذئب فحسب، بل أبقانا عويله مستيقظين طوال الليل. كان شيئًا أشبه بالأفلام!
500 متر تحت الأرض
ثم توجهنا إلى كهف ضخم يبعد حوالي ساعة بالسيارة، يُعرف باسم شيفان، ويمتد لمسافة 500 متر تحت الأرض. وجدنا داخله بقايا ملاجئ بشرية قديمة ونقوش أخرى، بالإضافة إلى منحوتة صخرية تصور القائد العربي التاريخي أبو زيد الهلالي.كان الموقع يبعد عن نقطة انطلاقنا 18 ساعة بالسيارة. وعلقت إحدى سياراتنا بسبب التضاريس الوعرة، لكن كانت بحوزتنا أدوات الإنقاذ اللازمة. كما تعرضت إطارات عرباتنا للثقب ثلاث مرات خلال رحلة العودة، ولكن مرة أخرى، تمكنا من التعامل مع كل حالة، وذلك بفضل تخطيطنا الوافي والإعداد المسبق وسنوات الخبرة.