أرامكو السعودية تطرح نظرة واقعية لمستقبل الطاقة أمام المؤتمر العالمي للصناعة

أكد النائب التنفيذي للرئيس للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية، الأستاذ ناصر النعيمي، الحاجة الملحة إلى تفنيد الآراء المضللة التي تقول بأن النفط والغاز يمكن استبدالهما بسرعة وسهولة تحت عباءة التحول العالمي في قطاع الطاقة، وكذلك إلى الرد على ما تحاول بعض الأوساط إشاعته بأن "المصادر التقليدية ليس لها دور في عالم  قائم على الحياد الكربوني". جاء ذلك في كلمة له تحت عنوان "الرؤية الواقعية للطاقة"، ألقاها أمام خبراء قطاع الطاقة من مختلف أنحاء العالم في المؤتمر السنوي لشركة بيكر هيوز لعام 2023م، الذي يعد أحد الفعاليات الكبرى الجاذبة لقادة الفكر العالميين في قطاع الطاقة.

وأكد الأستاذ ناصر النعيمي أن الوقود الأحفوري أو التقليدي زود العالم بالطاقة بنسبة تزيد عن 82% في عام 2021م، وعلى الرغم من النمو السريع لمصادر الطاقة المتجددة الحديثة (باستثناء الطاقة الكهرومائية)، إلا أنها لا توفر أكثر من 7% مما يوفره إجمالي إمدادات الطاقة التقليدية في العالم.

الحاجة الملحة لإعادة التقييم

وقال النعيمي: "أعتقد أن هناك حاجة لإعادة تقييم الموقف ووضع خطط انتقالية أكثر واقعية والإقرار بالحاجة إلى طاقة كبيرة وموثوقة وبتكلفة ميسرة إلى جانب الجهود المبذولة لحماية المناخ".
وقد عُقد المؤتمر السنوي لبيكر هيوز في فلورانسا بإيطاليا، تحت عنوان "التوازن والزخم" في قطاع الطاقة. حيث اغتنم النعيمي في كلمته أمام هذا التواجد العالمي للمؤتمر لتسليط الضوء على التزام أرامكو السعودية بتوفير الاستقرار في قطاع الطاقة، مع العمل على تحقيق الحياد الكربوني، ودعم التحول العملي والمنظم لقطاع الطاقة. 

وأوضح أن أرامكو السعودية تهدف إلى زيادة طاقتها الإنتاجية القصوى الثابتة من 12 مليون برميل في اليوم إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027م، وتعمل على زيادة إنتاج الغاز بنسبة تزيد عن 50% بنهاية هذا العقد. 

إعادة تشكيل قطاع التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية

أكد النعيمي على المكانة الرائدة لأرامكو السعودية بصفتها واحدة من موردي الطاقة الأقل كثافة في إنتاج الكربون على مستوى العالم، وقال: "نحن بصدد إعادة تشكيل قطاع التنقيب والإنتاج وجعل أعمال التنقيب والحفر والإنتاج أكثر ملاءمة لتلبية الاحتياجات في المستقبل وأكثر ذكاءً وأمنًا وبكفاءة أعلى، والأهم من ذلك، أكثر استدامة".  

وشرح النعيمي بالتفصيل عددًا من الأهداف المرحلية لأرامكو التي تضعها في طريقها لتحقيق الحياد الكربوني، بما في ذلك زيادة خفض كثافة الانبعاثات الكربونية في قطاع التنقيب والإنتاج بنسبة 15% على الأقل بحلول عام 2035م (مقارنة بعام 2018م)، ومواصلة الاستثمار في مجالات عدّة مثل: المحركات التقليدية النظيفة، واستخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، والهيدروجين ومصادر الطاقة المتجددة. 

نحن نضع التقنية على أعتاب طريقنا للمستقبل مسخّرين قوة الذكاء الاصطناعي والأنظمة الروبوتية والحوسبة الفائقة (السوبر كمبيوتر) وأحدث التقنيات الرقمية. الأستاذ ناصر النعيمي

تكوين شراكات لتحقيق هدف مشترك

وبينما كان التركيز الأساس للنعيمي في حديثه منصبًّا على أمن الطاقة والتحول المجدي في مجال الطاقة، إلا أنه ذكّر أيضًا بالتحديات المتعلقة بنقص الأيدي العاملة في قطاع الطاقة، مؤكدًا على ضرورة أن يظل هذا القطاع جاذباً للموهوبين من الجيل القادم. 

كما أشاد بجهود التوطين التي تبذلها أرامكو وشركاؤها-الذين حضر العديد منهم المؤتمر- والتي أدت إلى "سلسلة توريد محلية المنشأ، عالمية المستوى وأكثر مرونة وكفاءة".
وأكد النعيمي في ختام كلمته على أن أرامكو تمضي قدمًا في عالم سيظل للنفط والغاز فيه دورٌ بارزٌ ومتوازن في مستقبل الطاقة، مع الدعوة إلى إقامة شراكات ذات هدف مشترك، قائلًا: "يمكننا إقناع العالم -بالتعاون معًا- بتبني تحول عالمي أكثر مرونة في قطاع الطاقة سيفضي إلى مستقبل تكون فيه الطاقة أكثر أمنًا واستدامة وبتكلفة ميسرة".