إذا لم تكن قد توصلت إلى اتخاذ قرارات وأهداف لعام 2023م بعد، فإن الفرصة ما زالت مواتية أمامك لفعلها؛ إذ لا نزال في بداية العام، وذلك ربما من خلال تبنيك فكرةً تسعى إلى إكسابك مهارة جديدة في كل شهر. فمع بداية العام الميلادي يخرج البعض منا بقرارات ومشاريع لتحسين حياتهم وكسر رتابتها.
وقد تيسر لي قبل أعوام مضت التعرف على فكرة استثنائية لإثراء الخبرات وتوسيع آفاق المعرفة، تنبني على اختبار ومعايشة تجربة جديدة مع كل شهر ميلادي ولمدة ثلاثين يومًا. وقد جاء بهذه الفكرة، شخص يُدعى «مات كيت»، وكنت قد اطلعت على مقطع جميل له على موقع اليوتيوب بعنوان: جرب شيئًا لمدة 30 يومًا.
ويزعم «مات» في طرحه ذاك أن أفضل طريقة لزرع عادة أو مهارة جديدة هي ممارستها والمحافظة عليها لثلاثين يومًا، وذلك قبل أن تتمكن من الحكم عليها بالسلب أو الإيجاب، فضلًا عن ادعاء المعرفة بها. وكمحصلة لذلك، ستكتسب هذه المهارة أو العادة في حال راقت لك الفكرة وحازت التجربة على إعجابك.
وهذا ما حصل لي بالفعل، فقد بدأت تجربة عادات وأفكار جديدة خلال الثلاثة أشهر لذلك العام. واستمرت التجارب لباقي السنة، وامتدت لسنوات عديدة. ومع توالي الشهور والتجارب؛ لاحظت وجود مجموعة من النشاطات المسببة لأنواع جديدة من الملذات والمتع، تعمل في محصلتها على إدخال الفرد في مجالات جديدة من السعادة وإكسابه أبعادًا جديدة للمعرفة. لقد كانت بعض التجارب ناجحة بالنسبة لي واستمرت، بل وتوسّعتُ في تطبيقها، والبعض الآخر منها اتضح لي بعد ممارستها أنها كانت مجرد نزوة عابرة، لكن الحق يقال، أني استفدت من جميع تجاربي في ذلك العام.
وتلت تلك الشهور شهور عديدة. وبعدها، قررت تخصيص الشهر التاسع من تلك السنة لتأليف كتاب. لم يكن الكتاب الأروع في تاريخ البشرية، لكنه في نهاية المطاف ربما كان كتابًا مكتمل الحد الأدنى من الشروط والأركان. بعد محاولة تأليف كتاب في ٣٠ يومًا، تقدمت بالكتاب لعدد من دور النشر، بعضها رفض فكرة الكتاب، وبعضها طلب مني إجراء بعض التعديلات. وكانت المحصلة من ذلك إصداري كتابًا بعنوان «نصف زوج أو أقل» شاركت به في أكثر من معرض للكتاب، وتمكنت بعدها، ولله الحمد والمنة، من تأليف كتابين آخرين، كان الأول منهما بعنوان «نصف ماراثون أو أكثر»، وكان عن تجربتي في الجري لمدة ثلاثين يومًا.. تلك التجربة التي قادتني إلى المشاركة في ماراثون دبي 2020م.
وما بين تجربة مهارة جديدة كل شهر ونهاية عام ميلادي، كانت تتبلور لدي رؤية جديدة لعام جديد وتجارب جديدة، بعضها يوصلني لمهارة والآخر يصقلها، ومثل ذلك يمكن أن يحدث مع الجميع، فالوقت لم يفت بعد. خصص هذا الشهر لسرد وفرز أفكار لتجارب محتملة في العام الجديد، واختر أفضل عشر تجارب، ابدأ من شهر فبراير 2023م إذا أحببت، وقيم تجاربك العشر ووثقها لنفسك مع نهاية السنة في ديسمبر، وستلاحظ أنك اكتسبت تجربة جديدة كل شهر، ومع كل عام إنجاز.
وحيد القحطاني، شركة أرامكو السعودية للتجارة.
يرحب أرامكو لايف بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها.