أين الذين هنا كانوا معي؟ رحلوا
وودعوني وفِي أجفانهم بللُ
غابوا بأجسادهم، لكنَّ أوجههم
ظلت تطلُّ فهم في القلب قد نزلوا
أرواحُهم ها هنا حولي مرفرفةٌ
كما الفراشاتِ بين الزهرِ تنتقلُ
ما زال حولي من أنفاسهم عبَقٌ
ثملتُ منه لتصحو في الفم القبلُ
ظمأى إليهم، فكم في الوصلِ ذات جوىً
مالوا عليه وكم علّوا وكم نهلوا
ما ودعوني ولا ودعتهم، فبهم
وبي من الشوقِ ما تعيا به الحيلُ
"ما ودعوك!" أنا الأخرى تقولُ، "فلم
ولن تطيق وداعًا أيها الطللُ!"
حرف: عبدالوهاب أبو زيد
ضوء: مصلح جميل