تشبّثي بالرمالِ الصُفرِ وانغرسي
كما تشبّثَ منفيٌّ بأندلسِ
لا تتركيها وإن أغوتكِ نائحةٌ
من الرياحِ بهذا القفرِ، واحترسي!
ولا تخافي إذا ما الليلُ حلَّ بلا
نورٍ يلوحُ ولا نارٍ ولا قَبَسِ
وأنصتي حينما تحكي، فإنَّ لها
صوتًا تردَّدَ بين النَّفْسِ والنَفَسِ!
يبثُّ أسراره في القفرِ، يَسمعها
من أرهفوا الروحَ في الإصباحِ والغَلَسِ
فلا يعودون إلا مثقلينَ بما
قد فاضَ منهُ كنبعٍ فيهِ مُنبجسِ
ضوء: مصلح جميل
حرف: عبدالوهاب أبو زيد