مع تراكم وازدحام المسؤوليات العملية والعائلية طِيلة أيام العمل الأسبوعية، دائمًا ما نبحث عن مخرج وعلاج للنفس من آثار تلك المسؤوليات من خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث نهدف إلى جعلها ممتعة بقدر ينسينا الجُهد المبذول خلال أيام العمل تلك، ونحقق فيها أقصى درجات المرح من رغباتنا بشكلٍ مُندفع في بعض الحالات.
ولا شك أن هذا الاندفاع قد يأتي أحيانًا في اتجاه تحقيق عِدة رغبات، مما قد يجعل منها عطلة عشوائية البرنامج أو رتيبة النشاطات بدرجة روتينية أو مملة في بعض الأحيان نظرًا لتكرار تلك النشاطات في أوقات ثابتة.
فعلى سبيل المثال؛ دائمًا ما نجعل لقاءاتنا وأنشطتنا في الفترة المسائية من اليوم، سواء كانت على الصعيد الأُسري أو الاجتماعي.
وعلى الرغم من شبح الرتابة أو العشوائية في برنامج يومي عطلة نهاية الأسبوع الذي يلوح في الأفق تارة ويختفي تارة أخرى، فإن هناك من يغفل أو يستبعد أي نشاط صباحي في عطلة نهاية الأسبوع كنوع من أنواع ردة الفعل تجاه ما كان يتعرض له من ضغوط عملية أو ضغوط الحياة عامة كل صباح.
وفي الحقيقة فإن هذه الطريقة ليست هي المُثلى في مواجهة تلك الضغوط، بل يجب وضع خطة مناسبة وبعيدة عن صخب وازدحام الحياة المسائية.
ومن المفترض إتاحة فرصة للصباح في عطلة نهاية الأسبوع ليقول كلمته من اليوم.
كثيرًا ما يقال أن الصباحات الجميلة غالبًا تصنع اليوم بأكمله، كون الصباح عنوانًا للتغيير ومرتبطًا لدى الكثيرين بالأمل والتفاؤل، فنرى في الصباح جمالًا يشرق بذكر الله في أوله.
وعندما نأتي للواقع، فصباح الإجازة يجب استثماره مثلما نستثمره في أيام العمل، كونه أحد الحلول المناسبة لمواجهة الضغط النفسي أو الجهد البدني الذي قد نكون تعرضنا له طيلة أيام العمل الأسبوعية، لِما يتيحه من عدد ساعات نوم إضافية تمنحنا المزيد من الطاقة لنشاط أكثر خلال اليوم، ولتحسين مستوى اليقظة لدينا.
قرأتُ ذات مرة تغريدة للأخصائي النفسي الإكلينيكي، الأستاذ أسامة الجامع، تحدث فيها عن جمال صباح عطلة نهاية الأسبوع، فقال: «اجعله يومًا مختلفًا، اخرج مع من تحب للإفطار، أو اخرج لوحدك، المهم أن تستمتع بوقتك».
ويمكننا فيه مكافأة أنفسنا بالاستمتاع بوجبة إفطار شهية والقيام بأي نشاط يمكن الحصول عليه صباحًا سواء كان ترفيهيًا أو مهنيًا برفقة من نحب بعيدًا عن الانخراط في الخطط الروتينية، لأن الوقوع في الروتين يعني الوقوع في الملل.
دائمًا ما أحث كل من حولي من أصدقاء وزملاء على الاستيقاظ مبكرًا للاستمتاع وتجربة أحد الأنشطة الصباحية والحصول على أقصى استفادة من عطلات نهاية الأسبوع لأنها فرصة ثمينة لكسر روتين حياتنا اليومية وتلبية احتياجاتنا الاجتماعية التي لا يمكننا تلبيتها طيلة أيام الأسبوع، وعند استغلالنا للصباح يمكن أن نحظى بمزيد من الوقت في أيدينا بعيدًا عن العالم المزدحم.
ترحب القافلة الأسبوعية بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها.