منذ ما لستُ أذكرُهُ من سنينٍ
وقفتُ هنا متشبثةً بالترابْ
كم توالتْ شموسٌ عليَّ ومرّتْ ليالٍ
وكم ماجَ واحتدّ هذا العُبابْ
كم عوتْ بين أغصانيَ المشرأبةِ في الأفقِ ريحْ!
كم تخيَّلتُني قاربًا يركبُ البحرَ لا يستريحْ
ولا يترقّبُ وقتَ الإيابِ
ولا يتوقفُ في أيِّ مرسى!
كم تخيلتني عابرًا مثلكم هذه الأرضَ
أقسو ويُقسى عليّ
وأشكو ويُشكى إليّ
وأنسى وأُنسى!
كم تخيّلتُ..!
هيهاتَ لن يتحقق لي
ما تخيّلتُ حتى يشيبَ الغرابْ!
ضوء: مصلح جميل
حرف: عبدالوهاب أبو زيد