نمر في حياتنا اليومية وتجاذباتها بالكثير من المواقف التي من شأنها أن تحملنا على الإحباط، وهو الشعور الذي يتولد من عدم تلبية الاحتياجات والوصول إلى النتائج المرجوّة لأسباب عديدة يعرفها جيدًا علماء النفس والاختصاصيون في هذا المجال. أمسى الإحباط جزءًا مألوفًا في حياة الجميع. وقد يواجه بعضنا صعوبة في التأقلم مع هذا الشعور والسيطرة عليه أو التعامل معه. كثيرًا ما نجد أنفسنا عالقين في ازدحام المشاغل والأحداث المتتالية والمتراكمة دون أن نعرف سبيلًا للخروج من هذا المأزق أو ذاك الموقف، وهو ما يشعرنا عادة بالإحباط لأنه يتسبب في تعطيل طموحاتنا وآمالنا قريبة المدى والبعيدة منها.
هذا الإحباط يمضي بنا في رحلة الحيرة إلى الحد الذي سنبدأ معه بالتشكيك في أنفسنا وإمكاناتنا وقدراتنا، وسنضيع بسببه في دهاليز السلبية التي قد تمتد إلى فقدان الثقة في الآخرين والمجتمع وحتى أنفسنا. إن التعامل مع الإحباط بشكل عاطفي قد يهوي بنا إلى قاع الحالة النفسية، بينما التعقل والتوازن في التعامل معه قد يكون السبيل إلى تحقيق النتائج والأهداف المأمولة. كل ذلك يعتمد على ردود أفعالنا تجاه هذا الشعور الصعب.
نحن لا نستطيع أن نوصد الأبواب أمام التعثر الذي قد نمر به في مراحل حياتنا المختلفة. في بعض الأحيان، ونحن مستغرقون في السعي وراء أهدافنا نواجه بعض التحديات التي تستهلكنا وتستهلك طاقتنا لدرجة أننا ننسى ما كنا نحاول تحقيقه في الأصل. هذا التشتت الذي نشعر به نتيجة فشلنا في تحقيق أهدافنا يسهم بشكل كبير في تراكم الإحباط. وبتراكم الإحباط سنصاب باليأس. ولكي نقلل فرص حدوث ذلك، علينا أن نتحلى بالرجاء والأمل دائمًا، وأن نقتنع أنه ليس لنا خيار سوى التقدم وتجاوز العقبات المحتومة في طرق الحياة.
لا يمكن لنا أن نتخلى عن مقومات الاستمرار والمضي قدمًا مهما كانت الصعوبات كبيرة والتحديات قوية ومعقدة. وفي طريقنا للخروج من نفق الإحباط علينا أن نتذكر دائمًا أننا لسنا وحيدين في هذه الحياة. لابد أن نؤمن بأنفسنا وأن الكثيرين ممن حولنا سيكونون سعداء بمد يد العون والمساعدة. مشاركة الآخرين والاستماع إليهم والحوار معهم عادة ما يوسّع آفاق فهمنا ويحملنا على التفكير بشكل إيجابي ومنتج.
المهم ألا نستسلم ونسلم أنفسنا إلى الإحباط وتداعياته. وإذا لم تكن لدينا قوة إرادة ووعي مدرِك بأنفسنا ومشاعرنا، سيصعب علينا أن نضع إستراتيجية واضحة للتعاطي معه ومواجهته للخروج من المأزق الذي دخلنا فيه بسبب الإحباط. علينا جميعًا أن نحاربه بالرجاء والأمل والشعور بالرضى عما نحققه في الحياة وإحاطة أنفسنا بالأحبة الحقيقيين.
ترحب القافلة الأسبوعية بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها.