هل تموتُ البيوتُ إذا غابَ أصحابُها؟
هل يُهشّمُ فيها زجاجُ نوافذها وتُخلّعُ أبوابُها؟
هل تحنُّ الحجارةُ فيها إلى الراحلينْ؟
هل يُرى الدمعُ وهو يبلل أجفانَها بعد أن أرهقتها الشموسُ وغيّرتِ الريحُ ألوانَها؟
وهل يتبادرُ للسمعِ صوتُ الأنينْ حين تدلفها وهي خاويةٌ تتلفتُ باحثةً دون جدوىً عن الغائبينْ؟
هل تبثُّ إلى عابرٍ، حملته خطاه إليها بلا موعدٍ مثلك الآن، أحزانَها؟
ربما يسكنُ الصمتُ فيها
ويقطنها العنكبوتْ
غير أن البيوتْ
أبدًا لا تموتْ!
ضوء: مصلح جميل
حرف: عبدالوهاب أبو زيد