تتجه شركة (مايكروسوفت) إلى تبني تقنية (ميتافيرس) للواقع الافتراضي، التي أعلنت عنها موخرًا شركة (ميتا)، أو شركة (فيسبوك) سابقًا، نظرًا لما تتنبأ به الشركة من تغيير في طبيعة القيام بالأعمال بسبب استمرار الجائحة، وما نشهده من تحوُّل عديد من الشركات إلى نظام العمل عن بُعد؛ حيث سيؤدي هذا التغيير، حسبما تتوقع شركة (مايكروسوفت)، إلى اتجاه عديد من الناس والشركات إلى استخدام هذه التقنية.
وفي هذا الصدد، رجَّح مؤسس شركة (مايكروسوفت)، بيل غيتس، انتقال معظم الاجتماعات الافتراضية خلال الأعوام المقبلة من نمط الصور الحية ثنائية الأبعاد إلى مساحة ثلاثية الأبعاد، قد يتم فيها تمثيل الحضور عن طريق صور رمزية افتراضية، وستكون تلك الاجتماعات ضمن مساحة عمل افتراضية تستند إلى الواقع المعزَّز.
وأوضح غيتس أنه عبر استخدام تقنية (ميتافيرس)، سيتمكَّن زملاء العمل من التفاعل فيما بينهم من خلال الصور الرمزية والأدوات الرقمية المختلفة، مشيرًا إلى أن ذلك سيتطلَّب الاستعانة بسماعات الرأس ونظارات الواقع الافتراضي.
عالمٌ مشابه للواقع
وتعمل شركة (مايكروسوفت) حاليًا على تعزيز هذه التقنية بإضافة صور رمزية ثلاثية الأبعاد وأدوات أخرى متوافقة مع تقنية (ميتافيرس) إلى برنامجها (تيمز)، وسيتمكن المستخدمون من مشاركة الملفات في هذا العالم الافتراضي، مع إمكانية إنشاء مساحات افتراضية يستطيع الموظفون الالتقاء عبرها.
وفي السياق نفسه، تعمل شركة (مايكروسوفت)، بالتعاون مع شركة (ميتا)، على إطلاق وتطوير برنامج جديد يُدعى (مايكروسوفت ميش)، وهو برنامج أُعلن عنه في وقت سابق من هذا العام، يتيح تجارب الواقع المعزز والواقع الافتراضي عبر مجموعة متنوعة من النظارات، ومنها نظارات (هولو لينس) من إنتاج (مايكروسوفت). كما كشفت الشركة أيضًا عن برنامج (دايناميكس 365 كونيكتيد سبيس)، الذي يسمح للناس بالتحرك والتفاعل عبر عالم افتراضي داخل أماكن البيع بالتجزئة والمصانع.
إنترنت المستقبل
تجدر الإشارة إلى أن مصطلح (ميتافيرس) ذاع صيته في الشهور الأخيرة للإشارة إلى تقنية يُتوقَع لها أن تستبدل الإنترنت بشكله الحالي. وتضاعفت أهمية هذه التقنية بعدما صرَّحت شركة (فيسبوك) بأنها تريد التحول إلى شركة (ميتافيرس) في المستقبل، كاشفة عن تغيير اسمها إلى شركة (ميتا بلاتفورمز).
وتعني هذه التقنية التحوُّل من صور ثنائية الأبعاد في شاشات الجوال إلى الدخول في عالم افتراضي، يمكنك التجول عبره لرؤية الأشخاص والتطبيقات، كما يُتيح لك القدرة على الشراء بواسطة العملات الافتراضية، ويعزز تجربة السفر حول العالم افتراضيًا، بحيث تُثير الشعور بإحساس مماثل للزيارات الواقعية.
وقد تُغيِّر هذه التقنية عالم التواصل الاجتماعي عمومًا على نحو جذري، وخصوصًا ما يتصل بالاجتماعات المرئية، حيث يمكن استخدامها كبديل لمكاتب العمل أو للفصول الدراسية في المستقبل.