أرامكو السعودية تعلن عن صفقة كبرى لشبكة أنابيب الغاز بقيمة 15.5 مليار دولار
وقَّعت أرامكو السعودية، يوم الإثنين 2 جمادى الأولى 1443هـ (6 ديسمبر 2021م)، صفقة تأجير وإعادة استئجار بقيمة 15.5 مليار دولار تشمل شبكة خطوط أنابيب الغاز التابعة لها، وذلك مع ائتلاف بقيادة شركة (بلاك روك) للأصول الثابتة، وشركة حصانة الاستثمارية، التي تُعد ذراع إدارة الاستثمارات للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية بالسعودية، ما يجعل هذه الصفقة إحدى كبرى صفقات البنية التحتية للطاقة في العالم.
وتمثّل الصفقة تقدمًا ملحوظًا في برنامج تحسين أصول أرامكو السعودية، إذ إنها ثاني صفقة للشركة من نوعها هذا العام، بعد إتمام صفقة البنى التحتية لشبكة خطوط أنابيب النفط الخام التابعة لأرامكو السعودية في يونيو الماضي، وهي صفقة تأجير وإعادة استئجار بقيمة 12.4 مليار دولار تم إبرامها مع ائتلاف بقيادة من شركة (إي آي جي) وشركاء دوليين.
وستتحصل أرامكو السعودية عند إتمام صفقة شبكة أنابيب الغاز على عائدات بحوالي 15.5 مليار دولار، ما يعزز من مركزها المالي. وتعمل الصفقة على تحقيق قيمة إضافية من قاعدة أصول الشركة المتنوعة، وجذب اهتمام مجموعة واسعة من المستثمرين من جميع أنحاء العالم، وتسليط الضوء على فرص الاستثمار الجاذبة.
وكجزء من الصفقة، ستقوم «شركة أرامكو لإمداد الغاز»، التي تم إنشاؤها حديثًا، بتأجير وإعادة استئجار حقوق الاستخدام في شبكة خطوط أنابيب الغاز التابعة لأرامكو السعودية لمدة 20 عامًا. وفي المقابل، ستحصل «شركة أرامكو لإمداد الغاز» بدورها على تعرفة مدفوعة من أرامكو السعودية عن منتجات الغاز التي تتدفق عبر الشبكة، وتكون تلك التعرفة مرتبطة بحدّ أدنى لتدفقات الغاز. وستحتفظ أرامكو السعودية بحصة أغلبية نسبتها 51% في «شركة أرامكو لإمداد الغاز»، وتبيع حصة 49% إلى مستثمرين بقيادة شركة (بلاك روك) وشركة حصانة الاستثمارية.
وستظل أرامكو السعودية محتفظة بملكية شبكة خطوط الأنابيب بشكلٍ كاملٍ مع السيطرة التشغيلية التامة عليها، كما لن تفرض هذه الصفقة أيّ قيود على الشركة من حيث كميات الإنتاج.
تُعرف أرامكو السعودية بالتزامها التام بالممارسات المستدامة، فهي رائدة في مجال الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تعد حاليًا من بين أدنى المعدلات في قطاع الطاقة.
منظومة أعمال أكبر
وتعليقًا على توقيع هذه الصفقة، قال رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: «نحن سعداء جدًا بتوقيع هذه الصفقة الاستثمارية العملاقة في شبكة خطوط أنابيب الغاز، فهذه الصفقة هي إحدى العناصر الرئيسة في إستراتيجية أرامكو السعودية لتطوير منظومة أعمال أكبر وأقوى في مجال الغاز، الذي يشكِّل أحد محركات النمو الكبرى في أعمال الشركة».
وأردف قائلًا: «شهدنا قبل أيام توقيع اتفاقيات لتطوير حقل الجافورة، الذي سيشكّل رافدًا كبيرًا لأعمال أرامكو السعودية. وتأتي اليوم هذه الصفقة التاريخية الاستثمارية في شبكة خطوط الأنابيب كعلامة فارقة تدعم البرنامج الناجح، الذي بدأته أرامكو السعودية منذ عام لتحسين محفظة أعمالها. وتُسهم هذه الصفقة في تعزيز مركزنا المالي بما يعود بالأثر الإيجابي على قدرة أرامكو السعودية في خلق قيمة طويلة الأجل للمساهمين».
وأضاف الناصر: «من المهم جدًا التأكيد بأن هذه الصفقة تدعم سجلنا الحافل في جذب كبار المستثمرين العالميين إلى المملكة، التي تشهد تحولات كبرى في شتى القطاعات، وأرامكو السعودية جزء أساس من تمكين هذه التحولات. وإذا نظرنا إلى المستقبل خلال الـ20 إلى 30 عامًا المقبلة، والتوجه نحو الحياد الصفري، نتوقع أن يلعب الغاز دورًا رئيسًا في التحوّل العالمي إلى مستقبل طاقة أكثر استدامة، وسيستفيد شركاؤنا من صفقة مرتبطة بأصول بنية تحتية للغاز ذات مستوى عالمي».
من جهته، قال النائب الأعلى للرئيس للتطوير المؤسسي في أرامكو السعودية، الأستاذ عبدالعزيز محمد القديمي: «أصول خطوط أنابيب الغاز لدينا بالغة الأهمية ومتنامية، كما أنها متكاملة إلى حد كبير مع بقية مرافق النفط والغاز التابعة لأرامكو السعودية. ويسعدنا أن ننهي الصفقة الثانية على هذا الصعيد، ونحن نبحث عن شركاء على المدى الطويل من كبار المستثمرين في قطاع الطاقة. هذه الصفقة هي الكبرى على مستوى البُنى التحتية للطاقة في المنطقة حتى الآن، وهي صفقة تجسّد مكانة أرامكو السعودية الفريدة كشريك لمؤسسات الاستثمار العالمية البارزة».
دورٌ مهم في تحول الطاقة
إلى جانب ذلك، تحدَّث رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة (بلاك روك)، السيد لاري فينك، بهذه المناسبة قائلًا: «يسر شركة (بلاك روك) العمل مع أرامكو السعودية وشركة حصانة الاستثمارية في هذه الصفقة التاريخية للبنية التحتية في المملكة العربية السعودية. أرامكو السعودية والمملكة تخطوان خطوات هادفة تتطلع إلى تحول الاقتصاد السعودي نحو مصادر الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، والحياد الصفري في الانبعاثات الكربونية في المستقبل. ولا شك في أن البنية التحتية للغاز الطبيعي، التي تتم إدارتها بشكل مسؤول، تلعب دورًا مهمًا في هذا التحول».
من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة حصانة الاستثمارية، الأستاذ سعد عبدالمحسن الفضلي: «يسر حصانة أن تكون جزءًا من هذه الصفقة التاريخية والأصول ذات المستوى العالمي المرتبطة بها. بلا شك نحن متحمسون بشكل خاص لهذه الصفقة، لأنها تتماشى مع إستراتيجيتنا لخلق قيمة دائمة للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، وكذلك تعزيز شراكاتنا طويلة الأمد مع الكيانات الرائدة وذات السمعة الطيبة مثل أرامكو السعودية وبلاك روك».
تجدر الإشارة إلى أنه من المتوقع إتمام صفقة خط أنابيب الغاز قريبًا، وذلك رهن باستيفاء الشروط المتعارف عليها لإتمام مثل هذه الصفقات، بما في ذلك ضوابط الاندماج المطلوبة والحصول على الموافقات والتصاريح المتصلة بذلك.