تكاثر الحديث حول تقنية (ميتافيرس) خلال الشهور الأخيرة، حتى وُصفت بأنها التقنية التي ستستبدل الإنترنت بشكله الحالي. كما تضاعفت الاهتمام بهذه التقنية بعدما صرَّحت شركة (فيسبوك) أنها تنوي التحول إلى شركة (ميتافيرس) في المستقبل.
وتتضمَّن هذه التقنية التحوُّل من التصفح الاعتيادي على شاشة الجوال بحثًا عن التطبيقات التي تريد فتحها، إلى الدخول في عالم افتراضي لرؤية التطبيقات والأشخاص، كما تُشير إلى تطبيقات التجوُّل الافتراضي، كالتجوُّل في غرفة المنزل، والسفر عبر العالم افتراضيًا للحصول على إحساس مماثل للزيارات الواقعية، كما إلى جانب عمليات السداد بالعملات الافتراضية، التي تُلغي الحاجة إلى الأموال الحقيقية.
تطبيقات متعددة
ويمكن تصوُّر أشكال أخرى من تطبيقات (ميتافيرس)، فلاعبو الإنترنت سيكونون قادرين على الدخول إلى عالم لعبة ما، على سبيل المثال، مع الاطلاع في الوقت نفسه على المستجدات في شبكة (فيسبوك)، باستخدام تقنية الواقع المعزَّز.
وقد تُغيِّر هذه التقنية طبيعة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تغييرًا جذريًا، وكذلك الحال بالنسبة للاجتماعات المرئية، كما يمكن استخدامها كبديل لمكاتب العمل أو للفصول الدراسية.
ومن الصعب شرح هذه التقنية أو فهمها على وجه التحديد، ولعل السبب الرئيس لذلك هو أنها غير موجودة حتى الآن. لكن الوصف البسيط لها هو أنها عالمٌ افتراضي متكامل يعتمد على شبكة الإنترنت. ولهذا تبدي شركات التواصل الاجتماعي والرقمي اهتمامًا كبيرًا بها، وتتضمن قائمة المهتمين شركات مثل فيسبوك وتويتر وسناب شات ومايكروسوفت، وغيرها.
إلى جانب ذلك، بدأ عدد كبير من المستثمرين حول العالم في توجيه استثماراتهم بهذا المجال، كما بدأت الوظائف المتعلقة بهذا المجال بالظهور فعليًا على منصات التوظيف ومن ضمنها موقع (لينكد إن).
(فيسبوك) تخوض غمار السباق
وتُعد شركة (فيسبوك) من بين أكبر المهتمين بهذه التقنية، حيث سلَّطت الضوء على فكرتها واصفة إياها بأنها عالمٌ افتراضي يتكوَّن من مجموعة من المساحات الافتراضية، التي يمكن للمستخدمين أن يكتشفوها، ويصنعوا المحتوى ضمنها، ويجتمعوا سويًا عبرها رغم تباعد أماكن وجودهم.
كما تصف فيسبوك نفسها بأنها ستكون "جزيرة" ضمن هذا العالم، كما ستوجد مئات من الجزر لشركات أخرى، من ضمنها وجود كافة وسائل التواصل المختلفة.
وقد أعلنت الشركة بالفعل عن صندوق بقيمة 50 مليون دولار للمساعدة في تطوير (ميتافيرس)، وسيتم استثمار الصندوق على مستوى العالم في البرامج والأبحاث، وذلك لضمان أن التقنية مبنية بطريقة شاملة وفاعلة، مع التركيز على التوافق مع الخدمات الأخرى، بالإضافة إلى تعزيز الخصوصية والأمان.
مجال استخدام التقنية
وقد يسمح هذا العالم لكل مستخدم بإنشاء وتصميم عالمه الخاص بشكل مصغر. كما قد يتطلَّب الدخول إلى هذا العالم استخدام منتجات وأجهزة مخصصة لذلك، مثل نظارات الواقع المعزَّز والواقع الافتراضي، وربما أيضًا مستشعرات وأجهزة يتم تركيبها على اليدين والقدمين لمحاكاة الحركة.
وضمن هذا العالم الجديد، ستتحوَّل مواقع الإنترنت التقليدية إلى ساحات ثلاثية الأبعاد توفِّر نشاطات يمكن للزوار ممارستها، وذلك إلى جانب الرسوم والتصميمات ثلاثية الأبعاد للشخصيات والأغراض المختلفة.
ويعتقد المتخصصون أن هذه التقنية ستقدم ملايين الفرص التجارية والربحية لملاك العلامات التجارية وأصحاب الأعمال، والعاملين في مجالات التسويق والمبيعات.
وفي ظل وجود تقنيات مثل شبكة الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والواقع المعزَّز، من المتوقع لتقنية (ميتافيرس) أن تنمو وتزدهر بسرعة، وربما تكون النسخة الجديدة من الإنترنت الذي نعرفه اليوم.
ويتوقع الخبراء أن عدد مستخدمي التقنية سيصل إلى 58.9 مليون مستخدم داخل الولايات المتحدة الأمريكية وحدها عند إطلاقها للعامة.