مبادرة (الشرقية تبدع) تضع ملامح خارطة الإبداع

الشرقية تتصدر المشهد الإبداعي

وفي حديثه خلال إدارته وقائع الجلسة، أكدَّ الأستاذ فؤاد الذرمان، وهو أحد مؤسسي مركز إثراء، أن الإبداع في مجمله يمكن أن يتجلى من خلال عدة محاور من حولنا من أبرزها: بيئة الأعمال، والبيئة العمرانية، وبيئة الثقافة والفنون والترفيه والرياضة، وبيئة القطاع غير الربحي، وكذلك التعليم وتنمية الموارد البشرية. 

وأضاف الذرمان في حديثه أن المنطقة الشرقية لها مكانة متميزة في مجال الإبداع والابتكار، حيث تصدرت المنطقة عدد براءات الاختراع السعودية المسجلة في الولايات المتحدة لعام 2020م بنسبة بلغت 68%. وقال إن المنطقة الشرقية تُعد حاليًا بمثابة عاصمة الطاقة والصناعة على مستوى الشرق الأوسط، وذلك بوجود مدن ومرافق صناعية ضخمة وذات نطاق عالمي. وقال إن المنطقة مؤهلة لأن تكون أيضًا وجهة كبرى للابتكار لوجود ميزة نسبية فيها، وهي وفرة العقول المبتكرة المرتبطة بأعمال أرامكو السعودية ومراكزها التقنية، وكذلك مقر جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الابتكار وزيادة الاهتمام بالأبحاث والتطوير. 

دفع خماسي لمسيرة الإبداع

من جانبه، دعا الخبير المعماري الدكتور مشاري النعيم، في مشاركته خلال الجلسة إلى ضرورة تأسيس مركز أبحاث للعمران ذي دفع خماسي (يرتبط في أبحاثه بأمانة المنطقة الشرقية، وبهيئة تطوير المنطقة الشرقية، وبالقطاع الخاص بما في ذلك الشركات الكبرى، وبجامعتي الملك فهد والإمام عبدالرحمن بن فيصل، ومركز إثراء) ويكون بيئة حاضنة للمبدعين، قادرة على توليد معماريين سعوديين تكون لهم بصمة عالمية مثلل زها حديد، لما للبيئة المعمارية وضرورة دعم نمو وصقل المواهب المعمارية من تأثير على مستقبل صناعة الإبداع.

وفي مداخلته، أشار رائد الأعمال الشاب، عبدالله الرابح، إلى أن المنطقة الشرقية تتميز بسماتٍ جعلتها بيئة خصبة للإبداع، هي وجود 3 مميزات لذلك تتمثل في أن 50% من الطلبة المتفوقين في اختبار القدرات هم من أبناء المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أن مجموعة من أوائل الشركات الناشئة التي حققت نجاحًا مهمًا في المملكة تأسست في المنطقة الشرقية. كما تمتاز الشرقية بأنها من أعلى مناطق المملكة من حيث حجم الدخل والإنفاق. وأنهى بقوله: «لا شك أن الفرصة مواتية خلال الأعوام المقبلة لتحقيق زيادة متصاعدة في تحويل الابتكارات والأفكار إلى مؤسسات وشركات ناشئة عبر ريادة الأعمال لدعم نمو الاقتصاد الرقمي والإبداعي، ومواصلة تحقيق الريادة في الاقتصاد الصناعي».

تحولات إبداعية

من جانب آخر، أشار الشاعر والسينمائي أحمد الملا، في مشاركته إلى أن المشهد الثقافي الإبداعي يشهد تحولات متنوعة، مؤكدًا أهمية تنظيم واستقطاب الاستثمارات الإبداعية، ومشيرًا إلى أن الفرصة التي تبدو سانحة جدًا ضمن توجهات رؤية المملكة 2030، هي فرص العمل والاستثمارات المرتبطة بالإنتاج السينمائي الضخم، لاسيما أن المنطقة الشرقية لها تجربة مهمة في صناعة الأفلام وتأسيس أول مهرجان سعودي للأفلام. 

في حين أبان الناشط في العمل الخيري والقطاع غير الربحي، الموظف السابق في أرامكو السعودية، أحمد الرماح، أن نواة الإبداع موجودة عبر التاريخ في المنطقة الشرقية، وقال: «لقد تجلت في عديد من المبادرات والمشاريع غير الربحية ذات الابتكار الاجتماعي، ومن ضمنها مشروع توثيق تاريخ مدينة الخبر الذي أثار اهتمام الكثيرين من المنطقة الشرقية وخارجها، ويمكن أن يكون نموذجًا للتميز في أعمال التوثيق غير الربحية»، وأكد أنه لا بد من بذل المزيد لمأسسة أعمال القطاع غير الربحي لاستدامة الأثر. 

بدوره، عبَّر مدير مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) المكلّف، الأستاذ عبدالله الراشد، في كلمة ألقاها خلال الحفل الختامي، عن أن الإبداع في مجمله يُعد ضرورة وليس ترفًا، موضحًا أنه وفقًا لتقديرات منظمة اليونسكو، فإنّ الصناعة الإبداعية سجلت إيرادات سنوية تبلغ 2.25 تريليون دولار أميركي، وصادرات علمية تفوق 250 مليار دولار أميركي. كما يوفّر الاقتصاد الإبداعي 30 مليون وظيفة تقريبًا على مستوى العالم.

المبادرة رسمت خريطة الطريق

من جهتها، أكدّت مشرفة مبادرة «الشرقية تبدع»، هديل العيسى، أن المبادرة تتوازى زمانيًا مع موسم «تنوين» الإبداعي السنوي الذي تطلقه أرامكو عبر إثراء، وأن « الشرقية تبدع» وإن كانت من تنظيم إثراء إلا أنها في الواقع تعتمد على مشاركات وأعمال وفعاليات وبرامج تقوم بها أطراف ثالثة من أفراد ومن القطاعين العام والخاص من المنطقة الشرقية . فهناك جهات كبيرة مثل وزارة التعليم وأمانة الدمام من القطاع العام ومؤسسات معروفة من القطاع الخاص مثل التركي القابضة وأجدان ورتال و90 جهة صغيرة مثل الأندية الطلابية في الجامعات والمراكز الشبابية ومراكز الفنون ومختبرات النمذجة والمطاعم والمقاهي المنتشرة في الشرقية ومنصات السوشل ميديا، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 300-500 شاب وشابة. وأبانت العيسى أنه من المتوقع أن تترسخ المبادرة وتنمو بمشاركات أكبر خلال السنوات المقبلة، بحيث تصبح المنطقة الشرقية هي الوجهة الإبداعية في المملكة ونموذجًا فريدًا وموسمًا مستدامًا يُدار من قبل المجتمع بشتى أفراده وقطاعاته، بما ينعكس بدوره بشكلٍ ملموس ومؤثر على المنطقة المتوهجة بالإبداع منذ أعوام مضت. فإذا شاهدت علامة عليها شعار الشرقية تبدع أو تفاعلت مع أحد الاعمال الإبداعية المقدمة فإن إثراء يدعوك لأن تُسهم ولو بشيء بسيط عبر الإجابة على سؤال: ما هو الشيء الذي إذا فعلته سيضيف لمسة ابداعية على نفسي أو على منزلي وعملي، وكذلك على المحيطين بي من أحبتي..ما هي بصمتي الإبداعية الشخصية على المنطقة الشرقية؟