لوحة فنيّة رقميّة تضئ سماء "إثراء"

تمكّن أكثر من 4600 زائر اجتمعوا في حديقة مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) من رسم لوحات جماعية بأحدث طريقة تقنية، وذلك ضمن فعاليات موسم الإبداع تنوين 2021م، بنسخته الرابعة، وتحديدًا يومي الخميس والجمعة 4 و5 نوفمبر. 

أُطلق على تلك اللوحات الضوئية المبهرة اسم "لحظة تنوين"، التي لم يتشبث الزوّار فيها بالريشة والألوان، بيد أنهم خرجوا بأجمل لوحات فنّية بحسّ إبداعي، عبر جوالاتهم الذكية وبتحليق 300 طائرة درون في سماء إثراء؛ لتساعدهم في توحيد المشهد الفنّي الذي شهد حضورًا لافتًا وتفاعلًا غير مسبوق، من خلال التجربة التفاعلية بين الجمهور ورسوماتهم.

لم تكن رسومًا عشوائية، كما صرّح المطوّر الإبداعي في "إثراء" عبدالله الحوّاس، الذي أصر على توحيد الجهود في قلب كل لوحة ينتهي الجمهور من عملها، لتصبح نابضة معبّرة عن فكرة ما، وأضاف قائلًا: "شكلت اللوحات الفنية صورًا وأشكالًا في السماء من خلال الضوء كالشعارات والمشاهد والنصوص التي مكّنت الزوّار من مشاهدتها عبر تسيير الطائرات حول المركز". 

ومع صعوبة أن يشارك آلاف الزوار بلوحة فنية واحدة وفي وقت لا يتجاوز عشرة ثوانٍ وفي مكان واحد، إلا أن الأمر بات سهلًا بتفاعل الجمهور وتوحيد رؤيتهم وشغفهم من أجل الخروج بمنتج إبداعي فنّي، علمًا أن المنتجات الإبداعية والفنية أحد أهداف مبادرة "الشرقية تبدع"، التي أطلقها مركز "إثراء" تزامنًا مع موسم "تنوين" وتضمّنت أكثر من 200 مشاركة تفاعلية وأنشطة إبداعية تهدف لصناعة الإبداع بطريقة شيّقة، بمشاركة القطاعين العام والخاص.
تنوعت الأشكال الفنّية بين حروف أسماء الزّوار، وأخرى بنمط موحّد لحركة اليد وتلويح الأجهزة الذكيّة لرسم خطوط موازية ذات تعبير فنّي منظّم، فيما كانت الطائرات من فوقهم تحلّق لترصد المشهد وتنقله لعتمة السماء لتتلألأ النجوم وتعانق الفنّ الرقمي. 

تم توثيق اللحظة التي جمعت المشاركين وإبداعاتهم في بوتقة واحدة على شاشة عملاقة، واللافت أن الفئة العمرية الشبابية غلبت على الفئات الأخرى، فيما لوّح الأطفال بهواتف ذويهم من أجل المشاركة ووضع لمساتهم الفنّية في الحدث الأكبر "لحظة تنوين"، حيث جمعت هذه اللحظة كافة الفئات العمرية بريشة هواتفهم الذكية وألوانهم المختارة من باقة "الباركود" الخاص الذي تم تزويدهم به، تخليدًا للذّكرى وبثًا للفرحة، ولنشر الإبداع بالأدوات وفقًا لشعار موسم الإبداع تنوين 2021م.