صدرت موافقة مجلس الوزراء السعودي، مؤخرًا، على نظام حماية البيانات الشخصية، حيث يُسهم هذا النظام في تعزيز المسؤولية لدى الأفراد والجهات، وترسيخ احترام الحياة الخاصة، مما يمكِّن من خلق مجتمع حيوي وآمن، ويساعد على صناعة اقتصاد رقمي قائم على البيانات.
ويأتي هذا النظام في إطار التحوُّل الرقمي، الذي يُعد إحدى الركائز الرئيسة لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، من خلال تطوير البنية التحتية الرقمية الداعمة للابتكار. ويسعى النظام إلى حماية الحقوق المتعلقة بمعالجة البيانات الشخصية، وينظِّم طريقة مشاركتها بين الجهات، ويحدُّ من إساءة استخدامها.
ضبط الحقوق والصلاحيات
وفي إطاره العام، يحرص النظام على أن يقتصر جمع البيانات الشخصية على الحد الأدنى من البيانات الذي يمكِّن من تحقيق الأغراض المحددة. كما يكفل لأصحاب البيانات الشخصية الحق في الاطلاع على بياناتهم، ومعرفة الغرض من جمعها ومعالجتها، ويعطيهم صلاحية الوصول إليها أو الحصول على نسخة منها، وطلب تصحيحها وتحديثها وإتلافها بعد انتهاء الغرض من جمعها.
إلى جانب ذلك، يكفل النظام لصاحب البيانات طلب حصر معالجة بياناته الشخصية على حالات خاصة أو فترة زمنية محدودة، كما يُعطيه الحق في طلب الاعتراض على معالجة بياناته الشخصية، أو العدول عن موافقته في حالات معيَّنة.
ويعمل النظام أيضًا على تنظيم عملية الإفصاح عن البيانات الشخصية وفق ضوابط محدَّدة لضمان الاستخدام الأمثل لها. ولا يحق وفقًا للنظام استخدام وسائل الاتصال الشخصية لإرسال مواد تسويقية أو توعوية إلا بموافقة صاحب البيانات، أو وجود آلية تمكنه من إبداء رغبته في استقبالها، في حين يُستثنى من ذلك المواد التوعوية التي ترسلها الجهات العامة.
البيانات لأغراض العلم
من جانب آخر، نص النظام على جواز جمع البيانات الشخصية أو معالجتها لأغراض علمية أو بحثية أو إحصائية دون موافقة صاحبها، في الأحوال الآتية:• إذا لم تتضمن البيانات الشخصية ما يدل على هوية صاحبها على وجه التحديد.
• إذا كان سيجري إتلاف ما يدل على هوية صاحب البيانات الشخصية على وجه التحديد خلال عملية معالجتها، وقبل الإفصاح عنها لأي جهة أخرى، ولم تكن تلك البيانات حساسة.
• إذا كان جمع البيانات الشخصية أو معالجتها لهذه الأغراض يقتضيه نظام آخر، أو يأتي تنفيذًا لاتفاق سابق يكون صاحبها طرفًا فيه.
جديرٌ بالذكر، أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) ستكون الجهة المُشرفة على تطبيق أحكام هذا النظام، ومتابعة مدى التزام الجهات المعنية بالتطبيق، واستكمال الإجراءات النظامية بحق الجهات المخالفة لأحكامها.