جامعة الملك فهد للبترول والمعادن تحتفل بذكرى إنشائها
شابةً في الستين.. تفتحُ أبوابها للطالبات وتوجّه بوصلتها جهة المستقبل
في عرس أكاديمي كبير، وسط أجواء مفعمة بالفرح والتفاؤل، وترتيبات في غاية الروعة والإتقان، احتفلت جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الأسبوع الماضي بذكرى مرور 60 عامًا على تأسيسها. تم ذلك بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، ووزير الطاقة، رئيس مجلس أمناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان، نائب أمير المنطقة الشرقية، وكوكبة من أصحاب السمو والمعالي وأعضاء بارزين من مجتمع الأعمال والمجتمع الأكاديمي السابقين والحاليين. كما حضر اللقاء عدد من مسؤولي أرامكو السعودية وفي مقدمتهم الرئيس، كبير الإداريين التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر.
فتح الطريق أمام السعوديات
وفي كلمة ضافية ومؤثرة ألقاها بهذه المناسبة، قال سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان إن المملكة تمرُّ بسلسلة كبيرة من التحولات، أهمها رؤية 2030 التي شملت جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية التي بدأنا نجني ثمارها، مضيفًا: "أرادت الرؤية التغيير فعالجت المتناقضات وانتصرت على التردد مع المحافظة على ثوابت الدولة وهوية المجتمع، إذ تحتفل الجامعة بالذكرى الـ 60 بالتحاق أول دفعة من الطالبات للدراسة بمرحلة البكالوريوس، وفتح الطريق أمام الفتيات السعوديات للإبداع والمنافسة وإثبات الكفاءة في القطاعات والتخصصات كافة"، مشيرًا إلى أهمية دور المرأة في التنمية وبناء الدولة، مما يفتح آفاقًا واسعة نحو تمكين المرأة السعودية ضمن أهداف رؤية المملكة 2030.
كما أوصى سموّه الطلاب والطالبات بالاجتهاد في الدراسة والبحث العلمي، والاستفادة من موارد الجامعة الأكاديمية، مشيرًا إلى أنه من خريجي هذه الجامعة، وأن العلم الذي اكتسبه فيها كان سببًا، بعد توفيق الله، فيما هو عليه الآن، وأوصى الطلاب والطالبات بالاجتهاد، إذ أنهم شركاء في بناء الوطن، بما يكتسبونه من العلم والعمل في خدمته.
وأشار سموّه إلى إنجازات الجامعة، خاصةً في السنتين الماضيتين، بعد تمكينها من نظامها الجديد، وإلباسها حلة البرامج المتعددة. كما أكّد على ضرورة تنمية وتطوير القدرات والمهارات الشخصية، وإدراك أن الطلاب لن يحققوا شيئًا إلا بتلك القدرات الذاتية، فلا شيء يمكّن الإنسان، إلا تمكينه لنفسه، وهذا لا يتمّ إلا بالمثابرة والعمل على تطوير المهارات والقدرات الذاتية.
قفزة إلى الأمام
وفي تصريحات لنشرة (القافلة الأسبوعية)، هنّأ المهندس أمين الناصر، قيادة الجامعة ومنسوبيها وخريجيها الحاليين والسابقين على هذا الإنجاز، مؤكدًا أن الجامعة تُعد صرحًا أكاديميًا بارزًا على مستوى الشرق الأوسط، وأنها خرّجت خلال مسيرتها الثرية على مدى 60 عامًا منذ تأسيسها نحو 40 ألف خريج، وأن خريجيها يشغلون الوظائف القيادية في الوزارات والشركات. وكثير منهم أصبحوا رؤساء تنفيذيين. ونوّه بأن الجامعة كانت وستظل طرفًا رئيسًا في نهضة المملكة وتوجهاتها المستقبلية. كما أن الجامعة أنجزت هذا العام خطوة نوعية ضمن جهود تمكين المرأة والانطلاق للمستقبل، بأن فتحت - ولأول مرة في تاريخها- المجال أمام الطالبات لدراسة "البكالوريوس".
علاقة متكاملة
وفي معرض حديثه عن علاقة الجامعة بأرامكو السعودية، قال الناصر إنها علاقة متميّزة ومتكاملة قائمة على التعاون والتعاضد والمصلحة المشتركة. فهي الأقرب إلى أرامكو السعودية، وهي مهتمة بالتخصصات الهندسية التي هي جوهر عمل الشركة. وفي الأعوام العشرة الأخيرة، زاد الاهتمام المشترك بتطوير منظومة الأبحاث والابتكار. وتفخر أرامكو السعودية بدعمها للجامعة منذ بداية إنشائها، وبالمقابل استفادت الشركة بتوظيف آلاف المهندسين المتميزين من خريجيها، الذين أسهموا بفاعلية وعطاء منقطع النظير في تطور أعمالها وتوسعها.
وذكر المهندس أمين الناصر أن من دواعي الفخر تبوء جامعة البترول المرتبة الأولى عربيًا في عدد براءات الاختراع، وأن الكلية الجديدة لعلوم الأرض وهندسة البترول حققت المرتبة 7 في التصنيف العالمي، وأن أرامكو السعودية تعتز أن هذه الكلية هي واحدة من ثمرات التعاون بينها وبين الجامعة، معربًا عن تطلعه بأن تكون الجامعة خلال السنوات القليلة القادمة من بين أفضل 100 جامعة على مستوى العالم.
جدير بالذكر أن جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تأسست في العام 1963م، ومنذ تأسيسها إلى هذا اليوم، رفدتْ المملكة بكوادر مؤهلة ومنتمية لهذا الوطن، وتخصصات أسهمت في صناعة المملكة الرئيسة في النفط والطاقة.