ضمن الفعاليات المصاحبة لمسابقة (أقرأ) في دورتها السابعة، أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، "معرض الكتاب للأطفال" في نسخته الأولى، وذلك في الفترة من 5 إلى 10 ربيع الأول 1443هـ، (11 – 16 أكتوبر 2021م)، وسط مشاركة دولية من دولة بلجيكا للاطلاع على الثقافة البلجيكية عن كثب والاحتفاء بالإسهام البلجيكي في مجال أدب الأطفال، عبر شخصيات ألهمت أجيالًا من القرّاء الصغار مثل (تان تان) و( السنافر)، إلى جانب استضافة 10 دور نشر محلية وإقليمية وعالمية مختصة في أدب الطفل، حيث يستهدف المعرض الأطفال من عمر 4 سنوات حتى 14 سنة، وذلك عبر سلسلة من البرامج والفعاليات وورش العمل واللقاءات المتنوعة، التي تناسب الأطفال وذويهم، ويهدف إلى إلهام الأطفال وتنمية حب القراءة والاستطلاع لديهم، إلى جانب تعزيز الجانب القرائي بطرق حديثة ومتنوعة.
رعاية المواهب الناشئة
وخلال كلمته الافتتاحية لمعرض الكتاب للأطفال، ذكر مدير البرامج في المركز، أشرف فقيه، أن القراءة فعل حضاري في المقام الأول ولا يختص بفئة دون أخرى، موضحًا أن المعرض جاء ليلبي متطلبات القرّاء الصغار؛ احتفاءً بقرائتهم وتعزيزًا لقدراتهم. كما أشار إلى أن المركز سلّط الضوء على هذه الفعالية؛ استكمالًا لدوره في (مسابقة أقرأ) في دورتها السابعة، التي تُعد ضمن البرامج الإثرائية التي يقيمها كل عام.
كما استعاد فقيه شريط الذكريات للأفلام الكرتونية والقصص القصيرة وأحداثها المُشوقة التي رسخت في الذاكرة، وباتت علامة فارقة في عالم الطفولة، حيث شكَّلت تلك القصص الإثرائية وعيًا وثقافة تركت تأثيرًا على الأجيال، ولا يزال تأثيرها إلى يومنا هذا، موضحًا أن دار المعارف من أوائل دور النشر التي ترجمت لنا الذكريات الزاخرة باللغة العربية؛ لتصبح فنًا متوارثًا، مشيرًا إلى أن الفعاليات المصاحبة للمعرض تخاطب أطفالنا وجميع أولياء الأمور؛ لنضع أقدام صغارنا على بداية الطريق، في وطن الإبداع والثقافة والفن، ومُعربًا عن شكره لدور النشر المحلية والعالمية المشاركة في المعرض.
شراكة ثقافية دولية
من جانبها، قالت السفيرة البلجيكية في المملكة، دومينيك مينور: "إنه لشرف خاص لي ولبلجيكا أن يتم اختياري هنا اليوم، بمناسبة افتتاح معرض الكتاب للأطفال وفي مركز إثراء المرموق". وأضافت: "الدور الذي يلعبه إثراء فريد من نوعه، فهو يسلط الضوء على الجواهر الثقافية والمخفية للمملكة ويلهم العقول ويمكِّن المواهب". كما أشادت بدور إثراء في تعزيز ثقافة القراءة الجيدة بين جيل الشباب.
إلى جانب ذلك، تناولت مينور خلال كلمتها العلاقات بين البلدين التي بدأت من عام 1919م، منوهة في الوقت ذاته بعمق الشراكات فيما بينهما على مر التاريخ، ومشيرة إلى أنه خلال حقبة تاريخية عريقة تم التعاون عبر مختلف المجالات، ومنها الجانب الثقافي الذي يُعد إرثًا حضاريًا للأمم، فكانت المنظومة الثقافية بين البلدين، مثالًا حيًا وحقيقيًا يكشف عن أهمية تلك القطاع لما له من تأثير مستدام.
أصغر مؤلفة في العالم
ويستمر "معرض الكتاب للأطفال،" الذي يعد الأول من نوعه على مستوى المنطقة الشرقية، على مدى 6 أيام متواصلة، ليقدّم للأطفال مجموعة من الأنشطة التفاعلية، بالإضافة إلى باقة متنوعة من البرامج وورش العمل واللقاءات الحية، التي تهدف إلى رعاية المواهب منذ سن مبكرة، إلى جانب توسيع مهارات القراءة والإنتاج والتبادل المعرفي من خلال بناء مفاهيم تعزز مهارة القراءة والاستطلاع، عبر بيئة محفزة على الإنتاج وتبادل المعرفة.
وإيمانًا بقدرات الأطفال، واحتفاءً بإنجازاتهم الأدبية يستضيف المعرض الروائية، ريتاج الحازمي، التي حصدت لقب أصغر مؤلفة روايات في العالم، حيث تروي تجربتها للأطفال قبل حصولها على اللقب وبعد حصولها عليه.
المؤلف والحكواتي
واستكمالًا لتعزيز دور المكتبة وغرس ملكة القراءة، خصص المركز أنشطة تفاعلية منها "مكعبات الحكاية"، التي تهدف إلى تعليم الأطفال أسس كتابة القصص عبر اللعب، حيث خصص المركز لعبة تعليمية شهريًا، بهدف تطوير المهارات المتعلقة بالابتكار والخيال وتعزيز روح المشاركة والتعاون ضمن الفريق، فيما سيتم توقيع كتاب"جمانة التي كبرت بما يكفي"، للكاتبة سلمى بوخمسين، كما ستقرأ الكاتبة قصة للأطفال مع فتح باب الحوار والنقاش حول القصة وعناصرها، بما يتوافق مع إمكاناتهم.
وللحكاية والحكواتي حضورٌ مغاير داخل المعرض، حيث سيتم تنفيذ عدة ورش عمل متنوعة منها ورشة عمل بعنوان "أنت الحكواتي"، التي تأتي لتعلِّم الأهالي كيفية اختيار الوقت والمكان المناسبين لقراءة القصة، وكيفية قراءتها بطريقة تثير شغف الأطفال وتعلُّقهم بالقراءة لا سيما القصة، إلى جانب ورشة "اصنع مكتبتك الخاصة"، المخصصة لأولياء الأمور، وهي تتناول طريقة بناء وترتيب رفوف المكتبة بطريقة إبداعية.