المؤتمر الدولي الأول لعلوم الأرض التطبيقية والطاقة يعزِّز التعاون بين خبراء علوم الأرض

بدافع الرغبة في التصدي للتحديات التي فرضتها جائحة كورونا، ولتلبية الطلب العالمي على الطاقة في ظل المتغيرات التي يشهدها القطاع، اجتمعت ثلاث جهات تُعنى بعلوم الأرض في المؤتمر الدولي الأول لعلوم الأرض التطبيقية والطاقة، (إيميج 2021)، الذي عُقد حضوريًا وعبر الإنترنت في مدينة دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، في الفترة من 26 سبتمبر إلى 1 أكتوبر 2021م.

وكانت أرامكو السعودية راعيًا ماسيًا للمؤتمر، الذي شارك فيه حوالي 6000 شخص بالحضور شخصيًا أو عن بُعد، حيث سعت خلاله كلٌّ من الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول، وجمعية جيوفيزيائيي التنقيب، وجمعية جيولوجيا الرسوبيات، إلى تعزيز التعاون بين المتخصصين في علوم الأرض، في إطار السعي لابتكار حلول جديدة لمواجهة تحديات الطاقة.

ويأتي هذا المؤتمر في إطار اتفاقية بين الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول، وجمعية جيوفيزيائيي التنقيب، لعقد اجتماعات سنوية مشتركة على مدار خمسة أعوام مقبلة. وأوضح منظمو المؤتمر أن هذا الحدث يُعد شاهدًا على التعاون المتزايد في القطاع، مع مزيد من التركيز على العلوم والدور الذي يمكن لها أن تلعبه في هذا الصدد.

الطاقة في عالم الاستدامة

وتضمن المؤتمر، الذي امتد سبعة أيام، أكثر من 1200 عرض توضيحي فني في 200 جلسة، إلى جانب عديد من ورش العمل، وتسع دورات تدريبية قصيرة، وخمس زيارات ميدانية، وعديد من فعاليات التواصل.

وفي كلمتها الافتتاحية، قالت خبيرة الجيولوجيا، ومسؤولة البحث والتطوير في أرامكو الأمريكتين، ورئيسة الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول، غريتشين غيليس: "العالم يعتمد على الطاقة، ونحن جميعًا نعمل ضمن هيئات تُسهم في توفيرها، حتى في ظل تغير تطلعات المجتمع بشأن مزيج الطاقة في العالم".

وأشارت غيليس إلى التغيرات الجارية في المؤسسات المهنية والشركات والدول، وغيرها من الهيئات، من حيث تبني أهداف الاستدامة، مشيدة بلجنة التنمية المستدامة التابعة للجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول، وجهود أعضائها في كافة أنحاء العالم لتعزيز الاستفادة من التقنيات التي توفر طاقةً أكثر رعاية للبيئة.

وفي الاتجاه نفسه، تخطِّط الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول لعقد دورة أخرى من مؤتمر استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه العام المقبل في مدينة هيوستن الأمريكية، بعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر خلال العام الحالي.

كما وضع أعضاء جمعية جيوفيزيائيي التنقيب أطلسًا للاستدامة الجيوفيزيائية، يربط التطبيقات والممارسات الجيوفيزيائية بالأهداف السبعة عشر للأمم المتحدة فيما يرتبط بالتنمية المستدامة، وذلك لتوضيح القيمة التي يمكن للجيوفيزياء أن تُضيفها لتحقيق تلك الأهداف.

يفتح المؤتمر أفقًا جديدًا للتعاون بين كافة أطراف قطاع الطاقة، ويسلّط الضوء على الدور الذي تلعبه علوم الأرض في مواجهة التحديات العالمية الراهنة.

إسهامات متنوعة

من جانب آخر، شهد حفل توزيع الجوائز تكريم  عدد من خبراء علوم الأرض في أرامكو السعودية، حيث حصل نائب الرئيس الأسبق للتنقيب في أرامكو السعودية، الأستاذ محمود عبدالباقي، على جائزة ميشيل هالبوتي للتميُّز في القيادة، التي تمنحها الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول، بينما مُنح نائب الرئيس للتنقيب، الأستاذ مسفر الزهراني، عضوية الشرف نظير إسهاماته في مجال علوم جيولوجيا البترول.

كما شاركت أرامكو السعودية بتقديم 25 بحثًا فنيًا، في حين قدّم باحثون من مركز أبحاث أرامكو السعودية في هيوستن عروضًا حول موضوعات من قبيل التنبؤ بالتصدعات الطبيعية، وتطبيقات تعلم الآلات.

إلى جانب ذلك، قدّمت الشركة دعمها لثلاثة برامج مجتمعية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، هي: برنامج (إيفولف) التابع لجمعية جيوفيزيائيي التنقيب، لتقديم تدريب افتراضي لطلاب العلوم الجيولوجية، وبرنامج  (علماء جيولوجيا بلا حدود)، الذي يُركِّز على التطبيقات الإنسانية للعلوم الجيولوجية لمساعدة المجتمعات في العالم، وبرنامج الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول لتدريس العلوم التطبيقية، الذي  يستقطب طلاب ومدرسي المدارس الثانوية لتعزيز اهتمامهم بعلوم الأرض.