شعر/ حوراء الهميلي
سبتمبر 2021م
هنالك حذوَ القلبِ،
يمتد ساحلُهْ
تثاءبَ في صدري فَرَفَّتْ سنابلُهْ
سريرٌ مِن الأحلامِ
والضوءُ حارسٌ
على جفنِه مرَّت خفيفًا أناملُهْ!
إلى حين أنْ تصحو الحقولُ بصدرِه
سيُنْبِتُ وردًا تشتهيه جداولُهْ
شهيًّا كطعمِ الحبِّ في شكلِ قُبلةٍ
تناهيدُها فوقَ الشفاهِ تغازلُهْ
سماواتُه الزرقاءُ
بحرٌ مؤجلٌ
يبلِّلُ أنفاسَ المحبينَ هاطلُهْ
عصافيرُه سربُ الكلامِ،
بريدُه
مُعَذَّبَةٌ باسمِ الحنينِ رسائلُهْ
يُنيخ ركابَ الوردِ …
أوتادُ عطرِه / الخزامى
وفي صحراءِ روحي قبائلُهُ
وما الرملُ إلا هاجسٌ في ضميرِه
تغنِّيه ريحٌ
والأغاني خلاخلُهْ
على أرضهِ تعدو الحكاياتُ
مثلما تسابقُ في سهلٍ عشيبٍ أيائلُهْ
له
في مرايا العمرِ وجهُ طفولتي
ملامحيَ السمراءُ،
شعري،
جدائلُهْ
له
صوتُ أمي،
في تهدُّجِ بوحِها
عروجٌ خفيٌّ باركته نوافلُهْ
له شهقةُ الحناءِ في كفِّ جدتي
إذا خضَّبت لونَ المغيبِ خمائِلُهْ
له ما لقلبي …
كلما الليلُ طاف بي
أعودُ إلى وجهي القديم أسائلُهْ:
على أيِّ كونٍ عبقريٍّ تنزَّلتْ
بدورُك حتى تصطفيها منازلُهْ؟
وهل كان معنىً مطمئنًّا تريدُه؟
برغمِ تباريحِ الجراحِ تناضلُهْ
وهل كان وعدًا
في ابتهالاتِ عشقِه
بأيِّ كتابٍ بعد هذا تباهلُهْ؟
وأي مصيرٍ ترتجي غيرَ عطفِه
وفي جيبِه حلمُ الخلودِ تطاولُهْ
متى احتجتَ أنْ ترنو إليه؟
وكلما تناديهِ مِن أقصاكَ
يرتدُّ قائلُهْ :
أناكَ أنا
وَهْمُ السرابِ / حقيقةٌ
تشهَّتْكَ
يا ماءً سيظمَأُ حاملُهْ
محاولةٌ تكفيه؟!
لا يُكتفى بها
فحتَّام يا قلبي الصغير تحاولُهْ؟!!
طفولتُه الخضراءُ
دربٌ معبدٌ
إلى الحبِّ
حيث الحبُّ قد عزَّ نائلُهْ
أبٌ / طينُه القدسيُّ
والأمُ / واحةٌ
تؤمُّ بساتينَ الحياةِ فسائلُهْ
هوَ البيتُ
بيتُ الروحِ
والقلبُ طفلُهُ
ونحن وأشعاري الصغار عوائلُهْ
ركضتُ إلى النبعِ اغتسالًا
تلوثتْ خطايَ وطيني جلَّلَتْه رذائلُهْ
وما ثم نبعٌ هادرٌ غير جودِه
يشقُّ طريقًا تستحيلُ مداخلُهْ
وما ثم عزفٌ هادئٌ غير صوتِه
يناجيه عشِّي؛
كي تؤوبَ بلابلُهْ
أشدُّ رحالَ النورِ
يحملني السُّرى
إلى وطنٍ تُغري الجمالَ جمائلُهْ
إذا ابتزَّني سيفُ الحنينِ أنازلُهْ
يقاتلني بالحبِّ، والحبُّ قاتلُهْ!