«إثراء» يُطلق برنامج «أقرأ».. ويُعيد القرَّاء إلى عصر (الكتبيّة)
أعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) عن فتح باب التسجيل للمشاركة في برنامج إثراء القراءة «أقرأ» بنسخته السابعة، الذي يأتي بحزمة من الفعاليات، وثلاثة مسارات للمسابقة تستهدف كلًا من طلاب وطالبات المراحل التعليمية، والمترجمين والمعلمين في المملكة، وهي مسار (قارئ العام) و(سفراء الترجمة) و(سفراء القراءة).
فعاليات متنوعة
وشهدت المسابقة على مدار ست دورات سابقة إقبالًا كبيرًا من الشباب والفتيات من مختلف الفئات العمرية، حيث تسعى إلى تحفيز القراء والقارئات، وتسليط الضوء على ثقافة القراءة بين أوساط المجتمع، إذ شارك في المسابقة منذ نسختها الأولى عام 2013م أكثر من 50 ألف مشارك ومشاركة من مختلف أنحاء المملكة.
كما يضم برنامج إثراء القراءة لهذا العام حزمة من الفعاليات الثقافية العامة، ومن بينها «أسفار أقرأ» التي ستُعقد في مدن مختلفة حول المملكة وهي: حائل والرياض وجازان، إلى جانب تنظيم ماراثون القراءة في مكتبة إثراء، ومعرض كتاب للطفل يُقام لأول مرة في المركز، إضافةً إلى نشر المحتوى الثقافي من خلال موقع البرنامج ومنصاته الإعلامية المتعدّدة.
معرض الكتب المستعملة
إلى جانب ذلك يتضمن البرنامج معرض (الكتبيّة)، وهو معرض لمقايضة الكتب، ينظمه المركز للمرة الأولى، بهدف إعادة تدوير الكتب بين القراء ومنحهم فرصة الاستفادة من الكتب المقروءة باستبدالها بكتب أخرى، ليعيد (الكتبيّة) إحياء فكرة سوق الكتبيين الذي كان يهتم بالكتاب المستعمل.
ومنذ اليوم الأول بدت حماسة القراء العالية في مقايضة كتبهم بأخرى، مما عكس حالة فريدة من التبادل الثقافي والمعرفي بين القراء، الذين يختلفون في ذائقتهم القرائية ويتفقون في فكرة تبادل الكتب، بما يضمن انتقال محتواها الثمين من فرد لآخر، على أن يكون الحد الأعلى المسموح إحضاره للمقايضة هو 10 كتب.
ليس هذا كل شيء، إذ يشتمل (الكتبيّة) كذلك على خمس منصات لتوقيع الكتب مع نخبة من الكتاب، الذي يشاركون بأحدث إصداراتهم، ليكون الزوار على موعد معهم يوميًا في تمام الثامنة مساءً، وذلك حتى نهاية هذا الأسبوع الزاخر ثقافيًا ومعرفيًا، مما جعل القراء يجمعون بين المقايضة واقتناء كتب مزينة بتواقيع كُتابها.
الشغف بالكتاب
ويبدو مسمى المعرض لافتًا، وهنا يوضح المستشار الثقافي لمركز (إثراء)، طارق الخواجي، أن (الكتبيّة) تسمية تدل على مقايضة البضائع بالكتب، مبينًا أن المعرض قائم على فكرة عدم دفع أي مبلغ مالي للحصول على أي كتاب، بحيث يتسنى للقارئ العثور على كتاب كان يبحث عنه، أو يكون اكتشافًا جديدًا بالنسبة له مما تقع عيناه من الكتب المعروضة للمبادلة.
وأشار الخواجي إلى أن أهمية (الكتبيّة) تزداد بالنظر لافتقار المنطقة الشرقية إلى المكتبات المتخصصة ببيع الكتاب المستعمل، مبينًا أن المعرض يعكس فكرتين رئيستين، الأولى متعلقة بالقارئ الشغوف الذي جاء للبحث عن كتاب يثير اهتمامه، والثانية تحمل جانبًا إنسانيًا حين يضع القارئ في حسبانه أن يوفر الكتاب الجيد للآخرين.
ولا ينضوي ذلك على فكرة التخلص من الكتب الرديئة واستبدالها بأخرى جيدة، كما يؤكد الخواجي، بقدر ما هي تدفع القارئ الراغب في مشاركة الآخرين قراءاته والحصول على قراءات جديدة. وبسؤاله عن مشاركة الكُتاب في منصات توقيع الكتب، يقول: «أعتقد أن الجزء المفقود في المشهد الثقافي هو القدرة على الوصول للكاتب والتحاور معه حول نتاجه، لذا فهي فرصة سانحة أوجدناها اليوم في (الكتبيّة)».
للقارئ العربي
ومن ضمن المشاركين في منصات توقيع الكتب في المعرض، رئيس دار (أدب) للنشر والتوزيع، الدكتور عبدالله السفياني، وذلك ضمن كتب إصدارات (أدب) في مبادرة إثراء المحتوى، مؤكدًا أن (إثراء) أصبحت عينًا وطنية عالمية على الثقافة. وتحدث عن مشاركته باسم دار (أدب) قائلًا: «هذه المبادرة تأتي من أجل ترجمة عدد من الكتب المميزة والمهمة في مجالات مختلفة من المعرفة، في الفلسفة والفكر والثقافة والسير الذاتية والمذكرات والفيزياء والعلوم وغيرها من النواحي العلمية التي يحتاجها القارئ السعودي والعربي».
وأفاد السفياني أن هذا المشروع قدم إلى الآن 10 إصدارات، واصفًا كل إصدار بأنه درة من الدرر التي احتفى بها القارئ العربي، وتشاركها كثير من المثقفين عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقنوات الإعلام. وأشاد بالأسبوع الثقافي الذي يعيشه مركز إثراء حاليًا، تزامنًا مع انطلاقة مسابقة إثراء للقراءة (أقرأ).
وفي جولة بين أروقة (الكتبيّة) بدت الدهشة مختلطة مع الفضول والشغف، إذ تقول القارئة ياسمين المحمود: «كنت أبحث عن رواية سيدات القمر لجوخه الحارثي التي نفدت من المكتبات، وحصلت عليها اليوم!». وتكرر الأمر مع زوار آخرين ممن وجدوا ضالتهم في هذا المعرض الذي فتح شهية القراء لتبادل قراءاتهم ومعارفهم.
لمعرفة المزيد حول البرنامج اضغط هنا.