أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) برنامج الاتزان الرقمي «سينك»، وذلك يوم الثلاثاء 30 محرم 1443هـ (7 سبتمبر 2021م)، بهدف التأثير على المجتمع برفع الوعي فيما يخص ممارسة العادات الرقمية السليمة، ومعالجة الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي؛ لتقديم رؤية قيادية للعالم الرقمي الجديد في مرحلة ما بعد الجائحة، كما سيتم عقد القمة العالمية في 3 جمادى الأولى 1443هـ (7 ديسمبر 2021م) وسط حضور نخبة من الخبراء والمؤسسات المحلية والعالمية.
الابتكار وارتباطه بالتقنية
ويأتي برنامج الاتزان الرقمي، الذي يتضمن منصة رقمية وعديدًا من البرامج والندوات المتنوعة، كجزء من جهود إثراء المستمرة في تسريع وتمكين الابتكار من خلال استخدام التقنية الحديثة، حيث أطلق المركز في الفترة الماضية برنامج «الحلول الإبداعية»، الذي يهدف من خلاله إلى أن يكون رائدًا في المشاركة الإيجابية بموضوعات التقنية والأدوات التي تدعم الأعمال المبتكرة والإبداعية، إذ تشغل التقنية والتطبيقات اليوم حيزًا كبيرًا من حياة الأفراد، كما أنها تلعب دورًا مهمًا في جودة الحياة بمختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والفنية والاقتصادية؛ ممّا دفع مركز «إثراء» لأخذ هذه الخطوة الفارقة لدراسة عالم التقنية وأثرها على حياة المستخدمين؛ سعيًا إلى تعزيز الوعي حول استخدام التقنية، مما يسمح للمستخدمين بالحصول على الفائدة من عالم الإنترنت، وتقليل الأضرار التي تسببها التقنية، كاضطراب النوم على سبيل المثال.
الجانب المظلم للعالم الرقمي
وأكّدت الدراسات البحثية، التي أجراها المركز بالتعاون مع مؤسسة (بيرسون كون وولف)، أن الاستخدام الرقمي المفرط أصبح أمرًا مُقلقًا على مستوى العالم والمنطقة، حيث استعرض البحث النتائج التالية:
- يقوم %40 من الجيل الذي يلي جيل الألفية بخداع أصدقائهم وأفراد أسرهم عن المدة التي يقضونها على الإنترنت.
- يقضي الجيل الذي يلي جيل الألفية، وسكان جنوب آسيا والشرق الأوسط وقتًا أطول مما يجب على الإنترنت.
- يؤثر التنمر الإلكتروني على قرابة %34 من الأشخاص في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- يقوم بعض الأشخاص باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكلٍ فردي، كتصفّح المنشورات دون التفاعل والتعليق؛ مما يولد لديهم الشعور بالوحدة.
- يؤدي استقبال التنبيهات من وسائل التواصل الاجتماعي عبر الهاتف المتنقل إلى حالة «ترقُّب للحدث»، وزيادة نسبة هرمون الدوبامين في كل مرة يتلقّى فيها المستخدم رسالة مُفرحة، حيث تزودنا وسائل التواصل الاجتماعي بسلسلة من المحفزات الإيجابية والسلبية التي لا تنتهي.
تدشين انطلاقة البرنامج
وقد تضمن حفل التدشين جلسة حوارية أدارها المستشار الثقافي للبرامج في مركز «إثراء»، طارق الخواجي، واستضاف من خلالها رئيس وحدة الرؤى السلوكية في وزارة الصحة، الدكتور محمد الحاجي، والأستاذ المساعد في تخصص علم النفس في جامعة الملك سعود الدكتورة هيلة السليم.
وقال مدير مركز إثراء بالوكالة، الأستاذ عبدالله الراشد: «تلعب التقنية دورًا حيويًا في المجتمع، إلا أننا وصلنا إلى نقطة انعطاف تحتّم علينا حماية المستخدم اليوم، إذ ينبغي علينا فهم القضايا والمشكلات التي تواجهنا في استخدام التقنية، حيث توصل البحث الذي أجراه المركز إلى أن هناك اعتمادًا مفرطًا على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي لدى أكثر من نصف سكان العالم، ونحن نسعى في إثراء إلى تحسين استخدامات التقنية بهدف إحداث تأثير إيجابي وملموس على التنمية البشرية».
وأكد الراشد أن التحدي الذي يواجهنا جميعًا هو تسخير التقنية وجعلها تعمل في صالحنا، حيث يمكننا الوصول إلى كتب المكتبات والمحادثات الفاعلة من خلال الأجهزة المحمولة الصغيرة، ولكن لدينا مخاوف حول كوننا مقيدين أمام الشاشات والأجهزة مما يعرِّض صحتنا للخطر؛ فالتقنية الرقمية خادٌم جيد، لكنها سيد رديء.
واختتم حديثه بقوله: «لا توجد إجابات بسيطة أو سهلة، لقد رأينا فائدة الأدوات الرقمية ومساعدتها في توفير التعليم والمعلومات والثقافة أثناء الجائحة، وفي المقابل رأينا تأثيرًا غير صحي كالتنمّر الإلكتروني، والسعي الدؤوب للحصول على الإعجاب بما يؤثِّر على صحة الأفراد العقلية».