تحت شعار "الكون وأبعد من السماء"..
مئات الأطفال المبدعين يستكشفون المجرات والكواكب في مخيم إثراء الصيفي
اختتم مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) مخيمه الصيفي، الذي جاء تحت شعار "الكون وأبعد من السماء"، مستهدفًا 545 مشاركًا، حيث خاض الأطفال، ذكورًا وإناثًا، من عمر 4 سنوات حتى 12 سنة، خلال 10 أسابيع متواصلة، مغامرة شيّقة في استكشاف الفضاء والمجرات والكواكب عبر باقة متنوعة من ورش العمل والأنشطة التفاعلية، التي قدّمت باللغتين العربية والإنجليزية، وذلك بهدف تنمية شغفهم ومهاراتهم الشخصية، إلى جانب استثمار أوقاتهم بتنمية وتطوير مواهبهم خلال فترة الإجازة الصيفية.
وتضمنت فعاليات "مخيم إثراء الصيفي"، ستة مسارات متنوعة ذات طابع تعليمي مميَّز، هي: "الموسيقى ما وراء السماء"، و"عميل الفضاء"، و"مرشد الكواكب"، و"رحلة إلى المريخ"، و"كنز الفضاء"، ومسار " ما بين النجوم". وأعدّ المخيم لكل مسار هدفه ورسالته التي يسعى من خلالها إلى توفير بيئة محفّزة على الإنتاج، وتبادل المعرفة وحب الاستطلاع ورعاية المواهب منذ سن مبكرة، كما تعرف المشاركون على مهارة الإقامة والاستيطان في الفضاء، واستكشاف وبناء مفاهيم مختلفة حول البيئات الفضائية.
ملاذٌ موسيقي
وقدّم المخيم الصيفي عبر مسار "الموسيقى ما وراء السماء" تدريبًا مكثفًا للأطفال على ألوان الموسيقى والأصوات الفضائية وبيئاتها؛ لتطوير الألحان وتجسيدها بأداءٍ موسيقيّ، إلى جانب تعلمهم أساسات الموسيقى من خلال المقاطع الموسيقية التي صقلت مواهبهم وغذّت مهاراتهم السمعية.
وتطرقت والدة الطفلة مايا عبد القادر، معلّقة على تفاعل ابنتها البالغة من العمر 8 سنوات، إلى الفائدة والتطور الملموس في المهارات الموسيقية لدى الطفلة بعد إكمالها لـ "مخيم إثراء الصيفي"، حيث وفّر المخيم فرصًا عديدة للتعليم والتطوير وصقل المهارات من خلال تقديم مقطوعات موسيقية متنوعة. كما أوضحت أن اهتمام مايا بالآلات الموسيقية بدا واضحًا منذ سن الثالثة حيث كانت القيثارات خيارها الأول، وبدأت العزف عليها إلى أن أصبحت لعبتها المفضلة منذ ذلك الوقت. ومع تقدمها في السن ودخولها إلى المدرسة، ساعدتها دروس الموسيقى التي تلقتها في فهم كيفية اختلاف أصوات الآلات الموسيقية وعملها؛ مما أدّى إلى استمرارها في تعلّم الموسيقى والتركيز على الإيقاع واللحن.
أما والد الطفلة جواهر الطيار، التي تبلغ من العمر 7 أعوام، فذكر أن "مخيم إثراء الصيفي" لبى رغبة ابنته في الحصول على ملاذ موسيقي آمن تحفّز به شغفها وطموحها من خلال تدريبها المكثّف على آلات الإيقاع الموسيقية المختلفة، موضحًا أن هذا الاهتمام من ابنته بعالم الموسيقى بدأ يظهر منذ سن الخامسة عندما كانت تستمع إلى الموسيقى الكلاسيكية.
رسم الكواكب.. وريادة الفضاء
كما قدّم المخيم الصيفي عبر مسار "مرشد الكواكب" كثيرًا من الأنشطة التفاعلية المتعلقة بالفضاء، حيث تدرَّب المخيمون على رسم المجرات والكواكب الفضائية بطرق علمية متعددة، كما تعرفوا على المجرات، والنظام الشمسي، والكواكب والنجوم.
وتدرب المشاركون عبر مسار "عميل الفضاء" مع طاقم سفينة فضائية انطلقت إلى المريخ، حيث مكنتهم من أن يكونوا رواد فضاء من خلال لعب أدوار مختلفة، وتطوير الخطط للانطلاق واكتشاف بيئة الكوكب الأحمر والعثور على فرص الحياة عليه. وأسهمت تلك الأنشطة العلمية والتفاعلية المتعددة في صقل مواهب المخيمين وعززت شغفهم بالكواكب والمجرات، كما وسّعت من إدراكهم ومعرفتهم بمهارات الإقامة والاستيطان في الفضاء.
جديرٌ بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، يولي أهمية بالغة لفئة الأطفال من خلال تصميم برامج معرفية وإبداعية، تسهم في إشباع شغفهم وبناء مهاراتهم منذ سن مبكرة، سعيًا منه لبناء جيل متمكّن وقادر على صناعة المستقبل في المملكة، حيث اختُتم المخيم الصيفي بعد أن أسهم في صقل مواهب الأطفال بتقديم زخم هائل من المعلومات والمعرفة المتجددة في مجالات العلوم والفنون، وسلسلة من الدورات التدريبية والأنشطة التفاعلية المتنوعة.