شرفة الذاكرة
شرفة الذاكرة: نظرة على إنجازات أرامكو في شهر يوليو من عقد السبعينات في القرن الماضي
برامج تطويرية وجزيرة اصطناعية وعمليات متقدمة للصيانة
لطالما كانت أرامكو السعودية سبّاقة إلى التطوير والاستثمار في الإنسان والمستقبل وذلك لم ليكون لولا الشغف الدائم والتفاني في البحث والابتكار، فمنذ البدايات، وعبر كل العقود من عمر أرامكو السعودية، هناك عمل مستمر وانجازات تتحقق وشغف متنامي. وفي هذه السلسلة من "شرفة الذاكرة" نختار عقد السبعينات من القرن الماضي لنلقي نظرة على أرشيف نشرة قافلة الزيت ونستعرض بعض تلك الأخبار التي وثقت تلك الإنجازات.
برنامج لتبادل خبراء أبحاث الزيت
انضمت أرامكو السعودية "لبرنامج تبادل خبراء أبحاث الزيت"، وذلك من أجل تبادل خبراء ومهندسي مكامن الزيت مع أكثر الشركات تقدمًا في صناعة الزيت وقتها، في سبيل تطوير هذه المكامن بأحدث الأساليب العلمية والرياضية، من خلال إجراء الدراسات والأبحاث المعقدة لمعرفة طرق تكنولوجية واقتصادية، وإنتاج أكبر كمية من الزيت.
فالتحق هاري براون كبير مهندسي مكامن الزيت المتعاون بشركة (أسو) لأبحاث الإنتاج في هيوستن في تكساس، وشارك في تطوير طريقة رياضية مثلى لتحسين الأساليب التكنولوجية التي استعملتها أرامكو لمعرفة سلوك المكامن، علاوة على اطلاعه على أحدث التطورات في أبحاث المكامن والتي بلا شك عادت بالنفع على الشركة، حيث يُعد هاري من خيرة خبراء أرامكو والذي بنقل خبرته ذات التسعة عشر عامًا في صناعة الزيت واستعمال الآلات الإلكترونية.
وصول الجزيرة الإصطناعية رقم 4 إلى رأس تنورة
من اليابان إلى رأس تنورة، جزيرة اصطناعية تقطع 900 ميل لتصبح جزءًا من أكبر مرافق شحن الزيت في العالم، فقد استغرقت رحلة الجزيرة أربعين يومًا للوصول، إذ أنها ستكون قادرة على استقبال الناقلات الضخمة التي تتراوح حمولتها الواحدة ما بين 150 و500 طن وبمعدل ناقلتين في آن واحد، وبهذا المعدل ساهمت هذه الجزيرة في رفع طاقة الشحن.
زُودت الجزيرة برافعة لها ذراع، وأربعة أبراج لمراقبة أذرع التحميل الإثني عشر، والتي تعتبر ثمانية منها أكبر أذرع التحميل في العالم، كما أن قعر المنطقة الوسطى من الجزيرة يحتوي على ضاغطة للهواء ومضخات من مختلف الأحجام ومحطة فرعية للكهرباء وخزانات للماء وخزانات لرغوة إطفاء الحرائق، فضلًا عن الأجهزة العائمة للتعويض عن أي خلل فجائي في الحالات الطارئة.
عملية متطورة لصيانة الأنابيب تحت الماء
صيانة الأنابيب القابعة تحت الماء لم تكن عملية يسيرة، إلا عندما أجرت أرامكو السعودية أول عملية لحام فريدة من نوعها لأحد أنابيب شحن الزيت الخام الموجود تحت الماء في المنطقة المغمورة بالجعيمة، فقد اتسمت هذه العملية بقدر من الدقة والاتقان، وكانت أكثر الأساليب تطورًا في صيانة أنابيب الزيت المغمورة في ذلك الوقت، وفي المقابل فإن هذه العملية التي أُنجزت تحت الماء قد وفرت الكثير من الوقت والجهد والتكاليف الباهظة.
كما أن أرامكو السعودية بَنَت ولأول مرة في 1977م غرفة فولاذية لا ينفذ إلها الماء، بحيث جرى إنزال هذه الغرفة إلى خط الأنابيب المراد صيانته على عمق 110 قدم، لكي يتمكن الغواصون اللحامون بإصلاح العطل وكأنهم على اليابسة لا تحت الماء، وتجدر الإشارة إلى استعمال كرة اللحام للمرة الأولى، وهذا أيضًا أسلوب متطور للصيانة.
جهاز جديد لثقب الأنابيب
لا تنفك أرامكو السعودية من احضار أحدث الأجهزة وأطور التقنيات لتسهيل عملية اخراج النفط، وذلك سعيًا لتوفير الأموال وتقليل الجهود المبذولة والتسهيل على موظفينها، حيث أنها استقطبت أحدث ماكينة لثقب الأنابيب، والتي تعد واحدة من أضخم خمس ماكينات في العالم في ذلك الوقت، تستطيع هذه الماكينة من ثقب فتحة يتراوح قطرها بين 36 و60 بوصة في أي خط أنابيب من خطوط الضغط دون الحاجة إلى إيقاف تدفق البترول في الأنابيب، وبعد أن تثبت هذه الماكينه على خط الأنابيب غإنها تشتغل بشكل كلي بواسطة جهاز التحكم الأوتوماتيكي من أي منطقة بعيدة.