أيًّا ما كانت لغة الحب التي يفهمها طفلك بشكل أفضل، فهو يحتاج إلى أن يتم التعبير عنها بطريقة واحدة دون قيد أو شرط.
وهناك أمور ينبغي أخذها في الحسبان قبل تعلم لغة حب الأطفال، أولها أن لكل طفل طريقة خاصة لإدراك الحب. وثانيها أن لكل طفل لغة يفضلها من بين لغات الحب، لأنها تشعره أنك تحبه. لكن بقية اللغات سوف تفيده أيضًا. لذا، ينبغي أن تتعلم أن تتحدث هذه اللغات مع طفلك، حتى يصبح شخصًا معطاءً ومحبًا ومسؤولًا، حيث إن جميع جوانب تنمية الطفل تتطلب أساسًا من الحب. أما الأمر الثالث فإن كل طفل يتحدث بلغة مختلفة عن الأطفال الآخرين.
والتحدث بلغة الحب الملائمة لطفلك لا يعني أنه لن يتمرد لاحقًا، ولكن يعني أنه سيعرف أنك تحبه، وهذا يبعث فيه الشعور بالأمن والأمل دومًا. فالطفل الذي يشعر بأنه محبوب حقًا وأنه محل اعتناء، هو فقط من يستطيع أن يقدم أفضل ما لديه. وما لم نتحدث بلغة الحب التي يستخدمها أطفالنا فلن يشعر بها الطفل للأسف.
خزان العاطفة والقيم
ومن أجل إشعار أطفالنا بالحب، هناك ضرورة قصوى لملء خزان طفلك العاطفي والقيمي يومًا تلو الآخر. فحتى لو لم يستخدم الكفل هذا المخزون في اللحظة نفسها، فإنه سيحتاج تلك القيم والآداب عندما يكبر. نحن مسؤولون عن تعزيز حصة أطفالنا ونموهم العقلي والعاطفي، فالاحتياجات العاطفية مهمة بقدر الحاجات الجسدية كالطعام والمأوى والملبس.
وكل طفل لديه خزان عاطفي يزوده بالوقود في جميع مراحل حياته، مثل السيارة بالضبط، حيث يجب إعادة ملء الخزان لأنه يجف بين الحين والآخر. والطفل بخزان عاطفي فارغ يصبح معرضًا لمشاكل مرحلة المراهقة.
حبٌ غير مشروط
السبيل إلى ملء خزان الطفل هو الحب غير المشروط، وهو أن تحب الطفل ليس من أجل ما يفعل فقط، بل بغض النظر عما يفعله أو لا يفعله. وهذا النوع من الحب يمكنه أن يمنع مشكلات عدة، منها الاستياء وشعور الطفل بأنه غير محبوب وشعوره بالذنب والخوف وعدم الأمان.
معظم الآباء والأمهات يحبون أطفالهم، ولكن قليلًا منهم يعرف كيف يوصل هذا الشعور بشكل مناسب. وحينما يتعلم الآباء كيف يحبون دون شروط، سوف يجعلون أطفالهم يعرفون إلى أي مدى هم محبوبون فعلًا. ولهذا ينبغي أن نحب الطفل بغض النظر عن شكله أو إمكانياته أو قدراته أو إعاقته، وأن نحبه بلا توقعات مستقبلية.
كما يفترض بنا أن نعطي ونظهر الحب لأطفالنا طوال الوقت، حتى عندما تكون تصرفاتهم سيئة. كل هذا لا يؤدي إلى إفساد الطفل كما يعتقد البعض، بل يؤدي إلى جعل خزان حبه ممتلئًا، مما يساعده على التجاوب مع توجيه الوالدين دون امتعاض.
وقد تجد من الصعوبة أن تقدم حبًا غير مشروط لطفلك، ولكن عندما تمارس هذا الأمر سترى فوائده بشكل جلي. فقط ثابر واستمر وافعل الشيء الأفضل لأطفالك، حينها ستجد أن لهذا الأمر تأثيرًا رائعًا، كما ستصبح شخصًا أكثر عطاءً ومحبة في جميع علاقاتك.
ولتساعد نفسك في تقديم الحب غير المشروط لأطفالك، تذكر هذه الأمور:
- أنهم أطفال ويميلون للتصرف بما يناسبهم كأطفال.
- أن عديدًا من السلوكيات الطفولية مزعجة بعض الشيء.
- إذا قمت بدورك وأحببتهم بالرغم من سلوكهم الطفولي، فسوف ينضجون ويتوقفون عن طرقهم الطفولية.
- إذا أحببتهم عندما يرضونك فقط، أو عبرت عن حبك لهم فقط في هذه الأوقات، فسوف يشعرون أنهم غير محبوبين. وهذا يدمر صورتهم الذاتية، ويتسبب في قلة تقديرهم لأنفسهم، ويقلل من شعورهم بالأمان.
- إذا أحببتهم دون شرط فسوف ينظرون بإيجابية إلى أنفسهم عند الكبر.