عندما انقدحت شرارة الجائحة، خُيِّل إلينا لوهلة أن الزمن قد توقف، أو أنه امتطى جواده مسرعًا نحو النهاية. وشيئًا فشيئًا، استجمعت روح الإنسان ما تبقى من رباطة جأشها، وأرسلت قُبلة الأمل لتنعش جسدها الصريع على صعيد الخوف والارتباك.
في أمس ليس بالبعيد، طالعنا العيد ونحن رهن المنازل طمعًا في السلامة، وحينها تقلصت مظاهر الفرح والاحتفال إلى الحدِّ الأدنى، لكن شيئًا في أعماقنا كان يبتكر الحِيَل إلى الفرح. يومها، شاركنا مركز (إثراء) بهجة "عيد البيت" بقوافل من فرح جابت أحياء المنطقة الشرقية، كما تُظهر الصورة.
قافلة الأيام سارت سيرها المحتوم، فتغيَّر الحال نحو الأحسن، وأبدع العقل البشري بما ألهمه الله من قدرة كامنة لقاحًا أولًا وثانيًا وثالثًا، وإذا بالعيد يستعيد على مهل ملامح بهجته الكاملة، فانطلقنا نجوب الشوارع بحثًا عن السرور، واشتياقًا إلى حريتنا المسلوبة بيد المرض، وعاد مركز (إثراء) ليفتح أبوابه للزائرين، ويضيء الفرح في قلوبهم من خلال فعاليات متنوعة تُظهر إحداها الصورة في الأسفل.
اليوم، يوشك عيد الأضحى أن يطلُّ علينا من جديد. ثلاثة أعياد مضت منذ حلَّت الجائحة، والإيمان بالأمل يحدونا إلى أعياد قريبة تُشبه الأمس، لا يحتجب فيها الجمال من وراء الكمامات، ولا تُحرم فيها الأيدي نشوة المصافحة. وحتى الغد، سنؤثر السلامة بتدابيرها التي أصبحت جزءًا منا، لا لشيء سوى أن نتشارك فرحة غدٍ الكاملة مع جميع من نُحب.