أساليب البناء القديمة في منطقة نجد

أساليب البناء القديمة في منطقة نجد

في منطقتي الرياض والقصيم، كانت البيوت تُشاد من اللبِن المجفَّف بأشعة الشمس، وهي نادرًا ما ترتفع إلى أكثر من طابقين، ما عدا بعض القصور والقلاع الضخمة، كقلعة المصمك التاريخية في الرياض. ويقوم البناء في نجد حول فناء فسيح، وتعلو جدرانه عن سطحه حوالي مترين أو أكثر، وتُحلَّى الأجزاء العلوية منها بفتحات تشبه فتحات المعاقل والحصون.

وتتميز مباني هذه المنطقة بسُمْك جدرانها وارتفاع نوافذها وضيقها. وفيما عدا خرط خشب الأبواب وحفر نقوش فيه وطلائه بالألوان الزاهية، وتزيين بعض أجزاء البناء بزخارف من الجبس أو الخشب المطلي، لا يلاحظ في مثل هذه الأبنية إلا زخرف بدائي بسيط.

بيد أن أبنية الخاصة في مختلف هذه المناطق، تختلف عن أبنية العامة وتبرزها من حيث السعة والعلو والزخرف، وإن كانت في أغلب الأحيان غير ذات طابع واحد مميز. ولعل قصر المربع الذي بناه جلالة المغفور له الملك عبدالعزيز موحِّد الجزيرة العربية ومؤسس الدولة السعودية الحديثة قبل نحو نصف قرن أفضل مثال على ذلك. فالقصر أموي النمط من حيث قيامه حول ساحة مبلطة تتوسطها بركة ذات نوافير، وأبوابه محلاة بنقوش وزخارف أخّاذة، في حين تضفي ألواح الزجاج الصغيرة الملونة على نوافذه رونقًا رائعًا. ويتألف القصر من طابقين يضمّان غرفًا فسيحة وردهات رحبة وشرفات ذات حواجز مزخرفة.

أما سوره ومدخله فتقليديان من حيث الارتفاع والشكل، وأمام البوابة دهليز مسقوف ذو صفات ومقاعد حجرية، وإلى جانب القصر تقوم غرف رجال الحرس والقائمين على خدماته. أما أرضية القصر فمن إسمنت أبيض أو ملوّن شبيه إلى حد ما بالبلاط التقليدي المستعمل في أيامنا هذه. وتتميَّز غرف القصر وردهاته بسعتها وارتفاع سقوفها وزخرفة أبوابها، وهو لا يزال بحالة جيدة.

 

نشر في مجلة القافلة عدد مارس/ أبريل 2021م
Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge