أول مهندسة سعودية تشارك في الإشراف على تصنيع المرافق البحرية..

إعمار المشاريع البحرية الضخمة بثقافة التنوع والشمول

إعمار المشاريع البحرية الضخمة بثقافة التنوع والشمول

تقف المنصة البحرية، التي تزن 2٫234 طنًا، بجانب ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، غير مكترثة بالضجيج الذي تخلفه نشاطات البناء القائمة بجانبها. وفي الجوار، يتجول مجموعة من العمال بالزي الأزرق أو الأحمر حول هذا المشروع الضخم المصنوع من الفولاذ، لإعداده للحظة رفعه من مقره بجانب الرصيف، ليبحر في مياه الخليج الزرقاء ويستقر في حقل المرجان لعدة عقود قادمة.

وتعد هذه المنصة واحدة من بين أكثر من 25 مشروعًا ضخمًا للبنية التحتية يجري العمل على تصنيعها في ساحة الميناء، ضمن متطلبات برنامج لزيادة الإنتاج في حقول المرجان والبري والظلوف شمال الخليج العربي. كما أن جميع قطع البنية التحتية، كالمنصات ووحدات المعدات الخاصة بأسطح الإنتاج وخطوط الأنابيب والكابلات، مصممة للتشغيل بصورة آلية، وهي في حد ذاتها تمثل شاهدًا على قدرة البشرية على إنشاء مشاريع بهذه الضخامة.

المنصة الضخمة المفضلة

تعمل مهندسة المشروع منار البلوي في ساحة التصنيع لتنفيذ عدد من المنصات لكل من حقل القطيف والمرجان والظلوف. وخلال الجولة اليومية لها في ساحة التصنيع، تضع منار الخوذة على رأسها وتغادر بمنتهى الحماس المبنى الإداري لتتفقد منصات عملاقة تتكون كل واحدة منها عادة من ستة أرجل وثلاثة أجنحة.

القافلة الأسبوعية التقت منار عند إحدى تلك المنصات لتستمع إلى شرحها لعملية تصنيع إحدى تلك المنصات، حيث قالت بحماسة واهتمام: «ستدعم هذه المنصة منصة الربط، إذ ستقوم بجمع المياه المنتجة وتزويد منصات فوهات الآبار بالمياه». وأشارت بيدها لتسترعي انتباهنا إلى مكان آخر بقولها: «خلف المنصة، هناك أربع وحدات من المعدات الخاصة بأسطح الانتاج، والمصممة لتصبح منصات لحقن المياه. فمن أجل التصنيع النهائي، نقوم بجمع المستويات الأربعة». وأضافت: «إن مهبط الطائرات، وطابق الميزانين، والسطح الرئيس، وسطح القبو، كلها مجتمعة تشكل منصة حقن المياه».

الانطلاق على نحو صحيح

ويتمثل الدور الأساس لفريق العمل، الذي تعمل معه منار، في إدارة أعمال التصميم والمشتريات والبناء الذي يتولى العمل عليه مقاول التصنيع.

وحول ذلك قالت: «مهمتنا هي إدارة المشروع وحل أي مشكلات تطرأ خلال مراحله. فمن خلال فحص كل ما يتعلق به، بدءًا من المواد التي يستخدمها المقاول وحتى الانتهاء من التصنيع، فإننا بذلك نعمل على منع المشكلات». وأضافت: «نستخدم سلسلة متعاقبة لفحص كل شيء، بدءًا من القَطع وانتهاءً بالتصنيع، ومرورًا بالأعمال الكهربائية واللحام. ويتعين علينا الموافقة على الإجراءات المختلفة التي يستخدمها المقاولون هنا في الساحة، كما نعمل مع إدارة التفتيش على المشاريع للتحقق من سلامة التصنيع». وأكدت البلوي أنه مع هذه البنية التحتية المصممة لأن تعمل بكل سلاسة طوال دورة حياتها، التي لا ينبغي أن تقل عن 25 عامًا، فإننا بحاجة إلى إتقان العمل منذ البداية.

أن تنشأ ضمن أسرة أرامكو

كانت منار كطفلة صغيرة تسعد بتفكيك ألعابها التي تعمل بالبطاريات. وقالت عن ذلك ضاحكة: «لطالما أحببت الطاقة؛ كان ينتابني الفضول لمعرفة المزيد، وقد شجع والداي فضولي».
وأكدت منار، التي لديها ثلاث شقيقات وثلاثة أشقاء، أن والديها قدما الدعم لجميع أطفالهما لتحقيق أحلامهم المهنية. تقول منار: «لقد شجعانا على العمل الجاد خلال مسيرة تعليمنا. وكان والدي دائم الدعم لي من خلال مسيرتي التعليمية والمهنية، كما أرشدتني تعليماته ونصائحه خلال رحلتي من الظهران إلى الولايات المتحدة الأمريكية».

درست منار البلوي، بعد حصولها على منحة جامعية من المملكة، درجة الهندسة الكهربائية لمدة أربع سنوات في كلية ميريماك، بولاية ماساتشوستس الأمريكية، وحصلت على مرتبة الشرف بامتياز نظير أدائها الأكاديمي المميز.

التزام بتبني ثقافة التنوع

أكد مدير إدارة المشاريع البحرية، الأستاذ عبدالعزيز الدليجان، أن هذه الإدارة التابعة لإدارة المشاريع ملتزمة بتكثيف تواجد مهندسات للمشاريع في ساحات التصنيع ومواقع الأعمال البحرية، موضحًا أن أرامكو السعودية ملتزمة بتبني ثقافة تشجع على الاحترام وتعزز الشمول.

وأضاف قائلًا: «تنوع القوى العاملة يشجع على الابتكار والتعاون والاحترام، ونحن لدينا أهداف لتوظيف النساء في أعمالنا داخل المملكة. العمل في المناطق البحرية ينطوي على تعقيدات وتحديات خاصة، ونحن نرحب بالتنوع والمهارات التي يمكن للمرأة تقديمها لهذا المجال في قطاع النفط والغاز».

وقد قامت إدارة المشاريع البحرية، مؤخرًا، في إطار سعيها لتحقيق ما سبق، بتعيين منار البلوي كمهندسة مشروع في ساحة التصنيع بالدمام للعمل على تنفيذ خمس منصات لحقول القطيف والمرجان والظلوف.

وأشار الدليجان إلى أن منار البلوي حظيت كبقية الموظفات في الشركة بالترحيب في فريق العمل، وأعرب عن تطلعاته لزيادة مشاركة العنصر النسائي ضمن فرق العمل في مناطق العمل البحرية في الشركة في المستقبل القريب. وقال: «هدفنا المشترك في إدارة المشاريع البحرية هو خلق بيئة محفزة تترك لدى الجميع شعورًا بالانتماء، لا سيما السيدات».
 

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge