بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الحيوي
جهود أرامكو السعودية تشمل حفظ وحماية الأنواع الحيوانية
ومن المؤسف أيضًا أن المملكة تحتوي على بعض أكثر الأنواع المهددة في العالم، مثل ثعبان جزيرة سارسو، وهو من نوع الثعابين التي اكتشفت عام 1964م في جزر فرسان بالقرب من جازان. وكما لم تسجل مشاهدات لهذا النوع من الثعابين قبل ذلك الوقت، لم تسجل مشاهدات له بعده.
وتقيم الأمم المتحدة يوم السبت، الثاني والعشرين من شهر مايو، اليوم العالمي للتنوع الحيوي، حيث يخصص هذا اليوم لزيادة الإدراك والتوعية بقضايا التنوع الحيوي. وتجيء فعاليات هذا العام تحت شعار "نحن جزء من الحل".
وقد أصبح ما يبلغ 33% من النباتات والحيوانات في المملكة مدرجًا بشكل رسمي ضمن الكائنات المهددة بالانقراض، مع انخفاض ما يصل إلى 70% من جماعات النباتات والحيوانات.
مثل هذه الإحصائيات المخيفة يمكن أن تكون مصدر إحباط؛ فإن كانت جماعات هذا العدد الكبير من الأنواع تتناقص، فأي منها ينبغي أن نساعد أولًا؟ على الصعيد العالمي، يميل الناس إلى التركيز على حفظ الأنواع الضخمة، والأنواع ذات الكاريزما، والأنواع الجميلة، وكذلك الأنواع اللطيفة والمحبوبة. ولكن مثل هذا الميل لا يخضع بشكل كبير إلى المنطق العلمي.
تصنيف تجريبي جديد للأولوية
وقد طوّرت أرامكو السعودية مؤخرًا طريقة علمية لتصنيف أولوية حفظ جميع الأنواع الحيوانية التي تعيش في المملكة (باستثناء الأنواع البحرية). وأعطت إدارة حماية البيئة نقاطًا لكل نوع من أصل 100 نقطة وفقًا لعدة عوامل، مثل:
• مقدار التهديد بالانقراض
• عدد الأفراد المتبقين
• ما إذا كان عدد أفراد النوع في تزايد أم في تناقص
• النسبة التي تشكلها أعداد النوع في المملكة من أعداده على الصعيد العالمي
• فرادة النوع
وقد سمح ذلك لإدارة حماية البيئة بتصنيف جميع الأنواع وفق ما أعطيت من نقاط، من الأنواع ذات الأولوية الأعلى إلى ذات الأولوية الأدنى. ولا تتدخل الآراء أو وجهات النظر الشخصية في إعطاء النقاط، إذ أنها معتمدة على أساس علمي بشكل تام.
وباستخدام نظام النقاط العلمي هذا، فإن النوع الذي يحظى بالأولوية القصوى للحفاظ عليه هو سمك الأبراميس العربي، وهو نوع من أسماك المياه العذبة. وقد تم اكتشاف هذا النوع لأول مرة عام 1983م، ولكن لم تتم مشاهدته بعد ذلك إلا عام 2014م في خيبر، شمال المدينة المنورة. ويُعد هذا النوع من أكثر الأنواع المهددة بالانقراض، إذ لا يعرف وجوده إلا في سد واحد من سدود المملكة.
ويقع العقعق العسيري في المرتبة الثانية من أولوية الحفاظ عليه، حيث يحتمل ألا يكون تبقى غير 100 زوج من هذا الطائر الذي يتعرض لخطر كبير، وكل هذه الأزواج محصورة في عدد من المناطق الصغيرة من غابات العرعر في جبال عسير الواقعة جنوب غرب المملكة.
نحن جزء من الحل
وقد طوّرت أرامكو السعودية مؤخرًا سياسة جديدة لحماية التنوع الحيوي، وتتطلب هذه السياسة أن يكون لجميع المشاريع الجديدة تأثير إيجابي على التنوع الحيوي.
وتسعى الشركة لحماية التنوع الحيوي من خلال حجز مواطن بيئية عالية الجودة. وحتى هذا اليوم، حددت أرامكو 10 مناطق لحماية التنوع البيولوجي، وتغطي هذه المناطق 977 كيلو مترًا مربعًا من الأراضي التابعة للشركة، وتساعد على حماية أكثر من 500 نوع من النباتات والحيوانات.
كما تحاول أرامكو السعودية الحد من الآثار البيئية السلبية بقدر الإمكان. ووفقًا لذلك، تجري إدارة حماية البيئة مسوحات شاملة للتنوع الحيوي قبل أن تبدأ الشركة في إعداد أي موقع، حيث أن عدم القيام بذلك يمكن أن يسبب بلا قصد أضرارًا كبيرة على مستوى عالمي لبعض الأنواع الأكثر أهمية في المملكة.
وتقدم أرامكو السعودية المساعدة أيضًا في استعادة المواطن المتدهورة. ومن ذلك قيام الشركة بزراعة الملايين من أشجار المانغروف في مواقع رئيسة من المناطق الساحلية لاستعادة هذه المواطن ذات الأهمية العالية. وكذلك أعادت الشركة إدخال المها العربي والغزلان العربية والنعام الأحمر العنق إلى محمية الشيبة للحياة البرية التي تغطي مساحات شاسعة من صحراء الربع الخالي.
كيف يمكنني المساعدة؟
يواجه العالم اليوم أزمة عالمية فيما يتعلق بالتنوع الحيوي، وإنها لمهمة شاقة، فكيف يمكنك المساعدة؟ إن أفضل ما يمكنك فعله في المملكة هو أن تحمي النباتات المحلية الثمينة. تجنب القيادة فوق الغطاء النباتي الصحراوي وتحاشَ جمع الكثير من الحطب. ففي المملكة نباتات لا يتجاوز طولها 50 سم فقط بينما قد تتراوح أعمارها بين 40 و60 سنة. وحينما يتم إتلاف مثل هذه النباتات، فإن الأمر يتطلب عقودًا لاستبدالها.
ويمكنك أيضًا القيام بزراعة بعض النباتات المحلية. وكذلك يمكنك التوقف عن رمي القمامة وصيد الحيوانات البرية. كل هذه الإجراءات بوسعها المساعدة على خفض التأثير البشري، وتتيح لوجود الطبيعة على الأرض مجالًا أكبر.
خلاصة القول هي أنه يمكنك أن تكون جزءًا من الحل لأزمة التنوع الحيوي. وإن لم تساعد أنت في حمايته، فمن سيفعل؟