مايو 11, 2021
في كل عام يحتفل المسلمون في مختلف أنحاء العالم بعيد الفطر، لكن لكلّ دولةٍ عاداتها وتقاليدها التي تبرز من خلال تلك الاحتفالات، رغم وجود عديد من العادات المُشتركة والمتعارف عليها بطبيعة الحال، كأداء صلاة العيد، وتهنئة المصلين بعضهم بعضًا، والتزاور بين الناس، وصنع الحلويات. لكن لكل دولة عادات معينة لها أصل في ثقافة وتاريخ الشعب. ولا يخفى بطبيعة الحال ما فرضته ظروف كوفيد-19 من قيود تحدُّ من الأنشطة المرتبطة بالعيد عادة في كل بلد، ورغم ذلك فلا بأس من استعراض بعض منها.
ففي الصين يحرص المسلمون على زيارة مقابر أقاربهم في عيد الفطر، ويتلون آيات من القرآن الكريم بالقرب من القبر، وينثرون حبوب الأرز والقمح عليه، وفي مناطق أخرى في الصين يخرج المسلمون إلى الشوارع والأماكن العامة وهم يرتدون ملابس ملوّنة ضمن مهرجانات شعبية تُقام احتفالًا بالعيد.
وفي السودان تبدأ التحضيرات للعيد من منتصف شهر رمضان الكريم، فتبدأ نساء الأسرة بصنع شتَّى أنواع الحلوى والكعك ومختلف المخبوزات، كما يجتمع رجال كلّ حارة أو منطقة في منزل كبير الأسرة، أو في أي مكان آخر يجتمعون على اللقاء فيه، ويحمل كلّ منهم الإفطار، ويزور الجميع الأهل والأقارب لتهنئتهم بالعيد سواء الرجال أم النساء أم حتى الأطفال.
وفي إندونيسيا تُعلن الحكومة عيد الفطر عطلة رسمية في عموم البلاد، ويتزاور الناس في عيد الفطر في إندونيسيا بعد أداء صلاة العيد، كما يتبادلون الهدايا، ويحصل الصغار على العيديات في أظرف ملوّنة، بالإضافة إلى تنظيم المهرجانات والفعاليات في معظم مناطق الجُزُر الإندونيسية، كما توزع السلطات في العاصمة جاكرتا الأغذية على سكان القرى الفقيرة مع قدوم عيد الفطر.
وفي الهند ترسم الفتيات الحنة على أيديهن وأرجلهن قبل حلول العيد بليلة، كما تعمد النساء إلى تنظيف المنازل وتزيينها قبل قدوم العيد بأيام، كما تُصنع حلوى العيد في الهند وأشهر أصنافها الشعيرية.
أما في العراق، فإن أهم ما يميّز العيد هي الحلوى، حيث إن أشهر حلوى العيد في العراق هي الكليجة المحشوة بالجوز المبشور أو بالتمر، إلى جانب أصناف أُخرى من الحلويات والحلقوم، وبعد أداء صلاة العيد في المساجد وتناول الفطور يبدأ العراقيون بزيارة الأقارب وذوي الأرحام، حيثُ يجتمع الأفراد في منزل كبير الأسرة أو منزل الوالدين، ويلهو الأطفال في الساحات العامة باللعب على المراجيح والدواليب فرحين بما حصلوا عليه من عيديات.
وفي نيجيريا يُطلق المسلمون على عيد الفطر "صلاة صغيرة" لأن صلاة العيد ركعتان فقط، وخلال هذا العيد يعود المسلمون إلى قراهم وأماكن سكناهم الأصلية لمشاركة الأسرة والأهل مظاهر الاحتفال، ورغم أنّ نيجيريا بلد علماني لكن الحكومة تُعلن فيه العطلة الرسمية في البلاد، ومن مظاهر التسامح أنّ غير المسلمين يزورون المسلمين في نيجيريا مهنئين بقدوم عيد الفطر.
وتُعدّ الفلبين أول دولة مسيحية تصدر قانونًا يُعَدُّ بموجبه عيد الفطر إجازة رسمية في سائر أنحاء الفلبين، وذلك منذ عام 2002م، وهذا ما عزَّز التسامح بين الديانات المختلفة في الفلبين، أما عن مظاهر الاحتفال بعيد الفطر في هذا البلد الآسيوي، فهي إقامة صلاة العيد، والتزاور بين الأهل والأصدقاء، كما تنشط السياحة في الفلبين أيام عيد الفطر، سواء بالقادمين من المناطق الفلبينية إلى العاصمة مانيلا، أم من خارجها، لا سيما السياح العرب.