ضمن برامج الاستدامة البيئية والمواطنة
أرامكو السعودية تختبر تقنية الزراعة الرأسية لإنتاج المحاصيل في مشتل الظهران
يخطط القائمون على مشتل الحي السكني في الظهران لإنتاج 150 كيلوجرامًا من الخضروات والفواكه الطازجة يوميًا في إطار مشروع جديد بتقنية الزراعة الرأسية.
وقد خصصت لهذا المشروع ثمانية بيوت محمية وثلاثة أنظمة زراعة مائية مستقلة لزراعة الخضروات والفواكه والخضار الورقية. ويسعى المشروع لإنتاج محاصيل تشكل الخضار الورقية منها نسبة 60% فيما تشكل الفواكه منها نسبة 20%، وخضروات أخرى بنسبة 20%".
وسينتج المشروع محاصيل متوقعة من الطماطم والفراولة والريحان والخس والنعناع والجرجير والفلفل الحلو والفلفل الحار والباذنجان.
التوعية بأهمية المياه
وتعد الاستدامة البيئية والمواطنة والتواصل مع المجتمع قيم متجذرة في الأسلوب الذي تنتهجه أرامكو السعودية، فالزارعة المائية الرأسية من بين العديد من المبادرات التي تبرهن على هذا الالتزام. وتكييف هذه التقنية، التي يمكن تطبيقها في الظروف البيئية الجافة والمناطق الحضرية، يسهم في التوعية بأهمية ترشيد استهلاك المياه بين الموظفين وأفراد عائلاتهم وأفراد المجتمع.
ومن المتوقع أن يشهد العالم تقلصًا في المساحات المخصصة للأراضي الزراعية يومًا بعد يوم بسبب التنمية الصناعية والتطوير الحضري.
تقنية زراعة دون تربة
ويفرض ارتفاع الطلب على الغذاء بسبب النمو السكاني وتقلص مساحة الأراضي الزراعية واحدًا من أكبر التحديات التي تواجه واقع الأمن الغذائي. ولذلك تعد الزراعة الرأسية تقنية زراعية استراتيجية تعمل على تنمية المحاصيل ضمن طبقات عمودية مرتبة فوق بعضها البعض في بيئة خالية من التربة تخضع لمستويات مضبوطة من الحرارة والضوء والرطوبة.
وتشتمل فوائد هذه التقنية على استهلاك كميات أقل من المياه وإنتاج محاصيل على مدار السنة بالإضافة إلى الحد من استخدام المواد الكيميائية والانبعاثات المرتبطة بالنقل.
وتعكف أرامكو السعودية حاليًا على اختبار تقنية الزراعة المائية الرأسية في موقعين أولهما الموقع الذي بوشرت فيه أعمال الزراعة التجريبية في مشتل الحي السكني في الظهران فيما لا يزال الموقع الثاني قيد التنفيذ في المتنزه البيئي 3 في الشركة.
الدلو الهولندي
يستخدم القائمون على مشروع مشتل الحي السكني في الظهران ثلاثة أنظمة زراعة مائية مختلفة، فالنوع الأول هو الدلو الهولندي (Dutch buckets) الذي يستخدم لإنتاج المحاصيل المتسلقة، والنوع الثاني هو أسلوب الغشاء المغذي الذي يستخدم للنباتات الصغيرة السريعة النمو مثل الخس والأعشاب، أما النوع الثالث فهو أواني البرج التي تستخدم لإنتاج كميات كبيرة من الفواكه والخضروات في الأماكن الصغيرة.
وتعتزم الشركة، بالتعاون مع الأطراف المعنية المحلية والعالمية، توسيع نطاق هذه التجارب في المناطق الحضرية في شتى أنحاء المملكة بحيث يدرك الناس أهمية المنتجات الطازجة المزروعة في أحيائهم.
وتعد تقنيات الزراعة الرأسية حديثة نسبيًا في المملكة، حيث تخطط الشركات الزراعية لإنتاج محاصيل على نطاق واسع بنجاح باستخدام هذا النمط الزراعي، وتُبذل جهود في الوقت الحالي لجعلها مجدية من الناحية الاقتصادية.
ويؤمن القائمون على مشروع تقنية الزراعة الرأسية في البيوت المحمية في الظهران أن أداءه ونتائجه ستبلور تصورًا أفضل لتذليل العقبات الزراعية في المستقبل.