حقَّق مركز شمعة التوحد للتأهيل إنجازًا كبيرًا، مؤخرًا، حيث أصبح أول مركز من نوعه في الشرق الأوسط ينجح في الحصول على اعتماد من قبل اللجنة الدولية لاعتماد مرافق إعادة التأهيل (كارف).
وتقدِّم لجنة (كارف)، التي تأسست عام 1966م، معايير اعتماد لمزودي الخدمات الإنسانية والصحية، حيث اعتمدت أكثر من ثمانية آلاف مزود لهذا النوع من الخدمات، بالإضافة إلى اعتمادها لـ 60 ألف برنامجًا وخدمة، في أكثر من 28 ألف موقع حول العالم.
ويمثِّل حصول المركز على اعتماد لجنة (كارف) إنجازًا كبيرًا بالنسبة له. وفي هذا الصدد، قال مدير المركز، الدكتور سعد الشهراني، إن هذا الإنجاز جاء نتيجة الجهود الدؤوبة للعاملين في المركز.
وأضاف قائلًا: "الحصول على هذا الاعتماد يمثِّل دافعًا لنا للمحافظة على الجودة العالية للخدمات، ونحن نطمح لتحقيق المزيد في إطار التزامنا على هذا الصعيد".
المسؤولية الاجتماعية
وكانت أرامكو السعودية قد قدَّمت دعمها لإنشاء المركز، وذلك في إطار جهودها في مجال المسؤولية الاجتماعية، انطلاقًا من تلمُّس الحاجة إلى وجود مرافق ذات جودة عالية، تستهدف تأهيل أطفال التوحد في المملكة، حيث يتطلَّب إرسال هؤلاء الأطفال وأُسرهم إلى الخارج لغرض العلاج تكاليف باهظة.
وبدأ التخطيط للمركز في عام 2012م، ليتم تدشينه في عام 2018م، حيث كان يُفيد 19 طفلًا آنذاك. أما اليوم، فيخدم المركز 82 مستفيدًا، مع قدرة استيعابية تصل إلى 100 مستفيد.
وتشمل الخدمات المقدَّمة من قبل المركز جانبي التعليم والعلاج، بهدف تطوير المهارات السلوكية والأكاديمية والحياتية، التي يمكن من خلالها إعداد الطلاب للاندماج ضمن فصول الدراسة العامة وفي الحياة المجتمعية بوجه عام. وتشمل مرافق المركز الفصول الأكاديمية، ومرافق العلاج بالماء، وغرفة الوسائل الحسية، وغرفة العلاج بالمحاكاة، ومرافق الطبخ، حيث يمكن للأطفال من خلال هذه المرافق تعلم المهارات الرئيسة التي تُعينهم على الاهتمام بأنفسهم، بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة.
تجربةٌ مذهلة
من جانب آخر، يتماشى مركز شمعة التوحد للتأهيل مع الجهود الرامية إلى توطين فرص العمل، حيث إن 90 %من موظفي المركز سعوديون. ويتمثَّل الهدف الأساس في تطوير مجموعة من المهنيين المؤهلين لتقديم مثل هذه الخدمات للمركز وللمملكة.
كما يأمل المركز بإطلاق أكاديمية لتقديم التدريب والتطوير لمهنيي رعاية أطفال طيف التوحد في وقت قريب.
وعملت تهاني النافع كأول معالجة بالرعاية المباشرة في المركز، حيث عُيِّنت في عام 2017م، عقب حصولها على درجة الماجستير من جامعة فليندرز في أستراليا.
وتقول النافع إنها حصلت على خبرة مذهلة من خلال عملها في المركز، كما أنها حظيت بالتشجيع لاستكمال تعليمها، والحصول على مزيد من الشهادات.
وتوضِّح النافع أنها مسرورة بما حقَّقه المركز عقب حصوله على الاعتماد الدولي، مضيفة بقولها: "أنا في غاية الفخر بأن ألعب دورًا في تحقيق هذا الإنجاز؛ لقد كان الأمر صعبًا، لكننا نجحنا في النهاية".