لخفض تكاليف الإنشاء وحماية البيئة..
اعتماد تقنية حديثة للحفر تحت البحر بدلًا من الأسلوب التقليدي
تسعى إدارة المشاريع إلى الاستفادة من تقنية مُبتكرة لتمديد خطوط الأنابيب تحت سطح البحر، من شأنها أن تحدَّ من الآثار التي تلحق بالبيئة بمقدار النصف تقريبًا، وتوفِّر من الوقت المستغرق في أعمال الإنشاء بما يقترب من الثلث.
توفير التكلفة وحماية البيئة
ومن بين مشاريع الأعمال المختلفة، تُعد المشاريع البحرية فريدة بطبيعتها، فهي تحتاج إلى موارد متخصصة ومكلفة لتنفيذ الأعمال، في ظل صعوبات عديدة قد تعترض إنجاز هذه المشاريع.
وفي هذا الصدد، يُعد حفر الخنادق في قاع البحر من أصعب أعمال المشاريع البحرية، بسبب طول مدة التنفيذ، واستهلاك عديد من الموارد البحرية. وفي الطريقة التقليدية، يمكن الحفر بواسطة جرافة عكسية حتى الوصول إلى العمق المطلوب أسفل قاع البحر، ثمَّ تمديد خطوط الأنابيب أو الكابلات تحت القاع، وردمها بعد ذلك.
ولكن التقنية الجديدة لحفر الخنادق بعد التمديد تمكِّن من حفر الخنادق تحت قاع البحر وردمها في الوقت نفسه. وتشتمل هذه التقنية على وضع وحدتين لحفر الخنادق فوق خط الأنابيب، تساندها مجسات تحدد النطاق الأمثل للحفر، بحيث يوضع خط الأنابيب في العمق المستهدف أسفل قاع البحر. ونتيجة لذلك، تتقلص منطقة قاع البحر المتأثرة بنسبة 45%، فيما ينخفض الوقت المستغرق في الإنشاء بنسبة 30%، عند مقارنة ذلك بالطريقة التقليدية.
وإلى جانب الأثر الاقتصادي الإيجابي، فإن التخفيف من الأضرار المحتملة على البيئة يُسهم في الحد من تأثر عديد من الموائل البحرية المهدَّدة في الخليج العربي، مثل الشعاب المرجانية، والأعشاب البحرية، وأشجار القرم.
وبالإضافة إلى انخفاض التكلفة الناشئ عن توفير الوقت، فإن هناك توفيرًا آخر متوقعًا في التكلفة، بسبب انتفاء الحاجة إلى بعض الإجراءات المطلوبة لحماية البيئة وتدارك آثارها.
فعلى سبيل المثال، عادة ما تُركَّب شباك ترشيح الطمي على جانبي الخندق المحفور لاحتواء الاضطراب الناتج عن أعمال الحفر واسعة النطاق. ومع انخفاض معدل التعكر بالطين، نتيجة استخدام تقنية الحفر الجديدة، تقلُّ الحاجة إلى تركيب هذه الشباك بنسبة كبيرة، بل يمكن الاستغناء عنها كإحدى متطلبات المشروع في عديد من الحالات.
تذليل العقبات بأحدث التقنيات
وقال مدير إدارة المشاريع البحرية، الأستاذ عبدالعزيز الدليجان، إن التقنية الجديدة ظهرت للمرة الأولى ضمن أعمال التطوير لحقل غاز قبالة الساحل الشمالي لمصر.
"نظرًا للصعوبات التي اعترضت مشاريع حفر الخنادق السابقة، يحرص فريق المشاريع البحرية في أرامكو السعودية باستمرار على استكشاف الممارسات الدولية المثلى لتذليل مثل هذه العقبات والصعوبات". عبدالعزيز الدليجان
وقال الدليجان: "وُضعت هذه التقنية قيد الملاحظة خلال أولى مراحل تطويرها، وخضعت للمراقبة عند استخدامها للمرة الأولى. وبعد الإنجاز الناجح لذلك المشروع، شُكِّل فريق عمل من إدارة المشاريع وإدارة الخدمات الاستشارية وإدارة الأعمال البحرية لتقييم هذه التقنية، والاستفادة منها في أول استخدام لها على الإطلاق في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي".
وأوضح الدليجان أن إدارة المشاريع، نتيجة لتقليل عدد الموارد البحرية اللازمة، تحقِّق انخفاضًا كبيرًا في التكاليف مقارنة بأسلوب الحفر التقليدي، إلى جانب تحقيق فوائد تتعلَّق بحماية البيئة.
وتكلَّلت جهود إدارة المشاريع البحرية باعتماد تقنية الحفر الجديدة، بما يتماشى مع إستراتيجية أرامكو السعودية الرامية إلى ترشيد الموارد اللازمة لإنجاز المشاريع، والحد من الأضرار المحتملة على البيئة.
تعليق الصورة أعلى الصفحة: تمكِّن التقنية الجديدة من حفر الخنادق تحت قاع البحر وردمها في الوقت نفسه. وتشتمل هذه التقنية على وضع وحدتين لحفر الخنادق فوق خط الأنابيب، تساندها مجسات تحدد النطاق الأمثل للحفر، بحيث يوضع خط الأنابيب في العمق المستهدف أسفل قاع البحر.