يضم هذا الكتاب مجموعة من الأبحاث والدراسات لعدد من الأكاديميين والخبراء من مجالات علمية متنوعة بغرض الإجابة عن سؤال واحد رئيس هو: هل نولد عنصريين؟ وهو السؤال نفسه الذي ظهر كعنوان للكتاب الذي حرره كل من جيسون مارش ورودولفو مندوزا دينتون وجيرمي آدم سميث وترجمته إلى العربية جهاد الشبيني.
وتشير مقدمة الكتاب إلى أنه يسعى إلى المساعدة على فهم العلم الناشئ المعني بالتحيزات العنصرية، إذ تتضمن دراساته "نتائج- توصل إليها علم الأعصاب- تكشف عن الآليات الدماغية وراء ردود أفعالنا تجاه الأشخاص المنتمين إلى أعراق مختلفة"، فقد خلص هذا العلم إلى أن التحيزات العنصرية توجد بشكل راسخ في مناطق من دماغ الإنسان، وهي تتحكم في الغرائز البشرية. كما أنه يستند في نقاشه حول آليات التحيز التي قد تسيطر على تصرفات فئات بعينها تجاه أطراف أخرى تختلف عنها في اللون والعرق على أحدث ما توصل إليه علم النفس الإيجابي من نتائج، وهو العلم الذي يكشف عن "الطاقات التي يمكن الاستفادة منها لبناء مجتمع متعدد الثقافات على نحو أصيل".
ويؤكد محررو الكتاب أن العلم، رغم أهمية دوره في تشكيل مواقفنا وسلوكياتنا تجاه من ينتمون إلى أعراق أخرى، لم يكن عاملًا إيجابيًا على الدوام في مكافحة التوجه العنصري، فبداية "من قياسات محيط الرأس، ومرورًا بعلم تحسين النسل، ووصولًا إلى مناقشات حول توزيع معدلات الذكاء، فإن العلم كثيرًا ما يُسهم ويدعم التمييز". لذلك فقد حان الوقت "لتجنيد أحدث الأبحاث العملية في الحرب ضد العنصرية".
يضم الكتاب ثلاثة أقسام رئيسة يناقش كل قسم منها مجموعة من المفاهيم المرتبطة بالعنصرية، فيعالج القسم الأول مسألة التحيزات والقولبة والتفاوتات الصحية في بعض المجتمعات الناتجة عن التمييز العنصري، ويستعرض كذلك الآثار السلبية للعنصرية على العنصريين أنفسهم والتي تؤدى في النهاية لأن يصيروا هم أنفسهم ضحايا لممارساتهم لما أثبتته الدراسات من أن سلوكهم العنصري وإضمارهم التحيز يتسبب في الضرر بصحتهم.
أما القسم الثاني فيبحث في آليات التغلب على التحيز، ومنها كيفية التحدث مع الأطفال عن العِرق، وتشجيع التسامح والمساواة في المدارس ومواجهة التحيز في أماكن العمل.
وجاء القسم الثالث من الكتاب بعنوان "تقوية مجتمعنا متعدد الأعراق" واستعرض بعض النماذج الفردية لأشخاص ارتبطوا معًا وكونوا عائلات ناجحة اجتماعيًا رغم اختلافهم العرقي والثقافي وهو الأمر الذي يؤكد إمكانية تحقيق النجاح في تجاوز النظرة العنصرية الضيقة التي قد تتحكم في السلوك الإنساني بشكل بالغ الخطورة.