لطالما كان عالم الجيوفيزياء، غيث الشايع، مفتونًا بأسرار العالم وخباياه، وعلى وجه الخصوص، الآثار المدفونة في صحاري المملكة العربية السعودية الواسعة، والمحفورة على الصخور في تلالها وجبالها الشامخة.
غيث، الذي يعمل في قسم التصوير الجيوفيزيائي في أرامكو السعودية، حقَّق، مؤخرًا، اكتشافًا مذهلًا؛ فخلال رحلة مع والده إلى مدينة تيماء القديمة، التي تقع على بُعد 264 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من تبوك، اكتشف غيث نقشًا فريدًا من نوعه على إحدى الواجهات الصخرية هناك.
وبعد إمعان النظر في النقش، بدأت تتضح معالم الرسم الأثري، الذي احتوى تفاصيل كثيرة تروي عديدًا من الأسرار عن صاحب الأحفورة وطبيعة الحياة في ذلك الوقت.
غيث، الذي يعمل في قسم التصوير الجيوفيزيائي في أرامكو السعودية، حقَّق، مؤخرًا، اكتشافًا مذهلًا؛ فخلال رحلة مع والده إلى مدينة تيماء القديمة، التي تقع على بُعد 264 كيلومترًا إلى الجنوب الشرقي من تبوك، اكتشف غيث نقشًا فريدًا من نوعه على إحدى الواجهات الصخرية هناك.
وبعد إمعان النظر في النقش، بدأت تتضح معالم الرسم الأثري، الذي احتوى تفاصيل كثيرة تروي عديدًا من الأسرار عن صاحب الأحفورة وطبيعة الحياة في ذلك الوقت.
ويُظهر (نقش الصياد)، شخصًا يحمل قوسًا، ويرتدي قبعة مزينة بريشة طويلة، بالإضافة إلى إزار من القماش يلفُّ الجزء السفلي من الجسم.
وقد بادر غيث إلى التواصل مع ساندرا أولسن، وهي متخصصة في مجال الإنثروبولوجيا والتنوع البيئي، وأستاذة في جامعة كانساس، لتؤكِّد له أن عمر النقش لا يقل عن 6000 سنة، ومن المرجح أنه يعود إلى العصر الحجري. تواصل بعدها غيث مع هيئة التراث، التي وثَّقت الاستكشاف وشاركت في التغطية الإعلامية.
وقال غيث: "بعد أن أكملنا رحلتنا لتتبع آثار المستشرقين من عرعر إلى جدة، قرَّرنا أن نستكشف المناطق القريبة من العلا وتيماء، المعروفة بطرقها الصعبة، والتي كانت في يوم من الأيام محطات للاستراحة والتجارة للقوافل القادمة من الصين وبلاد فارس. لذا، كنا متيقنين بأننا حتمًا سنجد شيئًا جديدًا لم نره من قبل."
وقد وجد غيث جميع العلامات التي كان يبحث عنها، بالإضافة إلى كثير من الآثار غير المدونة في الكتب القديمة. وقال غيث: "هناك عديد من الآثار التي تنتظر منا أن نكتشفها، وكل ما علينا هو تدريب أعيننا لرؤيتها."
وقد بادر غيث إلى التواصل مع ساندرا أولسن، وهي متخصصة في مجال الإنثروبولوجيا والتنوع البيئي، وأستاذة في جامعة كانساس، لتؤكِّد له أن عمر النقش لا يقل عن 6000 سنة، ومن المرجح أنه يعود إلى العصر الحجري. تواصل بعدها غيث مع هيئة التراث، التي وثَّقت الاستكشاف وشاركت في التغطية الإعلامية.
تتبُّع خُطى المستشرقين
هذا الاكتشاف الأثري لم يحدث بمحض الصدفة، حيث إن غيثًا كثيرًا ما كان يشد الرحال لاستكشاف النقوش والآثار في أرجاء المملكة ودراستها، متتبعًا مسارات الرحَّالة المستشرقين، مثل تشارلز هوبر، وجوليوس أوتينغ، الذين دوَّنوا ملاحظاتهم خلال رحلاتهم في المنطقة.وقال غيث: "بعد أن أكملنا رحلتنا لتتبع آثار المستشرقين من عرعر إلى جدة، قرَّرنا أن نستكشف المناطق القريبة من العلا وتيماء، المعروفة بطرقها الصعبة، والتي كانت في يوم من الأيام محطات للاستراحة والتجارة للقوافل القادمة من الصين وبلاد فارس. لذا، كنا متيقنين بأننا حتمًا سنجد شيئًا جديدًا لم نره من قبل."
وقد وجد غيث جميع العلامات التي كان يبحث عنها، بالإضافة إلى كثير من الآثار غير المدونة في الكتب القديمة. وقال غيث: "هناك عديد من الآثار التي تنتظر منا أن نكتشفها، وكل ما علينا هو تدريب أعيننا لرؤيتها."
السعي نحو اكتشاف جديد
وما ساعد غيثًا في رحلاته هو حبه للمعرفة والتعمق في دراسة تاريخ المنطقة. وقد نشأ هذا الفضول عنده منذ الصغر، حيث كان والده دائمًا ما يشجعه على التعرف على أسماء المناطق المختلفة قبل زيارتها.وبعد الخوض في عديد من المغامرات معًا، بدأت بقية الأُسرة بالسفر معهما، وأصبحوا يستمتعون بتجربة التخييم تحت النجوم بعد التجول طويلًا في الواحات والصحاري، سعيًا وراء اكتشاف جديد.
وهناك عدد لا يُحصى من الكنوز الأثرية، التي يمكن العثور عليها في جميع أنحاء المملكة، والتي تعلمنا كثيرًا عن الثقافات والحضارات التي عاشت على الأراضي التي نسكنها.
وتجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أن قائمة اليونسكو للتراث العالمي تضم خمسة مواقع سعودية هي: جدة التاريخية، وواحة الأحساء، ومدائن صالح في العلا، بالإضافة إلى حي الطريف في الدرعية، والفنون الصخرية في حائل.
واليوم، تقوم المملكة بالمحافظة على المواقع التاريخية واستكشافها، إلى جانب إعادة تأهيل المناطق ذات الأهمية التاريخية. وعلى أثر هذه الجهود، انضمت المملكة إلى لجنة التراث العالمي لليونسكو في عام 2019م.
وقد أعرب غيث عن سعادته بالاكتشاف الأخير لنقش الصياد، راجيًا أن يضيف ذلك شيئًا للدراسات الرامية إلى كشف مزيد من الأسرار عن الحضارات التي استوطنت هذه الأرض قبلنا.
