إن فشلك في التخطيط يجعلك تخطط للفشل". هكذا يصف الكاتب ورجل الدولة الأمريكي بنجامين فرانكلين (1706-1790م) أهمية الإعداد والتخطيط قبل البدء في تنفيذ أي مشروع لضمان النجاح وتجنب الفشل.
ومع بداية كل عام، يتجدد النشاط ونبدأ العمل في صياغة أهدافنا التي سنجتهد على تحقيقها خلال الأشهر المقبلة. وبلا شك، فإن هذه الجزئية من التخطيط وتنظيم الأفكار تحمل قدرًا كبيرًا من الأهمية والفائدة. ولذا، يتوجب علينا أن نوليها ما تستحقه وتستلزمه من النشاط الذهني وتحديد الإطار الزمني على نحو دقيق قدر الإمكان لنتمكن من ترتيب أفكارنا وصياغتها بشكل واضح والخروج بخارطة طريق فاعلة.
ولعل هذا ما يعززه محرك البحث غوغل الذي يشير إلى وجود اهتمام ورواج وقتي في البحث عن مصطلحي "التخطيط"، و "الأهداف" خلال الأسبوع الأول من كل عام، ويذهب بريق هذا الاهتمام ما إن ينشغل العالم بالعمل ويخوض في غماره.
وجميعنا يجزم أن العام 2020م كان فريدًا ومتقلبًا، وحمل في طيّاته كثيرًا من المتغيرات والتحديّات التي فرضتها الجائحة الصحية العالمية، التي لانزال نواجه تبعاتها حتى يومنا هذا. والمتأمل جيدًا فيما حفل به العام الماضي من أحداث، سيجد أن ثمة عاملًا لعب دورًا مهمًا وبارزًا في تحديد مدى نجاح الخطط والأهداف، ألا وهو "المرونة".
وبالعودة أيضًا إلى نتائج بحث غوغل، سنجد أن البحث عن هذا المصطلح قد أصبح شائعًا بشكل فجائي مع تفشي الجائحة في شهر مارس الماضي. فالمرونة لا تعني وجود عدد من الخطط المعدة مسبقًا وفقًا لمعطيات وفرضيات تم استقراؤها، ولو أن هذا مفيدٌ بحد ذاته، بل هي القدرة على التكيف والاستجابة لظرف أو تحدٍ طارئ غير معد له مسبقًا، وتطويع تلك الخطط لتكون فاعلة ضمن المعطيات الجديدة، أو حتى تحويل هذا التحدي إلى فرصة جديدة. وهذا يتطلب في الكثير من الأحيان الخروج عن المألوف والتفكير خارج إطار أنماط التفكير المألوفة.
ويمكننا كذلك وصف "المرونة" على أنها العامل المشترك لجميع قصص النجاح في 2020م. ونستشهد هنا بما واجهته سوق النفط العالمية عمومًا وأرامكو السعودية على وجه الخصوص من تحديات كثيرة، بدءًا من الانكماش الحاد في الاقتصادات العالمية، وانخفاض الطلب على النفط، مما أدى إلى هبوط الأسعار، ومرورًا بالهجمات الإرهابية على عدد من معامل الإنتاج. إلا أن هذه التحديات باتت جزءًا من قصص النجاح التي يكتبها عملاق الطاقة العالمية، لتثَبت مكانته باعتباره، وعن جدارة، المورِّد الأكثر موثوقية للطاقة في العالم.
ترحب القافلة الأسبوعية بمشاركة الموظفين في الكتابة لزاوية إضاءة، وذلك لتعميم الفائدة من خلال ما يطرح فيها من أفكار متنوعة تعبّر عن آراء كتّابها