اختار اللغة

موعدٌ مع التاريخ في قصر المربع

بقلم

على بُعد كيلومترين شمال مدينة الرياض القديمة هناك قصر ملكي تم ترميمه. وفي ذلك القصر اتُخذت بعض من أهم القرارات في تاريخ المملكة، ومن ضمنها إصدار العملة الوطنية للمملكة (الريال السعودي)، وإنشاء نظام التعليم الرسمي.

وبالنسبة للزائرين في وقتنا الحاضر، فإن جولة هناك ستكشف عن كثير من خبايا المكان، حيث التاريخ الغني والمباني العتيقة، إلى جانب حديقة خضراء في منطقة المربع التاريخية.

يُعد المشي نحو القصر تجربة مميَّزة في حد ذاتها، فالناس يمرون عبر الأزقة الضيقة بين المباني، حيث العمارة النجدية التقليدية، وعديدٌ من أشجار النخيل الباسقة التي توفِّر الظل.

معقل الحُكم

ويُعد قصر المربع المنزل السابق للملك المؤسس، الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، رحمه الله، وأفراد أسرته. وكانت أعمال البناء في القصر، الذي يُعد أول قصر خارج سور المدينة القديمة، قد ابتدأت في عام 1936م.

وفي عام 1938م، انتقل الملك إلى القصر، ومن هناك أدار شؤون المملكة حتى وافته المنية عام 1953م.

ويشير اسم القصر إلى الأبراج مربعة الشكل التي تميِّز بناءه، ويقع داخل مبنى مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في حي المربع، ويبعد كيلومترين عن شمال مدينة الرياض القديمة، التي يوجد فيها قصر المصمك.

ووفقًا لدارة الملك عبدالعزيز، وهي مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ وجغرافية المملكة والجزيرة العربية والعالم العربي، فقد بُني قصر المربع من الطوب اللبني وسعف النخيل وجذوع الأشجار، مع التقيد بالهندسة المعمارية المحلية التقليدية، وهو يتكون من طابقين يحتوي كل منهما على 16 غرفة، إلى جانب فناء جميل.

تشكِّل حدائق قصر المربع الملونة مفاجأة بهيجة بانتظا زوارها.
وبالنسبة لأولئك الذين يزورون القصر قد تشكِّل حدائقه مفاجأة بهيجة بانتظارهم. وفي الماضي كانت هذه الأرض تُزرع خلال موسم الأمطار. ويُعد المشي نحو القصر تجربة مميَّزة في حد ذاتها، فالناس يمرون عبر الأزقة الضيقة بين المباني، حيث العمارة النجدية التقليدية، وعديدٌ من أشجار النخيل الباسقة التي تبسط ظلالها في أرجاء المكان.

آثارٌ في الجوار

وعلى بُعد عشر دقائق سيرًا على الأقدام شرق القصر، يقع المتحف الوطني، الذي يحتوي على 3700 قطعة أثرية تاريخية من جميع أنحاء المملكة، والذي استُكمل بناؤه في عام 1998م، بمساحة إجمالية قدرها 28 ألف متر مربع، بحسب ما جاء ذكره في موقع المتحف على شبكة الإنترنت.

وهناك ثمانية معارض دائمة في المتحف، تغطِّي حضارات تاريخية من الألفية الرابعة قبل الميلاد وصولًا إلى تطور المملكة في أطوارها الثلاثة. وفي أحد المعارض تُعرض بعض الفخاريات والنقوش الحجرية والأسلحة من مختلف الحضارات، التي ازدهرت في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية ما قبل الإسلام. بعض هذه القطع الأثرية تبيِّن كيف تفاعل السكان القدماء مع الحضارات الأخرى، مثل الإغريق والآشوريين.

بالإضافة إلى ذلك، يتضمن المتحف معارض مُتعلقة بمكة المكرمة والمدينة المنورة، تحتوي على نماذج من الحرمين الشريفين جنبًا إلى جنب مع تحف تاريخية تتعلَّق بالمدينتين.
وإلى جنوب القصر، في الجهة المقابلة من الطريق، يقع متنزَّه اليمامة بأشجاره الجميلة ومسارات المشي التي تتخلَّله.

في عام 1943م، طلب الملك عبدالعزيز بناء القصر الأحمر لابنه الملك سعود، حيث يشير الاسم إلى الاستخدام المكثف للون الأحمر في جدرانه.
ويرتبط المتنزَّه بقصر الأحمر، الذي طلب الملك عبدالعزيز أن يُبنى لابنه الملك سعود في عام 1943م. وبعد سنوات عديدة من بنائه، استضاف هذا القصر مجلس الوزراء. ويشير اسم القصر الى الاستخدام المكثَّف للون الأحمر في جدرانه. وحاليًا لا يفتح قصر الأحمر أبوابه للزائرين، لكن بالإمكان إلقاء نظرة خاطفة من خلال البوابات المغلقة والجدران الخارجية.