بقلم فبراير 04, 2021
صُمم برنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في المملكة (اكتفاء) من أجل تعزيز كفاءة وقيمة سلسلة الإمداد على مستوى أعمال أرامكو السعودية، وتشجيع تطوير قطاع طاقة يتميَّز بالتنوع والاستدامة والتنافسية العالمية في المملكة، بالإضافة إلى زيادة صادراتها. كما أنه يعزِّز من توطين التنمية الاقتصادية وتنويعها، من خلال العمل على مضاعفة إنتاج سلع الطاقة المحلية وخدماتها.
ويمثِّل برنامج اكتفاء نقلة نوعية في تنويع الفرص والدخل لرفد سوق الطاقة المحلي، وتوفير مزيد من فرص العمل لأبناء المملكة، وزيادة الناتج المحلي، ودعم وتعزيز أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة. ومن هذا المنطلق، فالبرنامج إستراتيجية جريئة لتعزيز وتطوير قطاع خدمات الطاقة المحلية، لتحقيق تكامل أكثر في هذا المجال، وإضافة مزيد من القيمة المحلية، ودعم النمو الاقتصادي على المدى الطويل.
وإلى جانب دعم تحقيق القيمة المحلية، يضع برنامج اكتفاء التوافق والشفافية على رأس أولوياته، بما يكفل توفير بيئة قائمة على قاعدة تكافؤ الفرص لما يزيد على 1000 مورد تتعامل معهم أرامكو السعودية ضمن شبكة موردين محليين ودوليين.
الهدف الإستراتيجي
ويهدف برنامج اكتفاء، الذي انطلق في 2015م، إلى إنشاء منظومة إمداد محلية قوية، وتوجيه طاقات روَّاد الأعمال من المبتكرين في مجالات الصناعة والتقنية، بالإضافة إلى تأهيل قوى عاملة محلية بقدرات تنافسية عالمية.
ولعبت أرامكو السعودية دورًا مهمًا لتحقيق هذا الهدف من خلال تنفيذ برنامج استثماري ضخم، يسعى إلى تحقيق أهداف البرنامج، وفي مقدمتها توطين 70% من إنفاق الشركة على المشتريات، وزيادة الصادرات المرتبطة بالطاقة إلى 30%، وإيجاد آلاف فرص العمل للشباب السعوديين، فضلًا عن اعتماد الشركة على تكوين بيئة أعمال تنافسية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، وبناء قدرات قطاع الطاقة في المملكة.
وبهذا يمضي برنامج اكتفاء، الذي يُعد حجر زاوية في التوجه الإستراتيجي لأرامكو السعودية، نحو تحقيق التحول في سلسلة الإمداد، وتعزيز مكانة البرنامج كجهة رائدة في مجال التوطين.
أمَّا من أهم مقتضيات دعم هذا البرنامج الشامل، الذي تتضافر فيه الجهود المختلفة من مؤسسات وأفراد، فهو العمل على توطين المهن، والصناعات الصغيرة، وخلق فرص للشباب السعودي المؤهل، وتحسين فرص البحث والتطوير في مختلف المهن والصناعات، ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المحلية إضافةً إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز للصادرات.
على الطريق الصحيح
ويواصل هذا البرنامج الرائد المسير لتحقيق مزيد من التقدم الثابت نحو الهدف المنشود، والمؤشرات والمعطيات تقول إن الهدف قد أصبح قاب قوسين أو أدنى. وتحرص أرامكو السعودية بالتعاون مع الموردين والشركاء على المحافظة على ما تـم إنجازه، وفي الوقت نفسه، تعزيز التميُّز والكفاءة والتنافسية في سلسلة الإمداد.
ومنذ انطلاقته البرنامج وحتى النسخة الخامسة من منتدى ومعرض اكتفاء في 2020م، اجتذب البرنامج أكثر من 468 استثمارًا من أكثر من 25 دولة باستثمارات رأسمالية تُقدر بـ 24 مليار ريال، وهذا يعكس رغبة المستثمرين في أن يصبحوا جزءًا من هذا التحول وأن يكون لديهم وجود في المملكة، التي أصبحت مقصدًا للاستثمار، نتيجة للاستقرار الاقتصادي والتسهيلات التي تقدِّمها للمستثمرين.
منتدى اكتفاء
وتحت مظلة البرنامج، يُعقد منتدى اكتفاء، وهو أهم منتدى عالمي يُعنى بسلسلة الإمداد في مجال الطاقة، حيث يستضيف عديدًا من القطاعات المحلية والدولية، الصغيرة منها والكبيرة، كما أنه يجتذب المسؤولين التنفيذيين المؤثرين وقادة الصناعة العالميين.
ويوفِّر هذا المنتدى منبرًا لدعوة الشركات الراغبة في تأسيس أعمال لها في المملكة للتواصل مع الجهات المعنية بقطاع الطاقة المحلي وكبار مورديه.
ويُعدُّ المنتدى فرصة لشركاء أرامكو السعودية للالتقاء معًا، وتقييم الأثر الإيجابي للبرنامج، كما أنه يوفِّر منصة للشركات المهتمة بتأسيس أعمالها في المملكة، تتيح لها فرص التواصل مع الشركاء والمورِّدين الرئيسين في قطاع الطاقة المحلي.
وفي منتدى ومعرض اكتفاء الخامس، الذي عُقد العام الماضي، أكد المشاركون ما يتسم به برنامج اكتفاء من الشمولية، فهو يغطي كل الجوانب التي تحتاجها سوق النفط، كما أنه حصيلة عمل ونجاح جماعي.
ويوفِّر الحدث أيضًا فرصًا للتعاون والمشاركة بين الشركات في مجال سلسلة الإمداد في قطاع الطاقة، حيث يُتاح للمشاركين التواصل مع عدد من الشركات التي أسست أعمالها في المملكة، وتلك التي هي في صدد إنجاز ذلك، كما يحضر المنتدى عدد كبير من مورِّدي أرامكو السعودية، الذين يقومون بتحفيز جهود التوطين في سلسلة الإمداد التابعة لها.