تُعد نيبال إحدى أشهر الوجهات السياحية العالمية التي تحظى بإقبال كبير لزيارتها من كافة بقاع الأرض. ولعل ما يشجعك على التفكير جديًا في زيارتها هو أنك تستطيع الوصول إليها في رحلة مباشرة في أقل من خمس ساعات.
إنها أرض الاختلافات الرائعة، وطوال رحلتك سوف يفاجئك حجم التناقضات الموجودة في هذا البلد. فعلى سبيل المثال، سوف يحييك الناس بابتسامات سعيدة ومشاعر دافئة، لكنك سرعان ما ستدرك أن وراء هذه الوجوه الباسمة الكثير من الأحداث المأساوية والخبرات الأليمة.
الجمال الطبيعي والاندفاع نحو الحداثة
تتميز نيبال بالمناظر الطبيعية الخلابة مع المسطحات التي تنحدر من الوديان إلى البحيرات الجميلة، وسلاسل جبلية عالية تلامس السماء بقممها المهيبة المغطاة بالثلوج. إنها دولة مليئة بالتاريخ والمعالم الأثرية والهندسة المعمارية المذهلة للأبراج والباجودا (معبد بوذي)، المخصبة بالخشب المنحوت بشكل فنّي دقيق.
كما أنها غنية بالحرف اليدوية، حيث تعج البلاد بحرفيين مهرة يحولون المواد الخام إلى أعمال فنية، سواء كانت من الخشب، الصوف، السيراميك، المعدن، الورق أو الأحجار الكريمة.
كما أنها تُعد مكانًا للصمت والتأمل، الإحساس بالطاقة التي تنبعث من الأماكن حولك، حيث يفقد المرء الحس بالوقت وتكون الحدود مفتوحة ويصبح كل شيء في تناغم مع البيئة المحيطة.
تُعد العاصمة كاتماندو، موطنًا لثقافة نيوار، وهي حضارة عالمية في سفوح جبال الهيمالايا، وقد كانت هذه العاصمة مقرًا للقصور والقلاع الملكية والحدائق الأرستقراطية النيبالية.
ولأنها تقع في موقع إستراتيجي بين الهند والصين، فقد كانت بمثابة مركز تجاري مهم في القرون الماضية، فهي المكان الذي ربط طريق الحرير بين الهند والتبت.
لكن للأسف، أدى الاندفاع للحداثة إلى جعل العاصمة مكانًا يصعب العيش فيه، حيث تسببت حركة المرور المزدحمة في ارتفاع نسبة التلوث. كما عانت نيبال أيضًا من نكسة أخرى بسبب الزلزال الذي وقع عام 2015م وبلغت قوته 7.9 درجة على مقياس ريختر.
وبعيدًا عن أجواء الحداثة التي تسعى إليها البلاد بخطى حثيثة، فالأفضل أن تنطلق في جولة ثقافية في وادي كاتماندو، الذي ورث حضارة مدينتين قديمتين هما بهاكتابور وباتان، والميادين التي تضم القصور الملكية القديمة للأسر الحاكمة في السابق.
بلد الهيمالايا
تمتلك نيبال أيضًا ثروات طبيعية كبيرة. هنا، يمكن للمتسلق ذي الخبرة أن يكمل المهمة الصعبة المتمثلة في تسلق جبال الهيمالايا، أعلى سلسلة جبال في العالم، والتي يوجد بها عشرة من أعلى قمم الجبال في العالم.
إذا كنت لا تفضل التسلق، فيمكنك اختيار الاستمتاع بمشاهدة القمم الشاهقة عن طريق حجز إحدى الرحلات الخاصة التي توفر إطلالة رائعة من الأعلى.
في بعض الأحيان، قد يكون من الصعب، بسبب السُحب الكثيفة في الارتفاعات العالية، رؤية القمم المغطاة بالثلوج. لكن، عندما تتلاشى هذه السحب، فإن عظمة جبل إيفرست لا مثيل لها.
مياه بوخارا المتلألئة
ثمة محطة أخرى يمكن المرور بها أثناء القيام بالرحلة النيبالية ألا وهي بحيرة بوخارا.
تشتهر البحيرة التي تعكس مياهها المتلألئة جبال الهيمالايا والألوان البراقة لقوارب التجديف. فالاستيقاط هناك يمكن أن يكون مصدر إلهام رائع، حيث يحثك المكان على القيام برحلة في الصباح الباكر إلى التلال والوصول إلى أعلى نقطة في الوادي قبل شروق الشمس؛ وتكافئ نفسك برؤية ألوان جميلة تملأ السماء .
نيبال دولة متنوعة ذات سحر غامض - على الرغم من الصعوبات والمحن التي مرت بها؛ حيث يمكنك أن تقرأ على وجوه شعبها رغبتهم القوية في إعادة بناء أرضهم، فالأمر بالفعل يستحق المغامرة هناك.
