نورة عبدالله هي أم لثلاثة أبناء، وقد أُصيبت بمرض السرطان قبل عامين. وتوضح نورة أنها لم يخطر على بالها إمكانية مواجهة هذا المرض وجهًا لوجه في يوم من الأيام.
وعند سؤالها عن اللحظة التي علمت فيها أنها مصابة بالسرطان، قالت نورة: "كنت أعاني من آلام شديدة في منطقة البطن، وحينها انتابتني أحاسيس هائلة يغلب عليها الخوف والهلع، ولم أكن أشعر حينها بالطمأنينة. وكانت هناك مؤشرات تؤكد أن هناك خطبًا ما".
نورة هي واحدة من بين عديد من النساء اللاتي أُصبن بمرض السرطان في المملكة، لكنهن نجون منه بفضل سرعة استجابتهن للعلاج، وعدم إهمالهن لمؤشرات المرض، والمبادرة إلى إجراء التحليلات في وقتها، بالإضافة إلى امتلاكن قوة نفسية هائلة لمحاربة السرطان.
وتبعث قصص الناجيات من السرطان الطمأنينة والتفاؤل لدى من يواجه المرض ويشعر بالخوف إزاءه، وتُسهم في إدراك قدرة الإنسان على مقاومة هذا المرض الشرس والنجاة منه. كما أنها تحتوي على بعض الدروس المُستفادة التي تساعد على تخطي المرض بإذن الله تعالى.
وفيما يلي نستعرض بعض هذه التجارب، من خلال حوارنا مع بعض الناجيات من هذا المرض القاتل.
لا تُهملن إجراء الفحوصات
تكمل نورة عبدالله حديثها لـ "القافلة الأسبوعية" حول تجربتها مع المرض، قائلة: "أول ما تبادر إلى ذهني هو شعوري بأني سأفقد أبنائي، وكان ذلك شعورًا قاسيًا لا يمكن حتى شرحه أو وصفه. لكني قاومت كل هذه المشاعر السلبية، وأتممت علاجي لعام ونصف، وأخيرًا تخلَّص جسدي من هذا المرض".
وتنصح نورة السيدات أن يبادرن إلى إجراء التحليلات المتعلقة بالسرطان، لا سيما عندما تصل المرأة إلى سن الأربعين، وبالذات تلك التي تخص سرطان الثدي والرحم.
عليكُّن بفحص الماموغرام
من جانبها، اكتشفت ندى إصابتها بمرض سرطان الثدي بالمصادفة، حيث كان لديها موعد مع طبيب الأسرة، وأخبرته أنها تشعر أن هناك كتلة في صدرها، وبعد إجراء الفحص الأولي، قام الطبيب بتحويلها إلى قسم الأشعة على الفور.
وعند سؤالها عن شعورها حينما علمت بإصابتها بالسرطان، قالت ندى: "أول إحساس شعرت به كان الذهول، وبعدها شعرت بالخوف من وقع الخبر على أبي وأمي".
وخضعت ندى للعلاج عبر الإشعاع الكيميائي لمدة عام، وأجرت عقب ذلك عملية جراحية لاستئصال السرطان، ثم عادت مرة أخرى للعلاج بالإشعاع الكيميائي، حتى تخلصت بشكل كامل من المرض.
وتضيف ندى: "لا توجد لدي نصائح أقدمها لتفادي الإصابة بالسرطان، فأنا أُصبت بسرطان الثدي ولم تكن هناك أعراض واضحة. لكني أنصح النساء اللاتي دخلن أبواب عمر الأربعين بإجراء فحص الماموغرام، وهو تصوير إشعاعي بواسطة الأشعة السينية، يتم من خلاله الكشف المبكر عن سرطان الثدي. كما من المهم أيضًا القيام بالفحص الذاتي الشهري لسرطان الثدي، لتفادي المرض أو التأخير في التشخيص والعلاج".
وتعيش ندى الآن حياة طبيعية بعد أن تخلصت تمامًا من المرض، الذي أنهك روحها قبل أن ينهك جسدها.
بالكفاح نواجه السرطان
أُصيبت شذى بوعبيد بسرطان الثدي قبل عام تقريبًا، وتقول عن تجربتها: "في المرة الأولى، تم تشخيص الفحص بشكل خاطئ، ولكن بعد ذلك علمت أني مصابة بمرض السرطان".
وعند سؤالها كيف استطاعت أن تتقبل إصابتها بمرض السرطان، أجابت: "في الحقيقة ما إن علمت أني مصابة بالسرطان، حتى شعرت بالخوف من المجهول في أول الأمر، لكني عقب ذلك قاومت وتمسكت بالأمل بقوة".
وتضيف بوعبيد: "على المرء أن يشكر الله على النعم الكثيرة التي أعطاها له، وأهمها الصحة. مرض السرطان يحتاج إلى الكفاح من أجل التخلص منه، كما يحتاج أيضًا إلى التحلي بالقوة النفسية".
السرطان وأنواعه
جديرٌ بالذكر، أن السرطان هو مصطلح طبي يشمل مجموعة واسعة من الأمراض، التي تتميَّز بنمو غير طبيعي للخلايا التي تنقسم بدون رقابة، ولديها القدرة على اختراق الأنسجة وتدمير أنسجة سليمة في الجسم، وهو مرض قادر على الانتشار في جميع أنحاء الجسم.
ويُعد مرض السرطان أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في العالم الغربي، لكن احتمالات الشفاء منه آخذة في التحسن باستمرار في معظم الأنواع، وذلك بفضل التقدم في أساليب الكشف المبكر عنه، وخيارات علاج هذا المرض.
أما السرطان الذي يصيب النساء خاصة، فهناك عدة أنواع رئيسة منه، ومنها سرطان عنق الرحم والمبيض والرحم، بالإضافة إلى سرطان قناة فالوب، وهو نادر جدًا.
ووفقًا لموقع مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، فمن بين جميع أنواع السرطان التي تصيب النساء، فإن سرطان عنق الرحم فقط لديه اختبارات فحص، بحيث يمكن التعرف عليه في وقت مبكر، وبالتالي يكون العلاج أكثر فاعلية.
ونظرًا لأنه لا توجد طريقة بسيطة وموثوقة للكشف عن أي سرطانات خاصة بأمراض النساء باستثناء سرطان عنق الرحم، لذا، فمن المهم بشكل خاص ملاحظة علامات المرض للسيطرة عليه مبكرًا.