تدرك ساندرا سميت، مؤلفة هذا الكتاب، جيدًا أهمية القصص في حياتنا كبشر، وتطالب بعدم التوقف عن سرد الحكايات للصغار، لأنه سيكون بوسعهم عبرها فهمَ العالم.
الكتاب بعنوان: "قراءة العالم: ما يتعلمه الأطفال الصغار من الأدب"، وهو يتكون من ثلاثة أقسام موزعة على أحد عشر فصلًا. القسم الأول أسمته الكاتبة "تهيئة الأجواء"، وفيه تقدم تعريفات للطفولة والأدب وتستكشف السرد القصصي وأدواته وكيفية تشكل المعنى في أذهان الأطفال. ويدور القسم الثاني حول مفهوم الحكايات التي تُحكى وتُصور وتُقرأ وتُقال وتُسمع وتُشارك، وتؤكد فيه على قوة الموروث الشفهي، وتستعرض طرائق قراءة الصور ودلالتها وكيفية تناسجها مع الكلمات وتفسر كيف يساعد النص المكتوب الأطفال في مرحلة مبكرة على أن يصبحوا قراء مستقلين، وتشرح مفهوم الثقافة الشعبية وتقف بالتفصيل عند التحولات التي شهدها سرد القصص التقليدي في عالم الوسائط الرقمية الجديدة. أما القسم الثالث فجاء بعنوان "قراءة العالم"، وتناقش فيه العلاقة بين الأدب والهوية وعملية اكتساب اللغة وتوثق فيه سرديات الأطفال وتُحللها.
وعلى مدار أقسام وفصول الكتاب تذكّر المؤلفة دومًا بضرورة القص والأدب في حياة الأطفال، فهي تشير إلى أن الهدف الأساس من كتابها هو "تذكير أولئك الذين لهم علاقة بحياة الأطفال بأهمية الأدب في تعلمهم وتطورهم"، وتوضح أن حكايات الأطفال باتت مختلفة عما كانت عليه قديمًا؛ فثمة توجه متزايد نحو الابتعاد عن وصف نوع من الطفولة المثالية حيث يكون الطفل فيها مؤدبًا، بريئًا ومحميًا من الكبار والنظر إليه بالمقابل باعتباره "لاعبًا في العالم" يواجه فيه من خلال خياله مجموعة كبيرة من الخبرات والعلاقات والمشاعر.
وتنصح سميت القراء بضرورة الأخذ في الاعتبار عند اختيارهم للقصص التي سيقرؤونها للأطفال نوع الطفولة الموجودة في الكتب ليعرفوا ما إذا كانت توفر فرصًا لأطفالهم ليجدوا عناصر يمكن أن يتماهوا معها ويرتبطوا بها. وتوكد على أننا عبر القص نبني حياتنا وحيوات الآخرين، وعلى أن الأطفال يدخلون عالم السرد في عمر صغير للغاية، وعبره يطورون من خلال خبرتهم اليومية توقعات عما سيكون عليه حال عالمهم.
العنوان: قراءة العالم: ما يتعلمه الأطفال الصغار من الأدب
المؤلف: ساندرا سميت
ترجمة: سيرين حليلة وعبد الله البيّاري
الناشر: مؤسسة عبد المحسن القطان والأهلية للنشر والتوزيع
عام النشر: 2020م
عدد الصفحات: 244 صفحة
ردمك: 9-85-313-9950-978