موسم الإبداع في (إثراء)..
(تنوين) يرسم ملامح فرص العمل المستقبلية عبر التركيز على الإبداع والتقنية
الظهران - هل الخوارزميات تكتسح العالم؟ ماذا علَّمتنا جائحة كورونا عن الغذاء وكيفية إنتاجه واستهلاكه؟ هل سنشهد نهاية عصر ناطحات السحاب؟ وهل انتشار الموضة الافتراضية تعني أننا لن نذهب للتسوق الحقيقي بعد الآن؟
ليست هذه الأسئلة سوى بعض من القضايا التي تطرَّق إليها موسم (تنوين)، الحدث الأكبر للإبداع والابتكار، الذي نظَّمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) في نسخته الثالثة تحت شعار «القادم الجديد»، وذلك بهدف تطوير الإبداع والابتكار وإعداد جيل المستقبل.
وقد أظهرت المواضيع المطروحة في (تنوين) الحاجة إلى معالجة الأسئلة الصعبة في الوقت الحاضر لتسهيل التنمية البشرية في المستقبل.
وقال مدير مركز (إثراء)، الأستاذ حسين حنبظاظة: «كيف يمكن للمتخصصين في أي مجال تعزيز قدرتهم الإبداعية؟ هذا هو السؤال الكبير الذي يطرحه موسم تنوين. وبالأهمية ذاتها، ما هي الأدوات والعمليات المتاحة لدعم ابتكار الحلول والتجارب الإبداعية؟».
وأضاف حنبظاظة: «كلُّنا نعلم معنى كلمة إثراء، حيث إثراء الفكر وإلهام الخيال. إننا نهدف إلى تطوير المواهب، وإعدادهم لفرص العمل المستقبلية، والمهارات اللازمة في القطاعات الإبداعية والفنية، ونحن نفخر بنجاحاتنا في موسم تنوين لعام 2020م».
الإبداع رغم الجائحة
وقد نُظِّم الحدث افتراضيًا للمرة الأولى، تماشيًا مع الإجراءات الاحترازية التي فرضتها جائحة كورونا.
وفي هذا السياق، قال مدير البرامج في مركز (إثراء)، عبدالله الراشد: «حرصنا في (إثراء) على تقديم الثقافة إلى الناس في ظل جائحة كورونا، وتبيَّن لنا من خلال توسيع عروضنا الافتراضية رغبة كثيرين من حول العالم في التعلُّم والتعرف على الثقافة السعودية؛ وتطبيق هذا المفهوم في (تنوين)، يعني أننا قادرون على تقديم عروضنا لجمهور أكبر وعلى نطاق أوسع من أي وقت مضى».
وأضاف الراشد: «استهدفنا في موسم (تنوين) إقامة الجسور بين ما هو جديد وما هو قادم، والدور الذي يلعبه الإبداع والابتكار في هذه العملية».
المستقبل الرقمي وحلول الإبداع
وقد تناول الموسم موضوع المستقبل الرقمي، وعلاقة البشرية بالبيانات وإدارتها، حيث أوضح متحدثو المؤتمر أن إضفاء الطابع البشري على البيانات يزيد من قدرتنا على استخدامها وفهمها، فالحاجة ملحَّة لإعادة ربط البيانات الضخمة بالمقياس البشري، وهي حتمًا مهارة رئيسة على طريق المستقبل.
وتطرَّقت إحدى جلسات النقاش إلى القوة الدافعة وراء التحول الرقمي الذي يشهده قطاع الموضة، والحاجة إلى الإنسان في خضم التحول الرقمي السريع، حيث تم تطوير أنظمة البرامج في أسلوب الهندسة المعمارية المبني على تقنيات الحاسب والخوارزميات.
كما تناولت جلسات نقاش أخرى مواضيع عدة حول بيئة عمل الشركات، والفنون الحرفية، إضافة إلى الاستدامة، حيث تركَّزت إحدى النقاط الرئيسة حول التوتر القائم ما بين تغيير العالم ووضع لمستك الخاصة عليه.
كما أوضح (تنوين) الدور الذي يلعبه الإبداع في ابتكار العالم الذي نودُّ أن نعيش فيه من منظور متعدِّد الاختصاصات، عبر سلسلة من المحادثات وورش العمل الهادفة، بقيادة مجموعة من الخبراء والمتخصصين من حول العالم، وأظهر الحاجة إلى إيجاد الحلول الإبداعية في كافة الصناعات، بما في ذلك القطاعات التقليدية غير الإبداعية، حيث إن التقنية تجعل الابتكار أساسًا ليس للاستمرار في الحياة فحسب، بل للازدهار والتطوُّر في القرن الحادي والعشرين.
وكان من بين المشاركين كلٌّ من الرائد في مجال الإعلانات، مارتن سوريل، ورئيسة قسم الأبحاث والتصميم لأجهزة أليكسا في شركة أمازون، جوانا بينيا بيكلي، المعروفة بلقب أم التصميم المبني على التجارب المعرفية، والرئيس السابق للإبداع والابتكار لدى ديزني، دانكن واردل، ومدير شركة زها حديد للهندسة المعمارية، باتريك شوماخر، والرئيسة التنفيذية لهيئة فنون العمارة والتصميم، الدكتورة سمية السليمان.
كما شارك أيضًا مؤسس شركة واغاماما، ألان ياو، إلى جانب غاريث نيل، ومحمد سمير، وكارينا نوبز، وجورجيا لوبي، وسيتفان ساغمايستر، وماريجي فوجيلزانع.