اختصارًا للوقت وتوفيرًا للتكاليف..

توظيف الهندسة العكَّسية لتوفير القطع التالفة في المعدات الدوارة

توظيف الهندسة العكَّسية لتوفير القطع التالفة في المعدات الدوارة

بقيق - نجحت أرامكو السعودية في الاستفادة من توربين بخاري قديم، من خلال إعادته إلى الخدمة ضمن ظروف التشغيل الطبيعية، في عملية إصلاح تُعدُّ الأولى من نوعها على مستوى الخليج، حيث نجحت في إتمامها إدارة ورش الخدمات الميكانيكية، بالشراكة مع إدارة صيانة المعامل في بقيق، وبمساندة إدارة الخدمات الاستشارية، بما يُسهم ضمن الأهداف الإستراتيجية للشركة عبر خلق القيمة وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

وحول أهمية هذه الخطوة، قال مدير إدارة ورش الخدمات الميكانيكية بالوكالة، الأستاذ سعد الشمراني: «هذا النوع من الإصلاح يدشِّن لمرحلة جديدة، نستشعر من خلالها الثقة في اختبار قُدراتنا في إعادة المُعدات القديمة إلى الخدمة، وبالتالي مساندة عملائنا في تلبية احتياجاتهم التشغيلية».

من جانبه، قال مدير إدارة صيانة المعامل في بقيق، الأستاذ سامي الحويس: «لطالما حرصنا على تشجيع القوى العاملة في معامل بقيق على استكشاف أفكارهم بالتعاون مع شركائنا، واضعين نصب أعيُننا الهدف الجلي المتمثِّل في تطوير حلول مبتكرة من شأنها إطالة أمد الأصول، إلى جانب تحسين وقت تشغيلها وقيمتها».

ابتكار الحلول للقطع التالفة

وكانت معامل بقيق قد عانت من تلف عدد من الرِيَش المستخدمة في التوربينات البخارية، التي أكملت ما يربو على 50 سنة من الخدمة. ومع انعدام وجود المصنعين الأصليين لهذه الأجزاء الضرورية للمعدات الدوَّارة، وعدم توفُّر جهات تستطيع تصنيع قطع مماثلة لها في المملكة، لجأت معامل بقيق إلى إدارة ورش الخدمات الميكانيكية، من أجل تقييم إمكانية توظيف مبدأ الهندسة العكسية، واستخدام مواد مطوَّرة لإعادة تصنيع مثل هذه الأجزاء المهمة.

وقال مشرف وحدة الموثوقية في معامل بقيق، أندريس غونزاليز: «وفَّرت إدارة ورش الخدمات الميكانيكية حلًّا يُسهم في توفير التكاليف، مع تجنُّب الخسائر المُحتملة في الإنتاج».

وأضاف غونزاليز: «هذه التوربينات هي في غاية الأهمية بالنسبة لمعامل بقيق، لأنها تشغِّل المضخَّات المسؤولة عن نقل 600 ألف برميل من النفط الخام في اليوم».

ومن خلال قدراتها في تطبيق مبدأ الهندسة العكسية، قدَّمت إدارة ورش الخدمات الميكانيكية حلًّا هندسيًا مُبتكرًا يلائم التوربينات البخارية. ويشمل هذا الحل إجراء تحسينات في المواد المُستخدمة والتصميم الهندسي للتوربين، بالإضافة إلى إعادة تصميم دوَّار التوربين نفسه. وتضمَّن نطاق العمل أيضًا: التصنيع، والمعالجة الحرارية، والفحص بواسطة أسلوب الاختبار غير المُتلِف، وتجميع ريش التدوير حول المحور، والتركيب النهائي للتوربين، واختبارات التشغيل بالسرعة القُصوى.

كما تضمَّن المشروع جُهدًا واسعًا في البحث والتصميم، إلى جانب إجراء 20 تجربة، اختبرت مواد وتصاميم هندسية، وظروف معالجة حرارية متنوِّعة، وذلك بهدف ضمان الجودة والكفاءة الميكانيكية للأجزاء المُصمَّمة حديثًا.

وقال المهندس الأعلى للمعدات الدوَّارة، راجا خان: «من خلال تطبيق مبدأ الهندسة العكسية، تمكنَّا في ورشنا من إجراء تحسينات فيما يخص المواد المُستخدمة والتصميم الهندسي. لقد كنا قادرين على إعادة تصميم دوَّار التوربين، وتصنيع بعض الأجزاء المكوِّنة له محليًا وخلال سبعة أيام، بما في ذلك الرِيَش والمُباعِدات والأغطية والعمود».

وقد ساعدت الهندسة الدقيقة، والإجراءات الصارمة لضبط الجودة، في ضمان تلبية عملية الإصلاح لاحتياجات العميل. وقد وُظِّفت آلات مسح ذات سبعة محاور لإتمام التصميم الهندسي داخل الورش. وضاعف حلُّ الإصلاح المُبتكر من صلابة الأجزاء الرئيسة، كالرِيَش، وهو أمرٌ تم التأكد منه من خلال الفحوص المختبرية للمواد وتحاليل مقدار الإجهاد.

وقال مفتش ضمان الجودة في إدارة ورش الخدمات الميكانيكية، سكوت فريمان: «عمل فريق ضمان الجودة يدًا بيد مع فريق الهندسة في الإدارة من أجل ضمان جودة عملية الإصلاح، واختبار التوربين عند السرعة القصوى التي يُوقف عندها التشغيل، وذلك في مرافقنا الحاصلة على اعتماد آيزو».

حلٌّ أمثل بتكاليف أقل

وجاءت تكاليف الإصلاح أقل بنسبة 15%، بالمقارنة إلى خيار استبدال التوربين، كما تم تخطيط عملية الإصلاح وإنجازها من قبل جيل شاب من مهندسي الشركة ومقدمي الخدمات التقنية المساندة. إلى جانب ذلك، فإن أسلوب الإصلاح الذي تم اعتماده قابل للتطبيق بالنسبة لأكثر من 280 توربينًا بخاريًا ذا مرحلة واحدة على مستوى الشركة.

وقال مشرف مركز الهندسة العكسية في ورشة الجعيمة، التابعة لإدارة ورش الخدمات الميكانيكية، محمد السحيباني:

«مركز الهندسة العكسية هو مبادرة نعتمد عليها في توفير خدمات إصلاح من أعلى طراز للمعدات، من أجل إعادة المعدات المتعطلة إلى الخدمة في أقصر وقت ممكن».

وأوضح السحيباني أن المركز يستخدم أحدث تقنيات المسح والتصميم والتصنيع، من أجل مواجهة كل التحديات التي تتعلَّق بتوفير قطع الغيار للمعدات القديمة، والتأكد من أن هذه القطع تتميَّز بعمر تشغيل طويل.

وتتوافق هذه المبادرة مع رسالة إدارة ورش الخدمات الميكانيكية المتمثلة في توفير الخدمات الميكانيكية وإصلاح المعدات على نحو موثوق وآمن، وفاعل من جهة التكاليف، والإسهام في الوقت نفسه في تطوير الاقتصاد المحلي. جديرٌ بالذكر، أن أرامكو السعودية تُعدُّ أول جهة تتمكَّن من النجاح في إعادة تصميم الأجزاء الرئيسة في المعدات الدوَّارة وتصنيعها من خلال حلول إصلاح تعتمد على التقنيات المتقدِّمة.

شرح الصورة في أعلى الصفحة: طالب السادة وجواد العيد، أثناء اشتراكهما في أعمال إصلاح التوربين البخاري، في إحدى الورش التابعة لإدارة ورش الخدمات الميكانيكية

Photo

You are currently using an older browser. Please note that using a more modern browser such as Microsoft Edge might improve the user experience. Download Microsoft Edge